Table of Contents
Toggleفي ظل التحديات التي تواجه صناعة السيارات عالميًا، تبحث شركة نيسان تبحث شراكة جديدة لتعزيز موقعها في قطاع السيارات الكهربائية وقوتها التنافسية وتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة، يأتي ذلك في وقت تعاني فيه الشركة من انخفاض في المبيعات وإعادة هيكلة شاملة، مما دفعها للبحث عن شريك قوي لدعم استقرارها المالي والتوسع في قطاع المركبات الكهربائية، ومن بين الخيارات المطروحة، تتصدر شركة هوندا قائمة الشركاء المحتملين، حيث تعمل نيسان على بناء علاقة شراكة طويلة الأمد معها.
نيسان تبحث شراكة جديدة مع هوندا
تسعى شركة نيسان إلى إيجاد مستثمر رئيسي يكون بديلاً لحصة شركة رينو التي بدأت تقل تدريجيًا نتيجة الضغوط الاقتصادية وإعادة الهيكلة داخل التحالف.
وبحسب تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، فقد بدأت نيسان في البحث عن شريك ثابت طويل الأجل، مثل بنوك أو شركات تأمين، ليأخذ مكان جزء من حصص رينو التي تمتلكها منذ فترة طويلة.
تأتي هذه الخطوة في إطار خطة نيسان الاستراتيجية لتعزيز مركزها في سوق السيارات الكهربائية، وهو ما يجعلها تتوجه نحو تعزيز تعاونها مع منافستها التقليدية هوندا، التي قد تكون شريكًا محتملًا للشراء بعض أسهم نيسان في إطار هذه الشراكة.
ووفقًا للمصادر، تتطلع نيسان إلى توطيد العلاقة مع هوندا لتطوير المركبات الكهربائية والتكنولوجيا المتقدمة، خاصة في ظل المنافسة القوية من الشركات الصينية والمناخ الاقتصادي غير المستقر في الولايات المتحدة.
ورغم عدم تأكيد الشركة بشكل رسمي عن رغبتها في جذب مستثمر رئيسي أو إمكانية شراء هوندا لأسهمها، إلا أن نيسان أكدت أهمية الشراكة مع هوندا كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نتائجها وتحقيق التقدم المستدام.
لقد أصبحت الحاجة إلى شريك استثماري رئيسي أمراً حيوياً بالنسبة لـ نيسان في ظل الأزمات المتلاحقة والضغوط المالية، وهو ما دفع بعض صناديق الاستثمار مثل “Effissimo” السنغافورية و”Oasis” من هونغ كونغ إلى استهداف شراء حصص كبيرة في الشركة بهدف التأثير على قرارات إدارتها وتحسين الربحية. هذه الاستثمارات قد تؤدي إلى تغييرات في الإدارة والسياسات قد تساهم في تعزيز استقرار الشركة وتوطيد مركزها في سوق السيارات.
شاهد أيضًا: الصين تتصدر إنتاج السيارات الكهربائية عالميًا بـ10 ملايين وحدة في 2024
من شراكة تاريخية إلى تحديات حديثة: مسار التعاون بين نيسان ورينو
تعود علاقة التعاون بين نيسان ورينو إلى عام 1999، عندما أنقذت رينو الشركة اليابانية من الإفلاس من خلال الاستحواذ على حصة كبيرة تبلغ 36.8% من أسهمها. ومنذ ذلك الحين، ظل التحالف بين الشركتين قائمًا على الحفاظ على الهوية المستقلة لكل منهما، إلا أن العلاقة شابتها الكثير من التوترات بسبب مسائل الحوكمة وتغير نسب الحصص. ففي عام 2002، تملكت نيسان حصة 15% في رينو، مما أدى إلى رفع حصة رينو في نيسان إلى 43%.
ومع ذلك، شهدت العلاقة بين الشركتين تغيرات كبيرة في السنوات الأخيرة. ففي عام 2023، خفضت رينو حصتها التصويتية في نيسان إلى 15%، بما يتماشى مع حصة نيسان غير التصويتية البالغة 15% أيضًا في رينو، مما أثار تساؤلات حول مستقبل هذا التحالف. وعلى الرغم من أن رينو لم تشارك في المحادثات بشأن شراكة بين نيسان وهوندا، إلا أنها عبرت عن دعمها لأي تعاون قد يحصل بين الشركتين مع ميتسوبيشي أيضًا، في إطار استجابة لصعود الصين كقوة منافسة في صناعة السيارات الكهربائية.
في إطار جهودها لإعادة الهيكلة، تعمل نيسان أيضًا على خفض حصتها في ميتسوبيشي موتورز من 34% إلى 24%. وتستكشف ميتسوبيشي مجالات جديدة للتعاون مع نيسان وهوندا، على الرغم من أن الخطط لم تُعلن بعد. تمثل هذه الخطوات جزءًا من استراتيجية نيسان لتوحيد الجهود مع شركائها لتحقيق التميز التنافسي في سوق السيارات العالمية.
شاهد أيضًا: بنتلي تكشف عن أول سيارة كهربائية بالكامل بحلول 2026 ضمن استراتيجيتها المستقبلية
ختامًا، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه صناعة السيارات عالميًا، تسعى نيسان إلى إعادة بناء استراتيجيتها من خلال البحث عن شراكة جديدة مع شركات قوية لتعزيز مركزها التنافسي وضمان استمراريتها، هذه الخطوة تُعتبر ضرورية لتحقيق التوسع في قطاع المركبات الكهربائية والابتكار التكنولوجي، خاصة في ظل التحولات السريعة في السوق العالمي والمنافسة المتصاعدة، كما أن الشراكة مع هوندا قد تكون خطوة حاسمة لنيسان، فهي من شأنها أن تدفع الشركة نحو تحقيق الاستقرار المالي والابتكار في تقنيات السيارات المستقبلية، مما يساعدها على مواجهة التحديات العالمية بكفاءة أكبر.