تشكيل السعودية الناري أمام أستراليا في تصفيات كأس العالم
في مواجهة مصيرية ومليئة بالحسابات، أعلن المدرب الفرنسي هيرفي رينارد عن تشكيل السعودية الأساسي لمواجهة أستراليا ضمن الجولة الأخيرة من المرحلة الثالثة في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.
المباراة التي تُقام على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، تُعد بمثابة الفرصة الأخيرة للأخضر من أجل التأهل المباشر، حيث لا بديل عن الفوز أمام خصم لا يحتاج سوى لنقطة واحدة لحسم الصعود.
أهمية المواجهة في حسابات التأهل
تدخل السعودية المباراة وهي تحتل المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة، بفارق ثلاث نقاط خلف أستراليا التي تملك 16 نقطة. ويعني ذلك أن الفوز وحده هو ما يضمن للأخضر تأهلاً مباشرًا دون الحاجة لخوض مباريات إضافية أو الانتظار لنتائج المنتخبات الأخرى. أهمية المباراة لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تمتد إلى معنويات الفريق الذي يسعى لاستعادة مكانته القارية في ظل منافسة شرسة على المقاعد المؤهلة للمونديال.
التشكيل الأساسي للمنتخب السعودي أمام أستراليا
كشف رينارد عن تشكيل السعودية الذي جاء بتوازن دفاعي وهجومي لافت، مع الاعتماد على ثلاثي هجومي يضم سالم الدوسري، فراس البريكان، وعبد الرحمن العبود. وفي خط الوسط، يقود محمد كنو التوزيع الدفاعي والهجومي بمساعدة زياد الجهني ومصعب الجوير. أما خط الدفاع فيضم مجرشي، العمري، كادش، وبوشل، مع نواف العقيدي في حراسة المرمى.
التركيبة تعكس رغبة رينارد في الضغط المبكر واستغلال سرعة الأطراف، لا سيما بوجود سالم الدوسري كعنصر اختراق أساسي، وهو ما يضع دفاع أستراليا تحت اختبار حقيقي.
قراءة فنية في اختيارات رينارد
يعكس تشكيل السعودية رغبة المدرب في إحداث التوازن بين الدفاع والضغط العالي، مع الاعتماد على مهارات اللاعبين في المساحات. إشراك العبود والدوسري على الأطراف يمنح الفريق سلاح الاختراق والتمرير العرضي، بينما يشكل كنو نقطة ارتكاز حيوية في التوازن الدفاعي.
تُظهر التشكيلة أيضًا ثقة رينارد في العناصر الشابة مثل الجهني والجوير، وهو ما يعكس توجهًا لتجديد الدماء مع الحفاظ على الركائز الأساسية، في ظل الإصابات التي طالت بعض اللاعبين المخضرمين خلال التصفيات.
نقاط القوة والضعف في تشكيل السعودية
من أبرز نقاط القوة في تشكيل السعودية هي التناغم بين خطي الوسط والهجوم، إلى جانب الثبات الدفاعي الذي توفره ثنائية العمري وكادش. كما أن وجود نواف العقيدي في حراسة المرمى يعزز من ثقة الخط الخلفي، لما يتمتع به من ردود فعل سريعة وخبرة متنامية.
في المقابل، يبقى التحدي الرئيسي في القدرة على الحفاظ على النسق الهجومي طوال التسعين دقيقة، خاصة أمام منتخب يتمتع باللياقة البدنية العالية والضغط المتواصل مثل أستراليا. كما أن الاعتماد على عناصر شابة قد يؤدي إلى ارتباك في فترات الضغط القصوى.
تحليل لتشكيلة أستراليا المتوقعة
يعتمد المنتخب الأسترالي على طريقة لعب مباشرة وقوة بدنية عالية، مع تنويع في الاختراقات من العمق والأطراف. من المتوقع أن يشارك لاعبون مثل جاكسون إيرفاين وأجدين هروستيك في الوسط، بالإضافة إلى ثنائي هجومي سريع قادر على الضغط على دفاعات الخصم.
مواجهة هذه التشكيلة تتطلب من الأخضر الضغط العالي في وسط الملعب، وعدم ترك المساحات بين الخطوط، وهي مسؤولية تقع على عاتق لاعبي المحور الثلاثة في تشكيل السعودية.
التوقعات والسيناريوهات المحتملة للمباراة
تاريخ المواجهات بين السعودية وأستراليا في التصفيات الآسيوية يُظهر تفوقًا نسبيًا لأستراليا، لكن مباريات الحسم كثيرًا ما تحمل مفاجآت. في حال تمكن الأخضر من تسجيل هدف مبكر، فسيكون قادرًا على فرض إيقاعه وإرباك الخصم.
في المقابل، فإن تلقي هدف أول قد يضع اللاعبين تحت ضغط نفسي كبير، ما يتطلب تركيزًا ذهنيًا عاليًا. السيناريوهات تتراوح بين فوز سعودي صعب بهدف نظيف، أو تعادل قد يُقصي الفريق من التأهل المباشر.
الخاتمة
المباراة المرتقبة بين السعودية وأستراليا تمثل لحظة حاسمة في مشوار الأخضر نحو مونديال 2026. وقد يكون تشكيل السعودية الذي اختاره رينارد هو الفارق بين حلم التأهل ومعاناة الملحق. ومع دعم الجماهير وحسن استغلال الفرص، قد يصنع هذا الجيل ما عجزت عنه أجيال سابقة.
اقرأ ايضا: هل يظهر كانتي بقميص الهلال في مونديال الأندية؟