استعداد أسطوري في منشأة الجمرات 2025 لخدمة الحجاج.. نظافة وأمان بلا حدود

في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، تم الانتهاء من تجهيز منشأة الجمرات 2025 وفقًا لأعلى المعايير الهندسية والتنظيمية. هذه الجهود التي تشرف عليها أمانة العاصمة المقدسة، جاءت بتوجيهات مباشرة من أمين العاصمة مساعد بن عبدالعزيز الداود، لضمان بيئة نظيفة وآمنة تراعي احتياجات الحجاج وتحقق انسيابية حركة رمي الجمار، أحد أهم شعائر الحج.

تأتي منشأة الجمرات 2025 كنموذج حضاري مذهل، تم تصميمه لاستيعاب ملايين الحجاج في وقت قياسي، مع المحافظة على أعلى درجات الأمان والنظافة. فالبنية التحتية الحديثة للمنشأة، لم تُصمم فقط للوظائف التشغيلية، بل للمستقبل أيضًا، حيث أُعدت القواعد الإنشائية لتحمل توسعات تصل إلى 12 طابقًا، ما يعكس رؤية استباقية نحو استدامة تنظيم الحشود.

أكثر من 700 عامل و24 آلية لخدمة نظافة الجمرات

تعتمد الجاهزية في منشأة الجمرات 2025 على فرق بشرية وآلية مدرّبة ومجهزة بأحدث وسائل النظافة البيئية. حيث جندت أمانة العاصمة المقدسة أكثر من 700 عامل نظافة متخصص يعملون على مدار الساعة، إضافة إلى أكثر من 24 معدة نظافة من مختلف الأنواع، تتنوع بين مكانس آلية، وشاحنات ضغط، ومضخات رش وتعقيم.

يتابع هذه الأعمال ميدانيًا مركز خدمات الجمرات، الذي يشرف بدقة متناهية على جودة النظافة، وسلامة الممرات، والتخلص من أي عوائق قد تعيق حركة الحجاج أثناء تنقلهم. ويأتي ذلك في سياق اهتمام شامل بالنواحي البيئية والصحية، بما يضمن تقديم أفضل مستوى من الخدمات البلدية المتكاملة في موقع يعتبر من أكثر النقاط ازدحامًا خلال أيام الحج.

خدمات مستمرة على مدار الساعة طوال أيام التشريق

تُدار منشأة الجمرات 2025 وفق جدول تشغيلي دقيق، حيث تتم المتابعة الميدانية المستمرة لكل جزء من أجزاء المنشأة عبر فرق فنية وإدارية تعمل بنظام الورديات دون توقف. الهدف هو تأمين الجسر وممراته من أي خلل أو تكدس قد يعرقل سير الحجاج، خاصة في أوقات الذروة أثناء رمي الجمرات.

تتم عمليات التفتيش الوقائي المستمر للممرات والمداخل والمخارج، إضافة إلى تشغيل أنظمة التهوية والتبريد، ورش المياه المبردة خلال ساعات النهار لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة. وتُستخدم أنظمة إضاءة عالية الكفاءة تضمن الرؤية الواضحة ليلًا ونهارًا، ما يضيف عنصرًا أمنيًا هامًا في أثناء الزحام.

اقرأ ايضاً: قرار صارم قبل الحج.. المنع 10 سنوات من دخول السعودية لمخالفي تصريح الحج

إدارة حشود احترافية تضمن سلامة الحجاج

يُعد تنظيم الحشود في منشأة الجمرات 2025 إحدى أعقد المهام اللوجستية خلال موسم الحج، نظرًا لأعداد الحجاج الهائلة وتوقيت الشعيرة الحساس. لذلك تم وضع خطط تفويج محكمة تضمن تدفق الحجاج بطريقة متوازنة دون تداخل أو اختناق. تعتمد هذه الخطط على بيانات التعداد الزمني للحشود، والقدرة الاستيعابية لكل طابق في الجسر.

توزع نقاط الدخول والخروج بدقة لتمنع التقاطعات، مع دعم إلكتروني من خلال لوحات إرشادية ذكية توجه الحجاج وفق اللغة، والفوج، وموقعهم. هذا النظام يقلل من الاحتكاك المباشر ويزيد من سلاسة الحركة.

جدول: مقارنة القدرة الاستيعابية حسب الطابق في منشأة الجمرات 2025

تقنيات حديثة ترفع كفاءة السلامة والجودة

لأول مرة، يتم تفعيل أنظمة المراقبة الذكية في منشأة الجمرات 2025، عبر كاميرات حرارية وطائرات بدون طيار تتابع كثافة الحشود في الزمن الفعلي. يُضاف إلى ذلك تطوير تطبيقات إلكترونية مخصصة للحجاج لعرض أوقات الذروة وتقديم تنبيهات فورية بشأن الحركة أو التعليمات.

أيضًا، تعمل الشاشات الرقمية المثبتة في جميع طوابق الجسر على توجيه الحجاج خطوة بخطوة باستخدام أكثر من 12 لغة، وهو أمر حاسم في التخفيف من التوتر والانفعال خلال أداء المناسك.

استعدادات غير مسبوقة لمرحلة ما بعد التفويج

تنتهي مهمة التفويج على الجسر بمرحلة دقيقة لا تقل أهمية، وهي التنظيف والتطهير الشامل للممرات. يُباشر ذلك فور انتهاء كل فوج من الرمي، باستخدام معدات تعقيم محمولة وآليات ضغط المياه التي تزيل المخلفات بفعالية.

تتم هذه المرحلة بإشراف فرق متخصصة، وتُسجل إلكترونيًا ضمن تقارير الأداء اليومي لمركز خدمات الجمرات، مما يتيح التدخل السريع في حال ظهور أي خلل أو حاجة لإعادة التنظيف.

 منشأة الجمرات 2025.. صورة مشرفة للتكامل السعودي في خدمة الحجاج

ما تشهده منشأة الجمرات 2025 من تطور في التخطيط والتنفيذ والتشغيل، ليس إلا امتدادًا لرؤية المملكة في تطوير إدارة الحشود الدينية وتعزيز دورها الريادي في تنظيم أكبر تجمع بشري سنوي في العالم. وعبر هذه الجهود، تقدم السعودية أنموذجًا عالميًا يُحتذى به في فنون الضيافة والإدارة الذكية.

اقرأ ايضاً: خادم الحرمين وولي العهد يُهنئان رئيس كوريا الجديد بفوزه الكبير في الانتخابات