الخليج اليوم

شراكة بين ترينديول و زد لتمكين نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة في السعودية والإمارات

في خطوة جديدة تؤكد تصاعد أهمية التجارة الإلكترونية في الخليج، أعلنت منصة “ترينديول”، أحد أبرز اللاعبين في مجال التجارة الرقمية، عن عقد شراكة استراتيجية مع منصة “زد” السعودية، وتهدف شراكة بين ترينديول و زد إلى دعم وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة في كل من السعودية والإمارات، من خلال توفير وصول مباشر إلى أكثر من 3 ملايين مستخدم عبر ربط المتاجر المحلية بمنصة ترينديول.

يمثل هذا التكامل دفعة قوية للتجار المحليين كما يدعم الاقتصاد في الخليج، حيث يمكنهم من إدارة عمليات البيع، والمخزون، والمدفوعات، واللوجستيات من خلال منصة واحدة متكاملة، كما ويعكس هذا التحالف بين منصتين تقنيتين توجهًا متزايدًا نحو بناء بنية تحتية رقمية تواكب تسارع التحول الرقمي في المنطقة.

وبحسب تصريحات محمد الأنصاري، المدير التنفيذي لترينديول في الخليج، فإن “الشراكة تعزز حضور العلامات التجارية المحلية وتدعم النمو الاقتصادي الرقمي”.

من جانبه، أوضح مازن الضراب، الرئيس التنفيذي لمنصة زد، أن  التكامل يفتح الباب أمام التجار للوصول إلى أسواق حيوية تعتمد بشكل متزايد على التجارة الرقمية، خاصة مع تصاعد استخدام المستهلكين للقنوات الإلكترونية في التسوق”.

وتنسجم شراكة بين ترينديول و زد مع أهداف رؤية السعودية 2030، واستراتيجيات التحول الرقمي في الإمارات، وهو ما يجعل منها تحركاً استراتيجياً يتجاوز مجرد التعاون التجاري إلى تعزيز منظومة التجارة الرقمية الإقليمية.

ترينديول توسع نشاطها في منطقة الخليج

“ترينديول” هي شركة تركية بدأت رحلتها في 2010 وأصبحت اليوم من بين أسرع منصات التجارة الإلكترونية نمواً في أوروبا والشرق الأوسط.

من خلال استثمارات مشتركة مع مجموعة علي بابا الصينية، تسعى ترينديول إلى تعزيز حضورها في منطقة الخليج، لا سيما في أسواق مثل السعودية والإمارات.

وقد بدأت الشركة مؤخرًا في افتتاح مراكز توزيع إقليمية وتوقيع اتفاقيات شحن محلية، وهو ما يعزز قدرتها على التسليم السريع وخفض التكاليف التشغيلية للتجار. وتشير تقارير Statista إلى أن حجم مبيعات التجارة الإلكترونية في السعودية وحدها تجاوز 11 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بزيادة سنوية تتجاوز 15%، وهو ما يجعل المنطقة سوقاً مستهدفاً بامتياز.

الشراكة بين ترينديول و زد تأتي في هذا الإطار لتعزز تموضع ترينديول كلاعب أساسي في هذا القطاع.

زد السعودية تدعم التجار من خلال التكامل الرقمي

منصة “زد” انطلقت في السوق السعودية كحل رقمي متكامل للتجار الراغبين في إنشاء وإدارة متاجر إلكترونية.

بحلول عام 2025، باتت زد تحتضن أكثر من 9000 متجر إلكتروني، وتوفر خدمات شاملة تشمل التكامل مع شركات الشحن، بوابات الدفع، أدوات التسويق، وتقارير الأداء.

ما يميز “زد” هو قدرتها على تقديم تجربة موحدة للتاجر، بحيث يمكنه إدارة كل جوانب عمله من منصة واحدة، سواء كان يبيع عبر الإنترنت، في المتجر التقليدي، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التوجه يتماشى مع التغيرات العالمية في أنماط الاستهلاك، حيث يفضل المستهلكون تجربة تسوق مرنة ومتعددة القنوات.

الشراكة بين ترينديول و زد تمنح مستخدمي زد فرصة حقيقية للتوسع نحو أسواق خارجية دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة أو تكاليف إضافية.

كيف تساعد الشراكة الشركات الصغيرة والمتوسطة؟

تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 95% من إجمالي الشركات المسجلة في السعودية والإمارات، لكنها غالباً ما تواجه تحديات تتعلق بالوصول إلى الأسواق، وتكاليف التسويق، وصعوبة إدارة العمليات الرقمية. وهنا تظهر أهمية شراكة بين ترينديول و زد في تذليل هذه العقبات.

من خلال الربط المباشر بين متاجر زد ومنصة ترينديول:

  • يمكن للتاجر توسيع نطاق عملائه دون الحاجة إلى تطوير متجر جديد.
  • يحصل على خدمات لوجستية جاهزة ومدفوعات مؤمنة.
  • يصل إلى قاعدة بيانات ضخمة تساعده على تحليل اتجاهات السوق وتحسين عروضه.

دعم التحول الرقمي ضمن رؤية السعودية 2030

تُعد رؤية السعودية 2030 من أكثر المشاريع الوطنية طموحاً في المنطقة، وتضع التحول الرقمي في صميم أولوياتها، خاصة في ما يتعلق برفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي.

وفي هذا السياق، تأتي شراكة بين ترينديول و زد كجزء من جهود متكاملة تهدف إلى تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الانخراط الفعّال في الاقتصاد الرقمي.

من خلال هذه الشراكة، يتم توفير الأدوات التي تمكّن أصحاب المشاريع من تقديم خدماتهم ومنتجاتهم عبر الإنترنت، وهو ما يتماشى مع أهداف برنامج “دعم التجارة الإلكترونية” التابع لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية.

ووفقاً لإحصائيات رسمية، فإن نسبة المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على التجارة الإلكترونية في السعودية قد ارتفعت من 18% في 2020 إلى 32% في نهاية 2024.

كما تعمل شراكة بين ترينديول و زد على تسريع عملية الرقمنة التجارية، ما يسهم في خلق بيئة عمل أكثر استدامة وكفاءة، ويزيد من فرص التوظيف والنمو المحلي.

التجارة الإلكترونية في الإمارات

الإمارات تعد واحدة من أكثر الأسواق الرقمية تطوراً في الشرق الأوسط، حيث بلغت قيمة مبيعات التجارة الإلكترونية أكثر من 6.5 مليار دولار في 2023، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الاقتصاد. وتُظهر التوقعات أن الرقم مرشح للزيادة بنسبة 17% سنويًا حتى عام 2026.

شراكة بين ترينديول و زد تمنح الشركات الصغيرة في الإمارات فرصة للدخول في هذا السوق المتسارع دون الحاجة إلى إنشاء منصة منفصلة، مما يقلل من التكلفة ويزيد من سرعة الوصول إلى المستهلك. ويُعد هذا التعاون رافعة حقيقية لرواد الأعمال الذين يبحثون عن التوسع دون التضحية بالكفاءة التشغيلية.

كما أن البنية التحتية الرقمية المتقدمة في الإمارات، إلى جانب السياسات الداعمة للأعمال، يجعل من هذه الشراكة منصة مثالية لزيادة الاندماج الرقمي. ويؤكد خبراء في الاقتصاد الرقمي أن هذا النوع من التعاون يُسهم في نقل المعرفة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة محليًا.

التوسع الإقليمي والتكامل مع الأسواق الخليجية

لا تقتصر نتائج شراكة بين ترينديول و زد على السعودية والإمارات، بل تشير التوقعات إلى إمكانية توسيع نطاق هذا التعاون ليشمل أسواقًا واعدة أخرى مثل قطر، البحرين، وسلطنة عمان، فبنية التجارة الإلكترونية في الخليج تشهد تطورًا سريعًا، مع تسهيلات جمركية وتحفيزات حكومية تهدف إلى زيادة عدد الشركات الرقمية.

وقد عبّر خبراء عن اعتقادهم أن هذا النوع من الشراكات الثنائية بين منصات رقمية من دول مختلفة يشكل نواة لتكامل خليجي رقمي حقيقي. حيث إن دخول التاجر المحلي إلى شبكة إقليمية موحدة يتيح له الوصول إلى جمهور أوسع دون تكاليف توسع تقليدية.

وبحسب تقرير صادر عن Digital Commerce 360 في أبريل 2025، فإن 78% من الشركات الخليجية التي دخلت أسواقاً إقليمية عبر شراكات تقنية استطاعت زيادة مبيعاتها خلال عام واحد فقط.

جدول مقارن بين مزايا التجار في زد قبل وبعد الشراكة

العنصرقبل الشراكةبعد الشراكة مع ترينديول
عدد المستخدمين القابلين للوصولمحدود محليًاأكثر من 3 ملايين مستخدم في الخليج
قنوات البيعمحلية: الموقع والتواصل الاجتماعي فقطإقليمية: منصة ترينديول + القنوات التقليدية
تكاليف التوسعمرتفعةمنخفضة نظرًا للتكامل التقني
الوقت للوصول للسوقمتوسط إلى طويلفوري تقريبًا
الأدوات التحليليةمحدودةمتقدمة من خلال منصة ترينديول

 خطوة نوعية لبناء اقتصاد رقمي شامل

يرى العديد من خبراء التحول الرقمي أن شراكة بين ترينديول و زد تمثل نقلة نوعية في مفهوم التجارة الإلكترونية الخليجية. فهي لا تعتمد فقط على مبدأ التوسع التجاري، بل تتبنى نموذجًا تقنيًا قائمًا على التكامل، مما يجعلها أكثر استدامة من مشاريع النمو التقليدية.

د. فهد الغامدي، أستاذ الاقتصاد الرقمي في جامعة الملك سعود، يشير إلى أن “هذا النوع من الشراكات لا يخدم التجار فقط، بل يعزز من تنافسية السوق الخليجي أمام المنصات العالمية الكبرى مثل أمازون وعلي بابا”.

فيما تعتبر مريم المهيري، خبيرة في الاقتصاد الرقمي بدبي، أن الشراكة “تقدم نموذجًا ناجحًا للتحالفات الذكية التي تجمع بين القوة التقنية والخبرة المحلية، وهو ما تحتاجه الأسواق الخليجية في المرحلة القادمة”.

التوقعات المستقبلية نحو منصة خليجية موحدة؟

مع النجاح المبدئي الذي تحققه شراكة بين ترينديول و زد، يتوقع أن يتم التوسع نحو شراكات أخرى مع منصات إقليمية، وربما نشهد في المستقبل القريب إطلاق سوق خليجية موحدة للتجارة الإلكترونية، تربط التجار والمستهلكين من جميع دول الخليج ضمن نظام واحد متكامل.

هذا السيناريو لا يبدو بعيدًا، خاصة مع التطورات الجارية في مجال البنية التحتية الرقمية، ودعم الحكومات للمشاريع المشتركة. وقد تُصبح هذه الشراكة نموذجًا يُحتذى به على مستوى الشرق الأوسط.

اقرأ ايضاً: استثمارات أرامكو في أمريكا تتجاوز 3.4 مليار دولار و الناصر يؤكد التوسع الاستراتيجي في الأسواق العالمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
لطلب الاعلان على الموقع - اتصل بنا
اتصل بنا
Hello
Can we help you?