اليابان تفاجئ العالم برفع العقوبات عن سورية.. بوادر تغيير كبير في المشهد الدولي؟
في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم ملامح السياسة الدولية تجاه دمشق، أعلنت الحكومة اليابانية عن قرارها رفع العقوبات عن سورية بشكل جزئي، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء الياباني خلال اجتماعه الأخير. يأتي هذا القرار في وقت حساس، يعكس تحولات تدريجية في المواقف العالمية إزاء النظام السوري، وسط تحديات إقليمية وتجاذبات دولية.
الأسباب القانونية والسياسية وراء رفع العقوبات عن سورية
استند القرار الياباني إلى مبررات سياسية وإنسانية واضحة، حيث صرح كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، هاياشي يوشيماسا، بأن رفع العقوبات عن سورية يستهدف دعم جهود الإعمار وتحسين الوضع الإنساني في البلاد. ويأتي ذلك بالتنسيق مع المبادئ الدستورية اليابانية التي تؤيد السلام والدبلوماسية، فضلًا عن التزامات اليابان الدولية في دعم الاستقرار العالمي.
أثر رفع العقوبات عن سورية على العلاقات الاقتصادية مع طوكيو
قرار رفع العقوبات يشمل إزالة 4 بنوك سورية من قائمة العقوبات المجمدة، مما يفتح الباب أمام استئناف المعاملات المالية والاستثمارية بين البلدين. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن يشجع ذلك الشركات اليابانية على دراسة فرص الاستثمار في السوق السوري، لا سيما في قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والدواء، في حال استقرت الأوضاع تدريجيًا.
الموقف السوري الرسمي من رفع العقوبات اليابانية
رحّبت الحكومة السورية بهذا القرار واعتبرته بادرة حسن نية من اليابان تجاه الشعب السوري. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية، تم التأكيد على أهمية هذا التحول في إعادة الثقة وبناء علاقات متوازنة مع الدول الآسيوية. كما شددت دمشق على أن سورية تسعى لتفعيل تعاون اقتصادي وثقافي طويل الأمد مع اليابان.
دور المجتمع الدولي ومجموعة السبع في التحوّل الياباني
أشار هاياشي إلى أن اليابان لم تتصرف بمعزل عن المجتمع الدولي، بل تنسّق عن كثب مع دول مجموعة السبع لضمان عدم الإضرار بالجهود الأممية لتحقيق السلام في سورية.
هذه الخطوة تُمثل تحولًا متدرجًا في طريقة تعاطي بعض القوى الدولية مع الملف السوري، دون الخروج عن الإطار العام للعقوبات الغربية المفروضة منذ عام 2011.
تحليل استراتيجي: هل يشكل القرار الياباني بوابة لكسر الحصار الدولي؟
يرى العديد من المحللين الاستراتيجيين أن قرار اليابان برفع العقوبات جزئيًا عن سورية قد يكون بداية لتحول أكبر في المواقف الدولية تجاه دمشق، خاصة مع عودة سورية للجامعة العربية، وبدء دول عربية بإعادة علاقاتها الدبلوماسية معها. وقد يؤدي ذلك إلى تشجيع دول أخرى في آسيا وأوروبا على مراجعة سياساتها، لا سيما إذا تبين أن الخطوة اليابانية حققت فوائد ملموسة على الأرض.
مواقف شرعية وفق القانون الدولي من رفع العقوبات
من منظور القانون الدولي، يُنظر إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل دولة على أخرى دون تفويض من مجلس الأمن كإجراء أحادي قابل للطعن.
ورفع اليابان لعقوباتها الجزئية يتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، الذي يشجع على تسوية النزاعات بالطرق السلمية. كما يدعم الفقه القانوني مبدأ التمييز بين العقوبات المستندة إلى قرار أممي، وتلك التي تُفرض لأسباب سياسية داخلية.
اقرأ ايضاً: لقاء الشرع ومبعوث ترمب يشعل التساؤلات: هل تنكسر الجدران حول سوريا؟