تقرير يتهم الصين بتسريب كورونا، تستمر جائحة كورونا في تشكيل محور النقاشات الدولية، حيث تثير التساؤلات حول أصول الفيروس وأسبابه، وقد أصدرت مؤخرًا لجنة تابعة لمجلس النواب الأميركي تقريرًا متعمقًا يفتح الباب أمام فرضية تسرب الفيروس من مختبر صيني، ويوازيه اقتراح الرئيس السابق دونالد ترامب بأن تتكبد الصين تعويضات ضخمة تتجاوز التريليونات من الدولارات.
فما هي التفاصيل التي أشار إليها التقرير، وما التداعيات السياسية والاقتصادية لهذا الملف؟
الكونغرس يصدر تقرير يتهم الصين بتسريب كورونا
تقرير الكونغرس: الأدلة تدعم فرضية تسرب الفيروس في تقرير شامل من 520 صفحة، كشفت اللجنة الفرعية لمجلس النواب الأميركي، التي يقودها الجمهوريون، عن أدلة متزايدة تشير إلى احتمالية تسرب فيروس كورونا من مختبر ووهان.
حيث يدعو التقرير إلى مزيد من التدقيق في تفاصيل الأبحاث التي أجريت في هذا المختبر، والذي كان يمول جزئيًا من قبل منحة أميركية.
إضافة إلى ذلك، أوضح التقرير أن هذه الأبحاث كانت تتم وفق بروتوكولات سلامة بيولوجية منخفضة، مقارنة بتلك التي تُطبق في الولايات المتحدة.
التقرير يكشف مسؤولية الصين عن تسرب كوفيد-19 ومخاوف بشأن الأبحاث في ووهان
خريطة الطريق للمساءلة قدم تقرير لجنة الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي رؤى جديدة تتعلق بمسؤولية الصين المحتملة في تفشي فيروس كوفيد-19. التقرير، الذي يصل إلى 520 صفحة، يعرض أدلة تشير إلى أن الفيروس قد يكون قد تسرب من مختبر ووهان الصيني، الذي كان يتم فيه البحث في الفيروسات الشبيهة بسارس.
هذا المختبر كان معروفًا كأول مركز رئيسي في الصين لإجراء الأبحاث على الفيروسات ذات الصلة. التقرير يعيد للأذهان تعليق الممثل الكوميدي جون ستيوارت من عام 2021، الذي طرح تساؤلات حول إمكانية تسرب الفيروس من المختبر أو انتقاله بشكل طبيعي من الحيوانات.
سجل معاهد ووهان في الأبحاث الفيروسية يشير التقرير إلى أن معاهد ووهان، ومنها مختبر ووهان لعلم الفيروسات، لديها تاريخ في إجراء أبحاث متقدمة على الفيروسات المحفوفة بالمخاطر.
ومع ذلك، هذه الأبحاث كانت تتم في بيئات ذات معايير أمان بيولوجي منخفضة، وهي ما يعرف ببروتوكولات BSL-2. في المقابل، فإن الولايات المتحدة تتبع بروتوكولات أكثر صرامة، BSL-3، لإجراء الأبحاث على نفس النوع من الفيروسات، مما يتطلب معدات واقية وحماية أكبر.
الأدلة على أصل الفيروس يركز التقرير على أن الأدلة التي تدعم فرضية انتقال الفيروس من حيوان في سوق المأكولات في ووهان ضعيفة جدًا. ويشير إلى أن الأدلة التي من المفترض أن تكون موجودة في حال حدوث انتقال طبيعي لا تزال مفقودة، مما يعزز من الشكوك بشأن الرواية الرسمية التي تفيد بانتقال الفيروس من الحيوانات.
الخلاصة يشدد التقرير على أن مسار التحقيقات في أصول فيروس كوفيد-19 يجب أن يتسم بالشفافية ويعتمد على الأدلة القوية. وبينما تواصل بعض الجهات الدولية البحث في هذا الملف، يبقى أن تقرير الكونغرس الأميركي يزيد من الضغوط على الصين، ويوجه رسالة واضحة بشأن الحاجة إلى مزيد من التحقيقات والشفافية في هذا الصدد.
ترامب يطالب الصين بتعويضات ضخمة
يضغط ترامب لمطالبة الصين بتعويضات مالية ضخمة من جهته، أعاد الرئيس السابق دونالد ترامب إثارة موضوع التعويضات المالية، حيث اقترح أن تُجبر الصين على دفع 50 تريليون دولار كتعويضات عن الأضرار الناجمة عن الجائحة.
تثير هذه التصريحات المخاوف بشأن تأثيرها على العلاقات بين واشنطن وبكين، وعلى إمكانية الوصول إلى حلول دبلوماسية لمعالجة الأزمة.
تأثير جائحة كورونا على المجتمع والاقتصاد العالمي
لقد أحدث فيروس كورونا أزمة اقتصادية واجتماعية عالمية غير مسبوقة، حيث تكبدت الدول تريليونات الدولارات في محاولة للحد من تداعيات الفيروس، مما أدى إلى تراجع النشاط الاقتصادي وتدهور الظروف المعيشية لملايين الأشخاص.
كما يشير التقرير إلى أن الأضرار قد تكون أكبر بكثير إذا تم إثبات أن الفيروس نجم عن تسرب مختبر في الصين، مما يعزز من أهمية تدقيق هذه القضية بشكل أعمق.
هل ستؤدي المطالبات إلى أزمة دبلوماسية؟
تظل القضية الرئيسية التي يثيرها هذا التقرير: هل ستتجه الولايات المتحدة نحو اتخاذ خطوات ملموسة ضد الصين، مما قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية جديدة؟
وبالرغم من دعوات ترامب الموجهة للحكومة الصينية، فإن الرئيس الحالي جو بايدن يفضل معالجة الأمور في إطار قنوات دبلوماسية دون إثارة قضايا مثيرة للجدل علنًا، مما يزيد من تعقيد الموقف.
شاهد أيضًا: السعودية توقع اتفاقية مع BGI الصينية لتعزيز توطين خدمات الصحة السكانية
خاتمة يبقى تقرير الكونغرس الجديد بمثابة نقطة انطلاق لفهم أفضل للملابسات التي قد تكون وراء ظهور فيروس كورونا. ومع ذلك، فإن دعوات ترامب لمطالبة الصين بتعويضات ضخمة تضيف عنصرًا جديدًا قد يزيد من تعقيد العلاقات بين واشنطن وبكين. إذا ثبتت فرضية تسرب الفيروس من مختبر ووهان، فإن ذلك قد يغير طريقة تعامل العالم مع الأزمات الصحية والبيئية في المستقبل، ويعيد صياغة سياسة التعاطي مع دول مسؤولة عن انتشار الأوبئة.
