بدأت وزارة السياحة استعداداتها لاستقبال موسم الحج بجولة ميدانية شاملة تطوّرت خلال الأشهر الماضية، حيث تم تنفيذ أكثر من 1٬852 زيارة تفتيشية على مرافق الضيافة بأنواعها المختلفة – فنادق، وشقق مفروشة، ومطاعم، وحتى مناطق النقل الخاصة بالحجاج. استهدفت هذه الحملات التّأكد من توفر معايير السلامة والصيانة والخدمة، ضمن جهود متواصلة بالتنسيق مع جهات الشؤون البلديّة والصحية. كما نفذت 260 زيارة توعوية لملاك المنشآت الصغيرة لتشجيع تحسين الجودة والالتزام بمعايير النظافة والعمل التنظيمي.
تعاون مؤسساتي لتنفيذ خطة استقبال الحجاج
بُنيت خطة وزارة السياحة على شراكات قوية مع عدد من الجهات، مثل وزارة الحج، أمانة المدينة المنورة، ووزارة الصحة. الهدف تمكين الحجاج من بلوغ المدينتين الطائفية والمدينة بسلاسة وأمان كامل. حيث تم إعداد ممرات نقل مخصصة بين المشاعر المقدسة وساحات الإقامة، مع توفير حافلات مكيفة تسير بانتظام ضمن جداول إلكترونية دقيقة، ما يعزز فرص نجاح عملية استقبال الحجاج في المدينة المنورة.
الرقابة النوعية والتوجيه للالتزام بالخدمة المميزة
سُجلت 379 مخالفة خلال المرحلة المشار إليها، وشملت مواضيع متعددة مثل:
- تأخير إجراءات الحجز
- ضعف نظافة المواقع
- أعطال الصيانة
- قصور في الخدمات المقدمة
تم التعاطي مع كل هذه الحالات على الفور، من خلال فرض غرامات، وتحذيرات فورية، وقوائم رقابية للمستقبل، في خطوة تؤكد جدية “استقبال الحجاج في المدينة المنورة” كبرنامج يرتكز على الأداء النوعي والشفافية.
أدوات رقمية وسياحية محسّنة لتجربة متطورة
كجزء من الخطة، تم إطلاق خدمات ذكية تشمل:
- تطبيق “مرشد المدينة” للإرشاد الصوتي والمرئي
- تغطية شبكة الواي فاي المجانية في الفنادق والمطاعم
- تثبيت لوحات إرشادية بعدة لغات داخل الأحياء الحيوية
- منصة “ضيافة” للبث المباشر للوقائع الميدانية وأسعار الخدمات
هذه الجهود توفّر تجربة تقنية تربط الواقع الرقمي بالإجراءات التنظيمية، وتمدّ استقبال الحجاج في المدينة المنورة بميزات حضارية لم تتوفر في مواسم سابقة.
منظومة النقل والتحكم في الحشود
عزز منظومة النقل دور الهيئة العامة للنقل، حيث نفذت أكثر من 13٬998 جولة تفتيشية لعربات الأجرة والتاكسي والحافلات، بالتنسيق مع أمانة المدينة وقوات المرور. أثمرت الجولات بنسبة التزام تجاوزت 93٪. كما تم مراقبة الحشود من خلال كاميرات متطورة برصد كثافة النقل عند مواقيت الذروة، مما سهّل تقديم خدمات مناعة الأحجام وتخفيف الضغط على نقاط التحول.
تجربة الحجاج وتقييم الخدمة
اللجوء إلى مركز الاتصالات السياحي الموحد رقم (930) كان مؤشرًا مهمًا على التفاعل الفعّال. استقبل المركز مئات الاتصالات بشأن خدمات الإيواء، النقل، والصحة. التدخل السريع والرد خلال الساعات الأولى وعدّ من قبل المستخدمين أحد أسباب ارتفاع مستوى الرضا (وفق استطلاعات M&S) إلى 87٪، مما يدعم مصداقية خطة استقبال الحجاج في المدينة المنورة.
مقارنة واقع الإنجاز الرقابي والزمني
| المؤشر | ما قبل الموسم | خلال موسم الحج حتى 12 ذو الحجة |
|---|---|---|
| زيارات تفتيشية | أكثر من 6٬000 جولة | 1٬852 جولة |
| زيارات توعية | لا توجد | 260 زيارة |
| مخالفات معالجة | – | 379 مخالفة |
| تناسب التنفيذ | اختياري | إلزامي |
هذا يبيّن أن خطة الاستعداد ابتدأت مبكراً قبل الموسم، لكن الاختبار الحقيقي جاء مع تطبيقها العملي خلال موسم ضيق زمنياً، مما يعزز أهمية استقبال الحجاج في المدينة المنورة كجهد رقابي، تنظيمي، ومرن أداءً.
آفاق مستقبلية لتطوير البنية الفنية
مع نجاح الموسم الحالي، توجهت الأنظار للمشاريع الكبرى مثل “قرية ضيافة” الجديدة و”منصة الشامل الحكومي”، التي تشمل:
- 47 ألف غرفة فندقية إضافية بحلول 2030
- مراكز إعلامية وترفيهية قرب المسجد النبوي
- خدمات طبية ذكية على مدار الساعة
هذه الخطط تُعدّ امتداداً طبيعياً لخصوصية توقعات ضيف الرحمن بعد تحقيق تجربة ذكية من “استقبال الحجاج في المدينة المنورة”.
ختام يعزز المبادرة والتحديث المستمر
نجاح الاستعدادات يشكل نموذجاً متكاملاً لمرحلة ما بعد تنظيم الحج، وما قبل تنفيذ موسم العمرة، وعيد الأضحى، فـ استقبال الحجاج في المدينة المنورة وضع معياراً مسبقاً لتحديث شامل يحافظ على الزخم الفني والرقمي بمجرد انتهاء الحج. ومع التركيز على تحسين بيئة المنشآت، الورش التوعويّة، مدار الساعة التواصلية، والتحوّل الذكي، تم تشكيل نمط تطوّر مستدام لخدمة ضيوف الرحمن على مدارات ثلاثية: الرقابة – الرقمية – الإنسانية.
اقرأ ايضاً: تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا يُعيد الأمل في إنهاء الحرب الطويلة
