هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية: هل اقتربت لحظة الانفجار الكبير؟
في تطور غير مسبوق، نفذت إسرائيل عملية عسكرية شاملة استهدفت عدداً من المنشآت النووية الإيرانية ومراكز تصنيع الصواريخ الباليستية، في ما وصفته بأنه حملة استباقية ضد “تهديد وجودي”. العملية التي أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد” تسببت في هزات سياسية وعسكرية وأمنية على مستوى الإقليم والعالم. هذا الهجوم الذي وصفه محللون بأنه الأخطر منذ عقود، أعاد إلى الواجهة المخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة، وطرح تساؤلات حول مستقبل برنامج إيران النووي، وردود الفعل الدولية، والمخاطر المحتملة على الأمن العالمي.
التطورات الميدانية المرتبطة بالهجوم الإسرائيلي على إيران
أعلنت إسرائيل أنها شنت سلسلة من الغارات الجوية والعمليات الاستخباراتية ضد منشآت نووية إيرانية حيوية، شملت مركز نطنز لتخصيب اليورانيوم، ومجمعات صواريخ باليستية في محيط طهران وأصفهان. ووفقاً لمصادر عسكرية غربية، تم استخدام طائرات شبح وصواريخ بعيدة المدى بدقة عالية، كما نُفذت عمليات نوعية لقوات خاصة إسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية.
وسائل إعلام أمريكية مثل CNN وNBC نقلت عن مسؤولين أمنيين أن إسرائيل نفذت الهجوم دون تنسيق مباشر مع الولايات المتحدة، ما يشير إلى خطورة الخطوة الإسرائيلية من ناحية التصعيد الإقليمي. في المقابل، أكدت مصادر إيرانية سقوط عدد كبير من القتلى بينهم علماء نوويون وقادة عسكريون بارزون، ما يُعد ضربة قاسية للمنظومة الدفاعية الإيرانية.
الدوافع الإسرائيلية لتنفيذ الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية
تأتي العملية في ظل تصاعد حدة التصريحات بين تل أبيب وطهرانوبعد فشل الوصول لإتفاق نووي مؤقت مع واشنطن، بعد إعلان إيران مؤخراً عن تقدم كبير في تخصيب اليورانيوم الإيراني بنسبة تفوق 80%، وهو ما اعتبرته إسرائيل “خطاً أحمر”. ووفق تقرير لوكالة الطاقة الذرية نُشر في مايو 2025، فإن إيران تمتلك حالياً ما يكفي من المواد لتصنيع ما يصل إلى 10 قنابل نووية في فترة وجيزة.
كما أشارت تقارير استخباراتية غربية إلى نقل إيران معدات نووية إلى منشآت تحت الأرض يصعب استهدافها، ما عزز مخاوف إسرائيل من اقتراب لحظة “الاختراق النووي”. في المقابل، تنفي طهران سعيها لتطوير سلاح نووي وتصر على أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية.
التأثير الإقليمي والدولي للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية
الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية دفع المنطقة إلى حالة من الترقب القصوى. في العراق وسوريا ولبنان، رفعت فصائل مدعومة من إيران جاهزيتها العسكرية، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية تعزيز حماية قواعدها في الخليج تحسباً لأي ردود إيرانية.
على الصعيد الدولي، دعت الصين وروسيا إلى التهدئة، في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق من التصعيد، محذراً من أن “الحل العسكري لن يوقف الطموحات النووية الإيرانية، بل سيفجر المنطقة”. أما واشنطن، فأكدت دعمها لأمن إسرائيل لكنها أوضحت أنها لم تكن جزءاً من التخطيط أو التنفيذ.
آثار الهجوم على مستقبل الاتفاق النووي الإيراني
قبل الهجوم بأيام، كانت هناك ترتيبات لعقد جولة مفاوضات جديدة في مسقط بين الولايات المتحدة وإيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015. الهجوم الإسرائيلي، بحسب مراقبين، نسف كل الآمال المتبقية لإحياء الاتفاق، وأدى إلى تعليق الاتصالات الدبلوماسية غير المباشرة.
كما أعلن مسؤول في الخارجية الإيرانية أن بلاده “لن تعود إلى طاولة المفاوضات تحت القصف”، مضيفاً أن الرد الإيراني سيكون “مزلزلاً ومتناسباً” مع حجم العدوان الإسرائيلي. وبذلك، تبدو فرص الحل السياسي أكثر تعقيداً، وتتعاظم احتمالات المواجهة المفتوحة.
الاستعداد الإيراني للرد على الهجوم الإسرائيلي
لم تصدر حتى الآن عملية رد واسعة من إيران، لكن محللين عسكريين يتوقعون ضربات بصواريخ باليستية أو طائرات مسيرة ضد قواعد عسكرية إسرائيلية أو مصالح أمريكية في المنطقة. وقد أغلقت إسرائيل مطار بن غوريون ووضعت دفاعاتها الجوية في حالة تأهب قصوى، مما يعكس الجدية التي تتعامل بها مع التهديدات.
كما أشارت تقارير استخباراتية إلى تحريك قوات “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني باتجاه الحدود العراقية-السورية، فيما فُعلت منظومات صاروخية في جنوب لبنان، ما يشير إلى أن الرد الإيراني قد يكون متعدد الجبهات، وربما تدريجياً.
السيناريوهات المستقبلية في ظل تصاعد التوتر الإسرائيلي الإيراني
تشير مؤشرات عديدة إلى أن هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية قد لا يكون مجرد عملية عسكرية محدودة، بل بداية لسلسلة من التوترات المستمرة. فإيران لن تقف مكتوفة الأيدي، وقد تلجأ إلى الرد عبر حلفائها في المنطقة أو حتى مباشرة. في المقابل، لا يبدو أن إسرائيل مستعدة للتهدئة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية.
المحلل العسكري الأمريكي جيرالد فاينر، صرح لشبكة بلومبيرغ بأن “الشرق الأوسط يقف على شفا انفجار قد يغير شكل التحالفات الدولية، ويعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة”.
جدول مقارنة بين القدرات النووية والعسكرية لإيران وإسرائيل (2025)
الجانب | إيران | إسرائيل |
---|---|---|
التخصيب النووي | أكثر من 80% (قابلة لصنع قنبلة نووية) | لا تعترف رسميًا، لكنها تمتلك ترسانة نووية |
عدد العلماء النوويين | يُقدر بـ 1500 عالم | غير معلن |
الصواريخ الباليستية | مدى يصل إلى 2000 كم | دفاعات متطورة، وصواريخ أرض-أرض دقيقة |
عدد القواعد الجوية | 12 قاعدة رئيسية | 15 قاعدة جوية وفضائية |
الحماية السيبرانية | متوسطة، تتعرض للاختراق | عالية جدًا بفضل دعم أمريكي وغربي |
عدد الرؤوس النووية | غير معلن، لكن يُعتقد أنه 0 | يُقدر بـ 80 إلى 90 رأس نووي |
الخلاصة
هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية ليس مجرد عنوان في نشرات الأخبار، بل حدث مفصلي يضع الشرق الأوسط على حافة صراع قد يتجاوز الحدود. في ظل تصاعد التوترات، تظل أعين العالم متجهة نحو طهران وتل أبيب، مترقبة اللحظة التي قد تشعل الحرب الشاملة… أو تفتح باباً لمعجزة دبلوماسية أخيرة.
اقرأ ايضاً: ناجٍ وحيد من الطائرة الهندية المنكوبة: مصير «روباني» يثير التساؤلات