قرارات مفاجئة في طهران.. المرشد الإيراني يعين موسوي رئيسًا للأركان وباكبور قائدًا للحرس الثوري
في خطوة غير مسبوقة، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي مساء الجمعة 13 يونيو 2025 تعيينات عسكرية واسعة النطاق، شملت تغيير رأس المؤسسة العسكرية بعد مقتل أكثر من 20 قياديًا إيرانيًا في هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية.
جاءت هذه التغييرات في محاولة عاجلة لاحتواء الفجوة القيادية واستعادة زمام السيطرة العسكرية في لحظة تشهد فيها طهران أكبر اضطراب هيكلي داخل صفوفها العسكرية منذ عقود.
وبحسب وكالة «رويترز» و«وول ستريت جورنال»، فإن أبرز هذه التعيينات شملت:
- تعيين اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة خلفًا للفريق محمد باقري.
- تعيين اللواء محمد باكبور قائدًا عامًا للحرس الثوري خلفًا للواء حسين سلامي.
- تعيين العميد علي شادماني على رأس مقر “خاتم الأنبياء”.
- تعيين حبيب الله سياري كقائد مؤقت لأركان الجيش الإيراني.
من هو عبد الرحيم موسوي؟ الملف العسكري لرئيس الأركان الجديد
اللواء عبد الرحيم موسوي، الذي كان يتولى قيادة الجيش النظامي الإيراني (الارتش)، هو شخصية عسكرية ذات خلفية تقليدية، وُلد عام 1960، وتخرج من الكلية الحربية الإيرانية. خدم في الحرب العراقية-الإيرانية، وتدرج في المناصب حتى عيّنه المرشد الإيراني عام 2017 قائدًا عامًا للجيش. يُعرف بولائه الصارم لمبدأ ولاية الفقيه، وبمواقفه الدفاعية المتشددة ضد إسرائيل وأمريكا.
مصادر «BBC Persian» تشير إلى أن موسوي لعب دورًا بارزًا في تطوير وحدات الدفاع الجوي ومراقبة الحدود الشرقية. ويُعد مقربًا من دوائر القرار العليا، ما يجعله اختيارًا مطمئنًا للمرشد الإيراني في هذا الظرف الحساس.
باكبور في موقع الحرس الثوري.. عسكري ميداني بخلفية هجومية
أما اللواء محمد باكبور، فهو القائد السابق للقوة البرية في الحرس الثوري، ويُعد من مهندسي التمدد الإيراني في العراق وسوريا. يُوصف بأنه “الرجل العملياتي” في هيكل الحرس الثوري، ويتميّز بخبرة ميدانية مباشرة اكتسبها في ملفات مثل الحدود الغربية ومكافحة المعارضة الكردية.
وفقًا لـ«Al-Monitor» و«WSJ»، فإن باكبور كان يُحضّر لدور أوسع منذ عامين، وارتبط اسمه بتطوير وحدات الطائرات المسيّرة وتنسيق الهجمات البرية على مواقع المعارضة المسلحة، مما يُفسر اختياره السريع بعد مقتل حسين سلامي.
دوافع قرارات المرشد الإيراني في توقيت بالغ الحساسية
تأتي هذه التعيينات بعد سلسلة ضربات إسرائيلية مكثفة استهدفت منشآت عسكرية ونووية في عمق الأراضي الإيرانية، ونتج عنها مقتل كبار قادة الصف الأول، منهم رئيس هيئة الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وعلماء نوويون بارزون.
«هآرتس» وصفت الخطوة بأنها محاولة من المرشد الإيراني لإنقاذ هيكل القيادة من الانهيار، وسط فراغ غير مسبوق، حيث سقطت شبكات القيادة والسيطرة خلال ساعات. وتُشير تحليلات «الجزيرة» إلى أن خامنئي أراد إرسال رسالة مزدوجة: ترميم داخلي سريع واستعداد لرد خارجي.
أبرز القادة الجدد في المواقع الحساسة للمؤسسة العسكرية
المنصب العسكري | القائد السابق | القائد الجديد | ملاحظات |
---|---|---|---|
رئيس هيئة الأركان | محمد باقري | عبد الرحيم موسوي | باقري قُتل في غارة إسرائيلية بطهران |
قائد الحرس الثوري | حسين سلامي | محمد باكبور | سلامي قُتل في مقر الحرس في العاصمة |
قائد مقر خاتم الأنبياء | غير محدد | علي شادماني | تعيين لتعويض قيادة العمليات الدفاعية |
قائد الأركان المؤقت للجيش | – | حبيب الله سياري | تعيين مؤقت حتى استقرار المؤسسة |
تأثير التغييرات على مستقبل التوازن العسكري الإيراني
ترى مصادر تحليلية مثل «Stratfor» و«Foreign Policy» أن هذه التعيينات قد تعزز من التنسيق المؤسسي بين الحرس الثوري والجيش النظامي، خاصة بعد دمج القيادة العليا تحت قيادة موحدة أكثر ولاءً. إلا أن بعض المحللين حذروا من أن التسريع في التعيينات قد يخفي صراعات داخلية حول النفوذ بين الحرس والجيش.
كما أن التركيز على تعيين قيادات ميدانية لا رمزية، يعكس تخوّف المرشد الإيراني من موجة تصعيد جديدة قد تضرب العمق الإيراني، أو تستهدف بنية الردع الصاروخي.
ردود الفعل الدولية والإقليمية بعد إعلان التعيينات
على الصعيد الدولي، لم يصدر تعليق رسمي من الولايات المتحدة، لكن «CNN» نقلت عن مصدر في البنتاغون أن واشنطن “تراقب عن كثب ملامح القيادة الجديدة في طهران”. من جهتها، قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية إن المرشد الإيراني أجرى اتصالات مغلقة مع قادة الثورة لتثبيت خياراته.
في تل أبيب، رأت صحف مثل «جيروزاليم بوست» أن القرارات تؤكد نجاح الغارات في تغيير المشهد العسكري لطهران، فيما علّقت وسائل إعلام خليجية بأن تسارع التعيينات يعكس حالة ارتباك داخل القيادة.
في النهاية
تكشف التغييرات التي أجراها المرشد الإيراني عن أزمة غير مسبوقة داخل المنظومة العسكرية في إيران. وبينما يحاول النظام ملء الفراغ القاتل في أعلى هرم القيادة، تبقى التساؤلات مطروحة: هل ستعيد هذه التعيينات الاستقرار؟ أم أنها مقدمة لتغييرات أعمق في بنية السلطة الأمنية والعسكرية داخل الجمهورية الإسلامية؟
اقرأ ايضاً: تحذير ترمب لإيران.. أبرموا الاتفاق قبل أن تخسروا كل شيء