هبوط سامبدوريا إلى الدرجة الثانية.. مفاجأة من العيار الثقيل تهز الكرة الإيطالية
لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي موسم سامبدوريا بهذا الشكل الصادم، لكن التعادل السلبي أمام يوفنتوس ستابيا في الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الثانية الإيطالي، أكد هبوط سامبدوريا إلى الدرجة الثالثة لأول مرة في تاريخه العريق.
توقف رصيد الفريق عند 41 نقطة في المركز الثامن عشر، لينتهي موسم من التخبطات الفنية والإدارية بنتيجة مؤلمة.
وترافق السقوط مع هبوط فريق سيتاديلا أيضًا، بينما صعد كل من ساسولو وبيزا إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي، في مفارقة زادت من مرارة المشهد لجماهير سامبدوريا التي اعتادت على رؤية فريقها بين الكبار.
سامبدوريا.. من القمة إلى القاع
ما يجعل هبوط سامبدوريا أكثر صدمة، هو تاريخه المجيد في الكرة الإيطالية والأوروبية، فقد تُوّج الفريق بلقب كأس الكؤوس الأوروبية عام 1990 بعد تغلبه على أندرلخت البلجيكي، كما كان وصيفًا لدوري أبطال أوروبا عام 1992، حين خسر النهائي أمام برشلونة بهدف قاتل سجله رونالد كومان.
هذا التاريخ لم يمنع التراجع، فقد عاش سامبدوريا في السنوات الأخيرة سلسلة من التحديات على مستوى الإدارة والتمويل والاستقرار الفني، ومع فشل الخطط الإصلاحية وانعدام النتائج، أصبح السقوط مسألة وقت فقط.
أرقام وإحصائيات من موسم الانهيار
خلال الموسم الحالي في دوري الدرجة الثانية، لم يحقق سامبدوريا سوى 9 انتصارات فقط من أصل 38 مباراة، وتعادل في 14، وتلقى 15 هزيمة. سجل الفريق 36 هدفًا واستقبلت شباكه 47، ما يضعه بين أضعف الفرق هجومًا ودفاعًا في المسابقة.
ورغم تعاقب 3 مدربين على قيادة الفريق هذا الموسم، فإن الأداء لم يتحسن بشكل جوهري، تغيّرت الخطط، لكن غاب الانسجام، وانخفضت الروح القتالية، لتتحول المباريات إلى صراع من أجل البقاء، خسره الفريق في النهاية.
الانعكاسات الاقتصادية لهبوط سامبدوريا
سيترتب على هبوط سامبدوريا خسائر مالية جسيمة للنادي، حيث سينخفض دخله من حقوق البث التلفزيوني، كما سيتقلص دعم الرعاة، وقد يُجبر على بيع عدد من لاعبيه الأساسيين لتغطية التكاليف.
بحسب تقارير صحفية إيطالية، فإن الخسائر المحتملة قد تتجاوز 25 مليون يورو في الموسم الأول من الهبوط، ما يجعل العودة السريعة إلى دوري الدرجة الثانية أو الأولى ضرورية للبقاء على قيد الحياة اقتصاديًا.
الجماهير والصدمة العاطفية
تفاعل عشاق سامبدوريا مع خبر الهبوط من الدوري الإيطالي بغضب وأسى، فالفريق الذي لطالما كان رمزًا لمدينة جنوى، سقط في عام يعاني فيه النادي من ضعف الهوية والقيادة. انتشرت صور الجماهير وهي تغادر الملعب باكية، بينما شهدت منصات التواصل حملة دعم واسعة تطالب بإعادة هيكلة النادي من الداخل.
المفارقة أن بعض جماهير الغريم التقليدي، جنوى، أبدت تضامنها مع سامبدوريا رغم التنافس التاريخي، في مشهد نادر يعكس حجم الصدمة التي أحدثها الهبوط في الوسط الكروي الإيطالي.
مستقبل مجهول ومحاولات للإنقاذ
حتى الآن، لم يُعلن النادي عن خطة واضحة للعودة، لكن تصريحات أولية من الإدارة تشير إلى أن هناك نية لتشكيل مجلس إدارة جديد، ووضع خارطة طريق للخروج من الأزمة، من المتوقع إعادة هيكلة شاملة في الطاقم الفني والإداري، وربما استقطاب مستثمرين جدد.
وفي حال استمر الوضع الحالي دون تدخل حقيقي، فإن هبوط سامبدوريا قد يكون بداية لانحدار طويل الأمد كما حدث مع أندية عريقة أخرى مثل بارما وباليرمو.
الجانب الإداري ودوره في انهيار الفريق
لم يكن الأداء في الملعب هو السبب الوحيد في هبوط سامبدوريا، بل لعبت الفوضى الإدارية دورًا كبيرًا في تدهور الأوضاع.
شهدت إدارة النادي خلال السنوات الأخيرة تغيرات متكررة في الرئاسة، وتضاربًا في الرؤى الاستثمارية، إضافة إلى صراعات قانونية أثّرت على الاستقرار الداخلي.
غياب خطة طويلة الأمد، وتأخر الرواتب، والقرارات المرتجلة في سوق الانتقالات، كلها ساهمت في خلق بيئة غير صحية للنمو الفني. الأزمات المالية المتراكمة أجبرت الإدارة على بيع بعض من أبرز نجوم الفريق في المواسم الأخيرة دون تعويضهم بلاعبين على نفس المستوى.
وهذا يُظهر أن هبوط سامبدوريا لم يكن مجرد نتيجة رياضية، بل إفلاس تنظيمي يستدعي إعادة النظر في هيكلة النادي من القاعدة إلى القمة.
أبرز النجوم المتأثرين بالهبوط
عدد من لاعبي سامبدوريا يواجهون مصيرًا غامضًا بعد الهبوط فالمهاجم المخضرم فابيو كوالياريلا، الذي قضى مواسم مميزة مع الفريق، قد يعلن اعتزاله في ظل الرغبة بعدم اللعب في الدرجة الثالثة، أما الشباب الصاعدون، فقد يتحولون إلى أهداف سهلة لأندية الدرجة الأولى الباحثة عن مواهب بتكلفة منخفضة.
الحارس نيكولا رافايولي ولاعب الوسط فاليريو فيراري من أبرز الأسماء التي قد تغادر الفريق قريبًا، ما لم تقدم الإدارة مشروعًا جادًا للعودة السريعة. هذه التغيرات المرتقبة تؤكد أن هبوط سامبدوريا سيُحدث شرخًا كبيرًا في التركيبة البشرية للفريق.
مقارنة تاريخية بهبوط أندية عريقة
لا يُعد هبوط سامبدوريا الحالة الأولى لفريق عريق يسقط في كرة القدم الإيطالية. فبارما هبط في 2015 بعد إعلان إفلاسه، لكنه عاد بقوة إلى الساحة، بينما عانى باليرمو من هبوط إداري وخسر مكانته بين الكبار.
الفرق في حالة سامبدوريا هو التوقيت، إذ جاء الهبوط في وقت يشهد فيه الدوري الإيطالي محاولات لاستعادة بريقه الأوروبي، ما جعل من سقوط نادٍ مثل سامبدوريا ضربة مؤلمة لمكانة الكرة الإيطالية.
إلا أن تجارب الفرق العائدة تمنح الأمل، بشرط وجود إدارة قوية ورؤية واضحة.
انعكاسات غياب سامبدوريا على الدوري
غياب سامبدوريا عن دوري الدرجة الثانية – وربما قريبًا عن الأولى – يعني فقدان عنصر من عناصر الهوية الكروية الإيطالية، خاصة في مدينة جنوى فالمباريات ضد الفرق الكبرى، والديربي الشهير مع جنوى، كانت من أكثر اللقاءات جماهيرية في البلاد.
كما سيؤثر الغياب على التوازن الفني للدوري، وسيفتقد الجمهور حضور نادٍ عُرف بتقديمه لمواهب كروية وصناعة لحظات تاريخية. لهذا، فإن هبوط سامبدوريا لا يؤثر فقط على النادي، بل يترك فجوة حقيقية في خريطة الكرة الإيطالية.
هل يعود سامبدوريا إلى المجد؟
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على عوامل كثيرة، أبرزها قدرة الإدارة على تجاوز الأخطاء السابقة، وجلب كفاءات إدارية وفنية قادرة على إدارة المرحلة بمرونة. كما أن جذب المستثمرين الجدد سيكون مفتاحًا لأي نهوض محتمل.
العديد من الأندية العريقة مرت من بوابة الهبوط وعادت أقوى، ومن غير المستبعد أن يشهد المستقبل إعادة ولادة لسامبدوريا بشكل جديد، لكن ذلك يتطلب الاعتراف بالفشل الحالي والتخطيط بعيدًا عن الشعارات العاطفية.
ختامًا، فإن هبوط سامبدوريا ليس نهاية القصة، بل بداية فصل جديد قد يُكتب بعزيمة حقيقية أو يتلاشى في ظلال النسيان.
اقرأ ايضاً: ترقب جماهيري كبير مع اقتراب المواجهة.. العميد يسعى للرباعية ضد الرائد لتعزيز موقعه في الدوري