السعودية تبدأ في تصنيع طائرات مسيرة بالطاقة الشمسية في الرياض بالتعاون مع فرنسا
اتفاقية سعودية فرنسية تبدأ في تصنيع طائرات مسيرة بالطاقة الشمسية في الرياض في خطوة استراتيجية نحو تعزيز الابتكار في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، وقعت السعودية اتفاقية مع شركة “إكس سن” الفرنسية لتأسيس مصنع متخصص في إنتاج الطائرات المسيرة التي تعمل بالطاقة الشمسية. هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية للمملكة في مجال الطائرات بدون طيار، مع خطط طموحة لنقل التقنية وتوطين الصناعة.
إنشاء مصنع سعودي لـ تصنيع طائرات مسيرة بالطاقة الشمسية في الرياض
أعلنت شركة “طيران القدية” السعودية توقيع اتفاقية تعاون مع الشركة الفرنسية “إكس سن” لإنشاء مصنع في العاصمة الرياض متخصص في إنتاج الطائرات بدون طيار المعتمدة على الطاقة الشمسية.
وقد أوضح محمد الحربي، رئيس شركة “طيران القدية”، أن المصنع سيبدأ الإنتاج مطلع العام القادم، حيث سيتم تصنيع أول طائرتين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من افتتاحه، بتكلفة إجمالية تبلغ 10 ملايين دولار، تشمل إنتاج قطع غيار لستة طائرات إضافية.
نقل التقنية وتوطين الصناعة
أشار الحربي إلى أن الاتفاقية تهدف إلى نقل المعرفة التقنية بالكامل إلى المملكة خلال ثلاث سنوات، بحيث يتم التصنيع والصيانة والتدريب بواسطة كوادر سعودية.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الشركة السعودية حقوق البيع الحصرية داخل المملكة ودول الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يعزز من مكانة السعودية في قطاع الطائرات المسيرة.
من جانبه، أكد بنجامين ديفيد، الرئيس التنفيذي لشركة “إكس سن”، أن هذا المشروع لا يقتصر على التصنيع فقط، بل يشمل أيضًا إنشاء مركز لخدمات الصيانة والتدريب وخدمة العملاء، مما يدعم تطوير التكنولوجيا في المملكة. وأوضح أن المصنع الجديد سيعمل كمنصة لتوزيع هذه الطائرات في أسواق المنطقة.
مواصفات الطائرات المسيرة
أفاد ديفيد بأن الطائرات المسيرة التي سيتم إنتاجها تمتاز بقدرات فريدة، حيث يمكنها الطيران لمدة تصل إلى 12 ساعة خلال النهار بفضل الطاقة الشمسية و4 ساعات خلال الليل.
كما تستخدم هذه الطائرات في العديد من المجالات، مثل مراقبة البيئة والزراعة والغابات، بالإضافة إلى عمليات الاستطلاع، دون إنتاج أي انبعاثات كربونية، مما يجعلها خيارًا صديقًا للبيئة.
ما هي التقنية المستخدمة في الطائرات؟
الطائرات المسيرة التي سيتم تصنيعها تعتمد على خلايا شمسية متطورة تسمح بتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء بكفاءة عالية.
كما تتميز هذه الطائرات بقدرتها على التحليق لساعات طويلة تصل إلى 12 ساعة نهارًا و4 ساعات ليلاً دون الحاجة إلى وقود تقليدي، مما يجعلها مثالية للمهام البيئية والاستخدامات الزراعية.
مجالات الاستخدام الموسعة
تشمل التطبيقات المتوقعة لهذه الطائرات مراقبة الغابات ومتابعة تغير المناخ، تحليل الأراضي الزراعية لتحسين الإنتاجية، ومراقبة المشاريع الكبرى مثل مشاريع البنية التحتية. بالإضافة إلى دورها في الاستطلاع الأمني والحد من الكوارث الطبيعية.
شاهد أيضًا: الحكومة السعودية تدعم المنشآت التقنية الصغيرة بـ 32 مليار ريال
التوسع الإقليمي
تمنح الاتفاقية شركة “طيران القدية” حقوق البيع الحصرية داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعزز مكانة السعودية كمركز إقليمي لتطوير وتصدير هذه التقنية.
التوظيف والتوطين
يهدف المشروع إلى توفير فرص عمل للكفاءات السعودية من خلال التدريب على أحدث التقنيات في مجال تصنيع وصيانة الطائرات المسيرة. وتتمثل الخطة في أن يكون المصنع مُدارًا بالكامل بأيادٍ سعودية خلال ثلاث سنوات.
التوجه نحو الاستدامة
المشروع ينسجم مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث تعمل الطائرات بدون وقود تقليدي وتساهم في تحقيق أهداف المملكة البيئية.
سيشمل المصنع الجديد في الرياض سيشمل مراكز متطورة للصيانة والتدريب، مما يوفر الدعم الفني للمستخدمين في المنطقة ويُعزز من سهولة تشغيل هذه الطائرات.
المزايا التنافسية التي يضيفها للسوق الإقليمي والدولي
- تعمل الطائرات بدون وقود تقليدي، مما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ويجعلها خيارًا صديقًا للبيئة، وهو ما يعزز من جاذبيتها في الأسواق الدولية التي تتبنى معايير بيئية صارمة.
- قدرات التحليق لمدة تصل إلى 12 ساعة في النهار و4 ساعات ليلاً تجعلها مثالية للمهام طويلة الأمد، مثل مراقبة البيئة أو المشاريع الزراعية، مما يمنحها ميزة تنافسية مقارنة بالطائرات التقليدية.
- يوفر تأسيس المصنع في السعودية قاعدة تصنيعية وخدمات دعم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يُقلل من التكاليف اللوجستية ويتيح سهولة التوزيع.
- يعزز المشروع القدرة التصنيعية في المملكة ويدعم التوطين، مما يعزز من مكانة السعودية كمصدر للابتكار في هذا المجال، ويمنحها نفوذًا أكبر في السوق العالمي.
شاهد أيضًا: أبل تستعد لإطلاق الجيل الجديد من جهاز التتبع AirTag بمزايا تقنية محسّنة
يعكس هذا التعاون بين السعودية وفرنسا لـ تصنيع طائرات مسيرة بالطاقة الشمسية في الرياض رؤية المملكة نحو توطين التقنيات الحديثة وتعزيز الابتكار في القطاعات الاستراتيجية، مع التقدم المتوقع في مجال الطائرات المسيرة، تسير السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية المستدامة.