اتصال هاتفي بين ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني
في خطوة مهمة تعكس التوجه نحو تعاون وثيق لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، شهدت العلاقات السعودية الإيرانية تطوراً لافتاً في الآونة الأخيرة، يأتي ذلك وسط تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، وخاصةً مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، ما يبرز الحاجة إلى تحالفات جديدة وتنسيق أكبر بين دول المنطقة، في هذا السياق، تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أشاد خلاله بمبادرة السعودية للدعوة إلى قمة عربية إسلامية مشتركة.
خلال الاتصال، أعرب الرئيس الإيراني عن تقديره لدور المملكة في إطلاق هذه المبادرة، مؤكداً على أهمية النجاح والتوفيق للقمة المزمع عقدها، وقد أعقب هذا الاتصال زيارة رئيس هيئة الأركان العامة السعودية، الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث اجتمع مع نظيره الإيراني اللواء محمد باقري، لبحث آفاق تطوير العلاقات العسكرية والدفاعية بين البلدين.
كما بحث الرويلي، في اجتماع آخر، مع مساعد رئيس هيئة الأركان الإيرانية لشؤون الاستخبارات والأمن اللواء غلام محرابي، القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون الاستخباراتي بين البلدين، في خطوةٍ تعكس التزام البلدين بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
زيارة تندرج ضمن اتفاقية بكين
تأتي هذه الزيارة ضمن إطار “اتفاق بكين” الذي يهدف إلى تحسين مستوى التنسيق بين السعودية وإيران، بما يخدم مصالح البلدين ويعزز فرص التعاون على المستويات العسكرية والأمنية، وهو ما يشير إلى بداية عهد جديد من الشراكة والتفاهم بين الطرفين.
شاهد أيضًا: العلاقات السعودية الكويتية: تعاون راسخ من أجل استقرار المنطقة
ختاما، في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها المنطقة، يمثل هذا التواصل بين ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني بادرة أمل نحو تأسيس تعاون أكثر عمقاً بين دول الشرق الأوسط، ما قد يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، إن تحرك البلدين نحو شراكة استراتيجية لا يعكس فقط حرصهما على تخفيف حدة التوترات، بل أيضاً رغبة في تحقيق مصالح مشتركة تخدم شعوب المنطقة وترسي قواعد للتعاون المستقبلي البناء.