سليمان الراجحي من الصفر إلى العالمية بنفس الثوب الأبيض

سليمان الراجحي هو من أشهر رجال الأعمال السعوديين الذين بدءوا من الصفر وانتوا إليه أيضًا وهو صاحب أشهر مصرف في العالم كله والذي يطلق عليه مصرف الراجحي

لذلك سيقوم موقع الخليج لايف بعرض تفاصيل عن حياة سليمان الراجحي وكيف استطاع أن يبني حياته من الصفر حتى يوصل إلى أعلى درجات الشهرة والنجاح

ولادة سليمان الراجحي

ولد سليمان الراجحي في عائلة فقيرة وذلك في عام 1929 في منطقة البكيرية في محافظة القصيم بالمملكة العربية السعودية وكان سليمان هو الابن الثالث في العائلة

بسبب ظروف الحياة القاسية انتقل والده وأخويه عبد الله وصالح إلى العمل في الرياض ثم عادوا ليأخذوا بقية العائلة إلى الرياض

وذلك عندما كان سليمان في عمر 8 سنوات أي في عام 1937

شاهد : مصرف الراجحي و500 فرع في جميع أنحاء العالم

بداية الحياة العملية لسليمان الراجحي

عندما انتقل سليمان إلى الرياض التحق بأحدى المدارس ولكنه كان مولعًا بالعمل وليس بالدراسة فكان يميل إلى العمل والتجارة

لذلك اشتغل في العديد من الأعمال التي اكسبته خبرة ودراية بأحوال السوق ومن هذه الأعمال ما يلي :

• عمل كحمال فقد كان يقوم بحمل البضائع وأغراض الأشخاص.
• كان يقوم بحراسة بضاعة البائعين في السوق.
• في أوقات فراغه كان يقوم بتتبع الأبل ويجمع ما يسقط منها من أحطاب.
• اشتغل أيضًا في البناء.

بعد ذلك وفي عام 1943  قام بافتتاح دكان صغير في حي المربع وباع فيه الحلويات التي لا يتم بيعها ألا في البحرين بالإضافة إلى بعض المنتجات كالشاي والسكر والكبريت وغيرها من المنتجات الآخرى

ولكنه اضطر إلى بيع الدكان في عام 1945 ليسدد تكاليف الزواج وبعد ذللك انتقل مرة آخرى إلى الرياض واشتغل مع أخيه صالح في محله الخاص.

بداية اشتغال سليمان الراجحي في الصرافة

في عام 1945 بدأ سليمان العمل مع أخيه الأكبر صالح لذلك ذهب إلى مدينة جدة حتى يصبح مسئولًا عن النشاط التجاري الخاص بالصرافة في مكة وجدة

ومن الجدير بالذكر أنه عانى كثيرًا فقد كان يقوم بقطع عشرة كيلومترات وهو يحمل الأمانات والطرود على ظهره ويوصلها إلى المطار وذلك حتى يوفر أجرة الحمال والمواصلات

واشتغل سليمان أيضًا في تجارة الأقمشة والأقفال ومواد البناء وغيرها من المواد الآخرى وبعد إن رآى أن الأعمال مستمرة في النمو وأصبح يحقق الكثير من الأرباح جاءت إليه فكرة أستئجار دكان صغير بجدة وبالتحديد تحت مسجد عكاشة

وبعد مرور أحدى عشر عامًا على العمل مع أخيه صالح وفي عام 1957 اتفقوا على تحويل الدكان ليصبح شراكة بينهم

وبذلك تم اعتبار هذا كأول عمل رسمي له وبعد مرور 14 عام على الشراكة بينهم وفي عام 1971 اتفقا الاثنان أيضًا على إنهاء الشراكة بينهم وذلك حتى يركز كل واحد منهم في أعماله الخاصة

وبالتحديد حدث هذا بعد دخول سليمان إلى مجال العقارات وبدأ في التوسع فيه لذلك جاءت فكرة إنهاء الشراكة

وبعد هذا الوقت وقبل عام 1972 قام بإنشاء مؤسسة خاصة به واطلق عليها اسم مؤسسة سليمان العبد العزيز الراجحي

وبعد توسع أعماله قام بفتح العديد من الفروع في العديد من المدن ولكن كان يسعى دائمًا أن تكون الفروع بعيدة عن الرياض وذلك احترامًا لنشاط شقيقه الأكبر الشيخ صالح

وإلى جانب نجاح المؤسسة استطاع سليمان الراجحي أن يتوسع في أعمال العقارات أيضًا

مما ساعده ذلك في انتشار اسمه واكتسابه سمعة طيبة في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها

وفي عام 1978 اتفق الأشقاء الأربعة على العمل سويًا لذلك قاموا بتأسيس شركة الراجحي للصرافة والتجارة

وقاموا بتفويض الشيخ سليمان لإدارة العمل في المؤسسة وكان تركيز المؤسسة على أعمال الصرافة والنشاطات المتعلقة بالعقار ومواد البناء

تحويل شركة الراجحي إلى مصرف الراجحي

بسبب سفر الشيخ سليمان المستمر وجد الحاجه إلى وجود مصرف إسلامي تكون أعماله متوافقة مع الشريعة الإسلامية

لذلك قام بطرح على أخوته فكرة تأسيس مصرف الراجحي الإسلامي وقد رحب أخوته بهذه الفكرة

وذلك بسبب تشابه أعمالهم ونشاطات المصرف فقدموا طلب إلى الحكومة حتى تسمح لهم بإنشاء المصرف وبالفعل وافقت الحكومة وقاموا بإنشائه

تأسيس مصرف الراجحي الإسلامي

بدأ المصرف استثماراته في عام 1987 ولكن كانت استثماراته محدودة فقد بلغ عدد المساهمين 132 مساهم

ولكن سرعان ما زادت نشاطات المصرف وتم بناء العديد من الفروع الخاصة به في داخل المملكة العربية السعودية وفي خارجها أيضًا مثل بناء فروع في الأردن والكويت

كما وصلت نشاطاته إلى جنوب شرق آسيا وعلى رأسها ماليزيا

الحياة الشخصية للشيخ سليمان الراجحي

ولد الشيخ سليمان في أسرة مسلمة سنية وقد تزوج في عام 1945 وله العديد من الأبناء

كما أن شركة فوربس قدرت ثروته بحوالي 5.9 مليار دولار مما جعله ذلك كثالث أغنى رجل في العالم العربي وتصنيفه في المرتبة 169 في قائمة أغنياء العالم

وبالرغم من امتلاكه العديد من الأموال إلا أنه كان يحب العمل جدًا فقد كان هو أول من يذهب إلى العمل وآخر من يخرج منه

كما أنه ظل يرتدي نفس الثوب الأبيض لمدة ثلاثين سنة وذلك حتى يذكر نفسه دائمًا بأنه كان فقيرًا في يوم من الأيام

وحتى يظل متذكر أخلاقه وبداياته فلا تأخذه الأموال إلى معتقدات وحياة آخرى تختلف عن حياته

مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية

في عام 1983 قام الشيخ سليمان بإنشاء جهة خاصة لتنفيذ الأعمال الخيرية

ولكنها كانت تابعه لشقيقه صالح بن عبد العزيز الراجحي وأخواته سليمان وعبد الله ومحمد فكان هدفها تقديم الخدمات الخيرية للمؤسسات الخيرية

ولكن في عام 1995 بدأ تطوير هذه الجهة وقامت بضم العديد من أصحاب الخبرة في العمل الخيري

كما قامت بتكوين عدد من اللجان الاستشارية واللجان الخاصة بالعمل الخيري واستمرت حتى تم تغيير اسمها إلى مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية

وذلك بترخيص من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية

تركز المؤسسة اهتمامها حاليًا بدعم المؤسسات الغير ربحية المسجلة في السعودية

وذلك في المجالات الأتية ( الاجتماعية والإعلامية والتعليمية وبناء المساجد والدعوية والصحية ) وغيرها من المجالات الآخرى الخاصة بأعمال الخير

الجوائز التي حصل عليها سليمان الراجحي

1- حصل الشيخ سليمان على وسام الملك عبد العزيز وذلك في عام 2000م بسبب :

• منح 50% من ثروته للأعمال الخيرية.
• سعيه لإنشاء مصرف إسلامي يطبق الشريعة الإسلامية.
• سعيه للقضاء على مشكلة الفقر ودعمه للجمعيات الخيرية المحلية والدولية.
• الاهتمام بتحفيظ وتعليم القرآن الكريم.
• وجه اهتمامًا بالغًا بالتعليم فقام بإنشاء جامعات صحية بالإضافة إلى معهد لغير الناطقين باللغة العربية.
• اهتمامه بإنشاء العديد من المساجد الخاصة بتأدية الصلاة وتحفيظ القرآن وللمعتكفين.
• توجيه استثماراته إلى البلدان الإسلامية.
• سعيه لتحقيق الأمن الذاتي للوطن من خلال تبنيه لمشروعات تحقق ذلك.
• تشجيع شباب الوطن لمزاولة الأعمال الحرة.

2- منحه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي جائزة الإنجاز مدى الحياة وذلك في عام 2016.

المصدر : الشيخ سليمان الراجحي