الصحة العالمية تحذّر: مخزون غزة يوشك على النفاد.. والمذابح الإسرائيلية تثير غضب السويد والنرويج
تشهد الأوضاع الصحية في قطاع غزة تدهورًا غير مسبوق مع إعلان منظمة الصحة العالمية نفاد كميات كبيرة من المستلزمات الطبية الأساسية، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي مستمر وعجز دولي متزايد عن كبح الأزمة الإنسانية. وبحسب التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولي المنظمة، فإن مخزون غزة من المعدات الطبية والأدوية بلغ مستويات حرجة تهدد مباشرة حياة المرضى والمصابين في المستشفيات.
الكلمة المفتاحية مخزون غزة باتت الأكثر تداولًا في التقارير الحقوقية والميدانية، مع تأكيدات بأن أكثر من 64% من المعدات الطبية أصبحت غير متوفرة، إلى جانب فقدان 43% من الأدوية الأساسية، بما في ذلك المضادات الحيوية ومسكنات الألم. هذا التدهور السريع في القطاع الصحي يُعد نذير كارثة حقيقية إذا استمر الحصار المفروض ومنع دخول المساعدات.
الموقف السياسي السويدي تجاه التصعيد في غزة
في تطور سياسي لافت، أعلنت الحكومة السويدية استدعاء السفير الإسرائيلي لدى ستوكهولم، تعبيرًا عن استيائها من استمرار منع المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، وتحديدًا المساعدات الطبية. رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون صرّح بوضوح أن بلاده لا تقبل بسياسة الحصار التي تتبعها إسرائيل، وتعتبرها تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين.
تأتي هذه الخطوة في ظل مطالبات أوروبية متزايدة بإيجاد حل عاجل للأزمة الإنسانية، ومنع مزيد من التدهور في الخدمات الأساسية، خاصة أن ما يحدث بات يُنظر إليه كجريمة تتطلب تدخلًا دوليًا أكثر حزمًا.
الموقف النرويجي ودعوات الرد الدولي
انضم رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور إلى الأصوات الأوروبية الغاضبة، حيث وصف ما يجري في غزة بأنه “أسوأ هجوم إنساني ضد المدنيين الأبرياء”. وأكد في اجتماع دول الشمال أن المجتمع الدولي يتقاعس عن أداء دوره، داعيًا إلى اتخاذ تدابير رادعة ضد الانتهاكات الإسرائيلية.
وتشير النرويج إلى أن قائمة الانتهاكات طويلة وتتنوع بين الحصار، قصف البنية التحتية المدنية، ومنع الوصول إلى الرعاية الصحية. في المقابل، أكدت فنلندا دعمها لتوصيات بفرض عقوبات محددة على المسؤولين الإسرائيليين، أسوة بما طرحته كندا وفرنسا.
نقص الأدوية والمستلزمات في غزة بالأرقام
تحدثت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، عن أرقام تُجسد حجم الكارثة. فقد تم الإعلان عن نفاد تام لنحو 64% من المستلزمات الطبية، و43% من الأدوية، بالإضافة إلى 42% من اللقاحات. وأكدت أن نحو 51 شاحنة محملة بالمساعدات ما زالت عالقة على حدود القطاع في انتظار التصاريح الإسرائيلية.
وأشارت بلخي إلى أن مستشفيات القطاع تعمل حاليًا في ظل عجز تام عن إجراء عمليات جراحية معقدة، لغياب مواد التخدير والمحاليل الوريدية، فضلًا عن النقص الحاد في الضمادات وأدوات الإسعاف، وهو ما يجعل إنقاذ المصابين مسألة شبه مستحيلة.
منع دخول المساعدات إلى غزة وتعطيل الإمدادات الطبية
من أبرز ما يزيد الوضع سوءًا هو التأخير المتعمد من الجانب الإسرائيلي في إدخال المساعدات الطبية، رغم مناشدات المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة. وقد أكدت الصحة العالمية أن شاحناتها لا تزال تنتظر على المعابر، في وقت تتعرض فيه المنشآت الصحية داخل قطاع غزة للاستهداف المستمر.
كما حذرت جهات محلية من أن القطاع الطبي في “شمال قطاع غزة” بات في مرحلة الانهيار الكامل، حيث خرجت أغلب المستشفيات عن الخدمة، ولا توجد كهرباء كافية لتشغيل وحدات العناية المركزة أو حضّانات الأطفال.
المطالب الدولية العاجلة لمعالجة الكارثة
في ظل هذه التطورات، تتزايد المطالبات الدولية بضرورة اتخاذ قرار ملزم يوقف الحرب الإسرائيلية في غزة، وفتح المعابر بشكل فوري لإدخال المواد الطبية والمساعدات الإغاثية. وتدعو منظمات حقوق الإنسان إلى إرسال بعثات طبية عاجلة لتقييم الوضع وتقديم الدعم المباشر.
وفي المقابل، ترفض إسرائيل حتى اللحظة السماح بدخول الشحنات كاملة، مبررة الأمر بأسباب أمنية، وهو ما تعتبره المنظمات الدولية ذريعة لفرض حصار ممنهج على المدنيين.
سيناريوهات استمرار الأزمة الصحية في غزة
إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن الأيام القادمة قد تشهد انهيارًا كاملاً للقطاع الصحي في غزة، مع ارتفاع متوقع في عدد الوفيات، لا سيما بين الأطفال والمسنين ومرضى السرطان والفشل الكلوي. ويؤكد خبراء الصحة أن أي تأخير إضافي في إدخال المعدات والأدوية سيؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
كما أن استمرار العجز الطبي سيضاعف من أعباء العاملين في القطاع الصحي الذين يعملون تحت ظروف استثنائية، مع غياب الدعم النفسي واللوجستي. وقد دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى ضرورة الضغط الدولي لفرض ممر إنساني عاجل.
من الناحية السياسية، قد يؤدي تفاقم الوضع إلى تصعيد جديد في المواقف بين إسرائيل والدول الأوروبية، التي بدأت تتخذ خطوات أكثر جرأة في التعبير عن رفضها للوضع القائم، مع احتمال تصاعد المطالبات بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لبحث الأزمة من زاوية إنسانية خالصة.
اقرأ ايضاً: تفعيل بطاقات البنك السعودي الأول يدخل مرحلة جديدة بشراكة ذكية مع آيديميا للمعاملات الآمنة