برنامج إيران النووي والوصول لحل في الاتفاق النووي
في القرن العشرين وبالتحديد في الخمسينات قامت الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة إيران في إطلاق برنامج إيران النووي والذي كان يعتبر جزء من برنامج الذرة من أجل السلام
وقد شارك في البرنامج النووي الولايات المتحدة الأمريكية والحكومات الأوروبية الغربية
وذلك حتى قيام الثورة الإيرانية في عام 1979 التي قامت بتحويل إيران من نظام ملكي إلى الجمهورية الإسلامية وقضت على الشاه الذي كان مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية
لذلك سيقوم موقع الخليج لايف بعرض تفاصيل أكثر حول برنامج إيران النووي
برنامج إيران النووي بعد عام 1979م
بعد قيام الثورة الإيرانية في عام 1979 وتحويل النظام الملكي إلى الجمهورية الإسلامية
قام روح الله الموسوي الخميني مؤسس الدولة الإيرانية بإصدار تصريح يأمر فيه أن يتم حل الأبحاث السرية الخاصة بالأسلحة النووية للبرنامج
ومن الجدير بالذكر أن الأسلحة النووية كانت محظورة في هذه الفترة بسبب أخلاق الفقه الإسلامي
ولكنه عاد مرة أخرى ووافق على إقامة أبحاث صغيرة في الطاقة النووية كما أنه وافق على تشغيل برنامج إيران النووي في أثناء الحرب الإيرانية العراقية
برنامج إيران النووي بعد عام 1989م
أدت وفاة روح الله الموسوي الخميني في عام 1989 إلى توسع البرنامج النووي
حيث شمل العديد من مواقع البحث وهم اثنين من مناجم اليورانيوم ومفاعل أبحاث
بالإضافة إلى مرافق معالجة اليورانيوم التي تشتمل على محطات تخصيب اليورانيوم الثلاثة
نبذة عن مفاعل بوشهر
يعتبر مفاعل بوشهر هو أول محطة للطاقة النووية في إيران وقد تم افتتاحه في عام 2011 بمساعدة وكالة روساتوم الروسية الحكومية
وقد أعلنت الشركة الهندسية الروسية المقاولة أنه في عام 2012 ستصل محطة بوشهر إلى كامل طاقتها الإنتاجية للطاقة النووية
وعلى هذا أعلنت إيران أنها سوف تقوم ببناء محطات متوسطة الحجم بالإضافة إلى سعيها لاستكشاف مناجم جديدة لليورانيوم
كما أعلنت أنها تقوم بإنشاء مصنع دارخوين للطاقة النووية والذي يبلغ قدرته 360 ميجا وات.
برنامج إيران النووي في عام 2010م
أعلن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي الخامنئي أن برنامج إيران النووي الهدف منه استخدامه في أغراض سلمية
كما نشر فتوى تحرم إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة النووية وأمر بنزع السلاح النووي من طهران
كما أشار إلى أن مبادئ الجمهورية الإسلامية تتعارض مع استخدام الأسلحة النووية في أغراض أخرى
بداية الأزمة الإيرانية الأمريكية
بدأت الأزمة تتصاعد تدريجيًا منذ عام 2003 عندما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تحدد الأنشطة التي تستخدمها في التخصيب
لأن تخصيب اليورانيوم يمكن أن يستخدم في إنتاج وقود للمفاعلات وصنع الأسلحة
ولكن في هذا الوقت أعلنت إيران أن برنامجها النووي يتم استخدامه في أغراض سلمية
وتخصب اليورانيوم بنسبة 5% وهي النسبة التي تتفق مع محطة الطاقة النووية المدنية
لذلك أعلنت وكالة الطاقة الذرية أن إيران فشلت في تحقيق التزاماتها بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة وتم الاستمرار في الحصول على استنتاج رسمي بعدم التزام إيران حتى عام 2006
في عام 2009 قام الكونغرس الأمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية بمصادرة حق إيران في التخصيب
وذلك جاء بعد رفض إيران بتعليق برامج تخصيب اليورانيوم الذي أمرها به مجلس محافظي الوكالة لذلك قاموا بفرض عقوبات على إيران
بعد ذلك قامت إيران بالموافقة على التخلي عن مخزونها من اليورانيوم أثناء الانتخابات الرئاسية
ولكن كان هذا في مقابل توفير وقود لمفاعل الأبحاث الطبية ولكنها بعد ذلك رفضت التخلي عن مخزونها مرة أخرى
توصلت إيران إلى حل لمعالجة المخاوف من تحويل برنامجها النووي إلى استخدامات غير سلمية
وكان الحل هو أن توضع المزيد من القيود على برنامج إيران النووي الخاص بتخصيب اليورانيوم وذلك عن طريق ما يلي :
- زيادة عمليات التفتيش الأكثر صرامة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- تشغيل منشأة ناتانز الخاصة بتخصيب اليورانيوم كمركز وقود يحتوي على العديد من الجنسيات الأجنبية.
- إعادة معالجة البلوتونيوم.
قام العديد من الخبراء الأمريكيين الغير حكومية بتأييد هذا الحل الذي أعلنت عنه إيران ولكن ظلت الولايات المتحدة الأمريكية على موقفها
وهو أن تتنازل إيران عن مخزونها في اليورانيوم مثلما أعلن مجلس الأمن الدولي
اتفاق لوزان النووي ( الاتفاق النووي )
في شهر مارس من عام 2015 تم عقد مفاوضات ماراتونية في مدينة لوزان السويسرية بين كل من إيران وأمريكا وفرنسا والصين وألمانيا وروسيا وبريطانيا
وذلك للتوصل إلى تسوية تؤكد سلمية برنامج إيران النووي وإلغاء العقوبات التي تم فرضها على إيران
وفي شهر أبريل من عام 2015 توصلت إيران مع الدول الست إلى أن تقوم إيران بإنجاز برنامجها حتى نهاية شهر يونيو من عام 2015
كما تم الإعلان أنه سيتم إلغاء العقوبات المفروضة على إيران إذا وجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تنفذ التزاماتها وتحترمها
ولكن إذا لم يحدث ذلك حينها سيتم فرض العقوبات مرة أخرى
رد فعل إيران وأمريكا من الاتفاق النووي
- رد فعل إيران
أعلن الرئيس الإيراني أن هذا الاتفاق يعتبر اعتراف من الدول بحق إيران في إنتاج اليورانيوم وأنه لا يعتبر تهديد أو خطر على العالم وأكد ألتزامه بالاتفاق النووي.
- رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية
رأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن هذا الاتفاق يعتبر اتفاق تاريخي كما أشار إلى أن الدبلوماسية تعتبر أفضل خيار للتعامل مع طهران.
خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي
في 8 مايو عام 2018 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خروج الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي
الذي انعقد في عام 2015 ووصفه بأنه كان يجب أن لايحدث لأنه لن يجلب الهدوء ولا السلام
لذلك أعلن انسحاب بلاده من هذا الاتفاق كما أشار إلى أنه سيقوم بفرض العقوبات الأمريكية على إيران والتي سوف تدمر اقتصادها نهائيًا
وقد رفض العديد من الدول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا قرار الرئيس الأمريكي كما أنهم حاولوا أن يقنعوه بالبقاء ولكنه رفض
ولكن قام بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بتأييد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي ووصف انسحابه بالجريء ووصف الاتفاق بصفقة كارثية
وأعلنت السعودية أيضًا تأييدها لانسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي وذلك لأن المملكة العربية السعودية تعتبر هي المنافس الإقليمي لإيران.
ومن هنا وصلت الأزمة الإيرانية الأمريكية إلى أقصى حد لها وبدأت التهديدات الإيرانية تسيطر على دول الخليج وعلى الولايات المتحدة الأمريكية
وحتى الآن تطلب إيران من الدول الأوروبية أن يتوصلوا إلى قرار لحل مشكلة الاتفاق النووي
وفي ظل فرض الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات الأمريكية على إيران مما يؤدي إلى انهيار اقتصادها
أعلنت إيران بأنها ستقوم بتقليص التزاماتها في الاتفاق النووي وحتى الآن قامت بتنفيذ مرحلتين من تقليص التزاماتها
وقامت بالعديد من التخريبات التي أسفرت عن احتجاز ناقلة نفط بريطانية
كما أنها تقوم بضرب أنانبيب نفط في السعودية وقامت أيضًا باسقاط طائرة أمريكية بدون طيار
وتهدد إيران الآن بأنها ستقوم بتنفيذ المرحلة الثالثة من تقليص التزاماتها والتي ستكون أشد وأقوى من المرحلتين السابقتين وسيعاني منها الجميع.
المصدر : هنا