التكنولوجيا

كيف تتجسس التطبيقات على المستخدمين وتجمع بياناتهم؟

كيف تتجسس التطبيقات على المستخدمين وتجمع بياناتهم؟ مع تطور التكنولوجيا وانتشار التطبيقات الذكية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ظهرت تساؤلات متزايدة حول كيفية استخدام هذه التطبيقات للأذونات التي تمنحها الأجهزة الذكية.

كيف تتجسس التطبيقات على المستخدمين وتجمع بياناتهم وتستمع إلى مكالماتهم؟

كيف تتجسس التطبيقات على المستخدمين وتجمع بياناتهم؟
كيف تتجسس التطبيقات على المستخدمين وتجمع بياناتهم؟

هل يمكن لهذه التطبيقات أن تستمع إلى محادثاتنا أو تستخدم بياناتنا الشخصية دون علمنا؟ تشير الأبحاث والدراسات الحديثة إلى أن الإجابة ليست بسيطة، حيث إن هناك العديد من التطبيقات التي تستغل الأذونات بشكل مثير للشكوك، مما يضع خصوصية المستخدمين في خطر.

الأذونات ومخاطرها الخفية

تتطلب التطبيقات التي تقدم خدمات مثل المراسلة الفورية أو مكالمات الفيديو الوصول إلى ميكروفون الهاتف، وهي وظيفة ضرورية لعملها. ومع ذلك، هذا الوصول قد يُستخدم في أحيان كثيرة بطرق غير مُعلنة.

فعلى سبيل المثال، كشفت دراسات أن هناك مئات التطبيقات المتاحة على منصتي “Google Play” و”App Store” تستخدم الميكروفونات لجمع بيانات المستخدمين، مثل التعرف على البرامج التلفزيونية أو الموسيقى التي يستمعون إليها، بهدف تقديم إعلانات مخصصة.

كما لم تقتصر وسائل التجسس على الميكروفونات التقليدية، فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن أدوات أخرى مثل الجيروسكوب (Gyroscope) داخل الهواتف الذكية يمكن أن تُستخدم لتحليل الإشارات الصوتية المحيطة، مما يجعل هذه الأدوات بمثابة ميكروفونات مؤقتة قادرة على جمع البيانات الحساسة.

كيفية اكتشاف التطبيقات المشبوهة

هناك إشارات تدل على أن بعض التطبيقات قد تكون تستغل الأذونات بطرق غير مشروعة. من بين هذه الإشارات:

زيادة استهلاك البطارية: قد يؤدي تسجيل الصوت المستمر في الخلفية إلى استنزاف البطارية بشكل ملحوظ.
ارتفاع استهلاك البيانات: التطبيقات التي تجمع بيانات باستمرار سترسلها إلى خوادمها، مما يزيد من استهلاك الإنترنت.
أنشطة مشبوهة: قد تظهر بعض التطبيقات نشاطات غير مبررة مثل العمل في الخلفية دون الحاجة لذلك.

شاهد أيضًا: الاحتيال عبر الهوية الرقمية: خطر يهدد أمان بياناتك الشخصية

هل مواقع التواصل الاجتماعي تستمع إلى محادثاتنا؟

لطالما كانت الخصوصية قضية محورية في النقاشات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا فيسبوك، الذي تعرض لانتقادات متكررة بشأن سياساته المتعلقة بحماية بيانات المستخدمين. أزمات عدة جعلت الشركة في موقف الدفاع، وصلت إلى استجواب مارك زوكربيرغ، مؤسس الشركة والمدير التنفيذي لشركة “ميتا”، أمام الكونغرس الأمريكي، ما أثار التساؤلات حول إمكانية مراقبة التطبيقات للمحادثات الشخصية.

رغم غياب أدلة مباشرة تؤكد أن التطبيقات مثل فيسبوك تستمع إلى محادثاتنا عبر الميكروفون، تظل هذه الفرضية مطروحة، حيث يتم استخدام تقنية الهندسة العكسية (Reverse Engineering) لتحليل أنشطة التطبيقات، وقد تكون وسيلة للكشف عن أي نشاط غير مشروع.

ففي عام 2020م، قدمت شركة أبل ميزة في أجهزتها الحديثة تتيح للمستخدم معرفة التطبيقات التي تستخدم الميكروفون أو الكاميرا، ما عزز الجدل حول هذا الموضوع.

وقد أشار مصطفى السيد، الباحث في برنامج الأمان الرقمي بالمركز العربي لدراسات القانون والمجتمع في باريس، في تصريحات له إلى أن التجسس على المستخدمين عبر ميكروفونات الهواتف ليس أمرًا سهلًا، بل هو احتمال مستبعد تقنيًا بالنسبة للتطبيقات مثل فيسبوك.

الخلاصة، بينما يظل القلق قائمًا حول كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لبياناتنا، تبقى الشفافية والمسؤولية في التعامل مع الأذونات أساسًا لحماية الخصوصية. لذا، يجب على المستخدمين أن يكونوا أكثر وعيًا بما يمنحونه من أذونات، وألا يترددوا في التحقق من إعدادات الأمان في أجهزتهم لحماية بياناتهم الشخصية.

كيف تحمي نفسك؟

للحفاظ على الخصوصية ومنع التطبيقات من إساءة استخدام الأذونات:

قم بمراجعة الأذونات التي تطلبها التطبيقات قبل تثبيتها، وامنحها فقط الأذونات الضرورية.
استخدم إعدادات الأمان في هاتفك لتعطيل الميكروفون والكاميرا عند عدم استخدامها.
استعن بتطبيقات الحماية المتخصصة التي تراقب نشاط التطبيقات وتكشف الأنشطة المشبوهة.

شاهد أيضًا: توقف واتساب عن دعم ملايين الهواتف قريبًا

ختاما، في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا، تصبح الخصوصية قضية رئيسية تحتاج إلى اهتمام مستمر، يظهر سؤال كيف تتجسس التطبيقات على المستخدمين وتجمع بياناتهم؟ تلك التطبيقات التي تمنحها أذونات الوصول إلى أدوات هاتفك ليست دائمًا بريئة النوايا، وقد تُشكل تهديدًا كبيرًا لبياناتك الشخصية.

لذا، كن واعيًا، وراقب التطبيقات التي تستخدمها، ولا تمنح الثقة إلا لتلك التي تثبت احترامها لخصوصيتك، حيث تبدأ حماية خصوصيتك بخطوات بسيطة، لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على أمان بياناتك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!