روسيا تطور تطبيق بديل لـ واتساب و تيليغرام: هل هو المستقبل الجديد للتواصل؟
في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على تطبيقات المراسلة الأجنبية، وافقت السلطات التشريعية الروسية مؤخرًا على مشروع قانون يمهد الطريق لإطلاق تطور تطبيق بديل لـ واتساب و تيليغرام.
يأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه العالم زيادة في الاهتمام بالخصوصية والأمان الرقمي، خاصة مع تنامي استخدام منصات التواصل الكبيرة مثل “واتساب” و”تيليغرام”. بينما يهيمن هذان التطبيقان على السوق حاليًا، تسعى روسيا لإنشاء بديل محلي يعزز الأمن الرقمي ويقلل من التأثيرات الأجنبية على التواصل داخل البلاد.
تطبيق بديل لـ واتساب و تيليغرام
تعمل روسيا على تطور تطبيق بديل لـ واتساب و تيليغرام، حيث ستقوم الدولة بإدارة هذا التطبيق بشكل كامل. يهدف المشروع إلى توفير منصة مراسلة أكثر أمانًا وتخصيصًا لاحتياجات المستخدمين المحليين، مع ضمان أن يكون التطبيق في متناول الجميع. رغم أن التفاصيل حول هذا التطبيق الجديد لا تزال غامضة، إلا أن السلطات الروسية تأمل أن يكون “بديلاً آمنًا ومتعدد الوظائف” يعزز الأمن الرقمي ويقلل من التهديدات الخارجية. يتوقع أن يساعد التطبيق الجديد في حماية بيانات المستخدمين، مما يقلل من الاعتماد على المنصات الأجنبية، التي غالبًا ما تثير تساؤلات حول مدى مصداقية أمانها.
اقرأ ايضاً: صورة تنهي شائعة طلاق ميشيل أوباما من الرئيس الأمريكي الأسبق: الحقيقة وراء الصورة التي أثارت الجدل
روسيا تعزز سيطرتها على الأمن الرقمي
وفقًا لتصريحات المسؤولين الروس، فإن التطبيق الجديد سيغلق “آخر فجوة في الأمن الرقمي” التي يتركها الاعتماد على تطبيقات المراسلة الأجنبية.
في تصريحات لرئيس لجنة السياسة الإعلامية في مجلس الدوما، سيرغي بويارسكي، قال إن هذا التطبيق سيكون “بديلاً آمنًا” يهدف إلى تعزيز الأمان الرقمي داخل روسيا. وبجانب تأكيده على الأمان، أكد أيضًا أن التطبيق سيساعد في تقليل تأثير الرسائل “غير الآمنة” القادمة من التطبيقات الأجنبية، مثل “واتساب” و “تيليغرام”.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أكبر لتقليل الاعتماد على منصات غير محلية، وسط تكهنات بأن الحكومة الروسية قد تتخذ إجراءات لتقليص استخدام هذه المنصات تدريجيًا، إما من خلال إبطائها أو حتى تعطيلها بشكل كامل داخل روسيا.
تطبيق حكومي جديد: التكامل مع الخدمات الحكومية
أحد الأهداف الرئيسية للتطبيق الجديد هو تسهيل التواصل الرسمي بين المواطنين والحكومة. وبحسب تصريحات نائب بويارسكي، أنطون غوريلكين، فإن الميزة التنافسية الأساسية للتطبيق ستكون “الاندماج العميق مع الخدمات الحكومية”.
هذا يشير إلى أن الحكومة الروسية تسعى إلى تطور تطبيق بديل لـ واتساب و تيليغرام لاستخدام كأداة رئيسية لتسهيل العديد من الخدمات الحكومية التي تشمل الأمور القانونية، مثل توقيع العقود ودفع مقابل الخدمات، بالإضافة إلى دمج بيانات المستخدمين مع قواعد بيانات الدولة.
تخيل أنك قادر على إرسال الرسائل والحصول على الخدمة الحكومية في نفس الوقت باستخدام التطبيق. يمكن أن يشمل ذلك دفع الضرائب، الوصول إلى التعليم، أو حتى تنفيذ إجراءات قانونية، وذلك دون الحاجة للخروج من التطبيق.
تأثير التطبيق الجديد على منصات التواصل الحالية
في الوقت الذي يعكف فيه مطورو هذا التطبيق الجديد على تدشينه، يراقب العالم إطلاق “X-Chat” من منصة إيلون ماسك، والذي قد يكون منافسًا لـ “واتساب” و”تيليغرام”. ومع ذلك، تثير هذه التطبيقات الحديثة تساؤلات حول كيفية حماية المستخدمين من المهاجمين والتهديدات الأمنية. يهدف تطبيق روسيا إلى أن يكون أكثر أمانًا من هذه التطبيقات المنافسة، ويعزز فكرة أن الحكومات يجب أن تتحكم في تكنولوجيا المعلومات داخل حدودها.
في المقابل، ستكون هناك منافسة شديدة بين هذه المنصات الأجنبية والتطبيق الروسي، وستكون الشكوك الأمنية مشابهة لتلك التي تحيط بتطبيقات مثل “X-Chat” التي يراقبها المستخدمون حول العالم.
توقيع الرئيس بوتين على القانون: خطوة نحو التنفيذ
رغم أن مشروع القانون يلقى دعمًا كبيرًا داخل الدوما الروسي، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى موافقة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان الروسي) وتوقيع الرئيس فلاديمير بوتين ليصبح قانونًا نافذًا. في حال تم تبني القانون، ستكون روسيا قد خطت خطوة هامة نحو تطبيق رؤية أكثر استقلالية تكنولوجيًا، حيث يتيح لها التحكم الكامل في وسائل التواصل بين مواطنيها.
حظر تدريجي لتطبيقات المراسلة الأجنبية
تشير التقارير إلى أنه من المتوقع أن تتخذ السلطات الروسية خطوات تدريجية للحد من استخدام منصات المراسلة الأجنبية. قد يشمل ذلك فرض حظر على “واتساب” و”تيليغرام” بشكل تدريجي في روسيا لصالح استخدام البديل المحلي. هذا النوع من السياسات لا يقتصر فقط على مسألة الأمان الرقمي، بل يتعلق أيضًا بإعادة تشكيل مجال التواصل داخل روسيا، مع زيادة السيطرة الحكومية على منصات المعلومات.
كيف سيؤثر التطبيق الجديد على مستخدمي “واتساب” و”تيليغرام” خارج روسيا؟
سيكون تطبيق المراسلة الجديد محصورًا في روسيا فقط، ولن يتمكن المستخدمون من خارج البلاد من استخدامه. كما أن الخطوات التي ستتخذها السلطات الروسية لتقليص استخدام تطبيقات المراسلة الأجنبية ستقتصر على داخل البلاد، وهو ما يجعل هذا التطبيق الجديد أداة محورية لتحقيق السيادة الرقمية على مستوى الدولة.
الخاتمة
من خلال تطوير تطبيق مراسلة محلي جديد، تهدف روسيا إلى تقليل اعتمادها على المنصات الأجنبية مثل “واتساب” و”تيليغرام”، وتعزيز الأمان الرقمي ضمن حدودها. ومع ذلك، يثير هذا التحرك تساؤلات حول المنافسة بين المنصات، وما إذا كانت هذه الخطوات ستؤدي إلى إغلاق “الفجوة الأمنية” أم ستشكل تحديات جديدة في عالم تكنولوجيا المعلومات. سيكون من المثير متابعة كيفية تفاعل المواطنين الروس مع التطبيق الجديد، وما إذا كان سيحقق النجاح المطلوب في تعزيز الأمان الرقمي وتحقيق السيطرة المحلية على منصات التواصل.
اقرأ ايضاً: مركز الأداء يجهز المنتخب السعودي لمواجهة هايتي: استعدادات غير مسبوقة لحسم المباراة