خطة الخداع الكبرى.. كيف مارست إسرائيل التضليل قبل ضرب إيران؟
في تصعيد جديد على الساحة الإقليمية،قامت إسرائيل بضرب إيران نفذت إسرائيل واحدة من أكثر العمليات العسكرية تعقيدًا وتخطيطًا، عبر استخدام استراتيجية خداع محكمة سبقت الضربة العسكرية المباغتة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.
هذا السيناريو، الذي يبدو كأنه مشهد من فيلم استخباراتي، أثار تساؤلات كثيرة حول حجم التحضيرات والتكتيكات التي استخدمتها تل أبيب لضمان عنصر المفاجأة وتأجيل أي رد فعل إيراني فوري. في هذا التقرير، نستعرض كيف أدارت إسرائيل مسرح الخداع الإعلامي والسياسي قبل تنفيذ “ضرب إيران”.
خلفيات التحرك الإسرائيلي
تأتي الضربات الإسرائيلية الأخيرة في ظل توترات متصاعدة بين تل أبيب وطهران، على خلفية ملف إيران النووي والدعم الإيراني المستمر لقوى مسلحة في المنطقة. وقد شهدت الأيام التي سبقت الضربة تسريبات متعمدة حول مشاركة إسرائيل في مفاوضات نووية مرتقبة في مسقط، وأخبارًا جانبية حول عطلات مسؤولين بارزين كجزء من استراتيجية التمويه.
تفاصيل الخطة الإعلامية الخادعة
وفقًا لتقارير نشرتها “جيروزاليم بوست” ومصادر استخباراتية أخرى، بدأت الخطة بعقد مجلس أمن قومي سري تحت غطاء مناقشة ملف المحتجزين في غزة. في الوقت نفسه، تم تسريب أخبار عن خلافات مفترضة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، إضافة إلى إشاعات حول إقامة حفل زفاف نجل نتنياهو وإغلاق المجال الجوي.
موافقة حكومية سرية وتمهيد استخباراتي
تم اتخاذ قرار “ضرب إيران” خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن القومي، حيث وافقت الحكومة بالإجماع على تنفيذ العملية. وشارك جهاز الموساد في تنفيذ ثلاث عمليات سرية متزامنة داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت تمهيد الطريق لضربة أكثر اتساعًا من حيث الأهداف والنطاق. هذه التحركات سبقت الضربة الجوية المباشرة التي شملت استهداف منشآت دفاع جوي، ومواقع لصواريخ أرض-أرض، ومنشآت نووية حساسة.
اقرأ ايضاً: تحذير ترمب لإيران.. أبرموا الاتفاق قبل أن تخسروا كل شيء
دقة الضربات وتكتيك الإرباك
أعلنت إسرائيل أن الضربات تمت بتوجيه استخباري دقيق واستهدفت مواقع تحتوي على منصات إطلاق ومخازن صواريخ، بعضها مخبأ داخل حاويات معدنية في مواقع نائية. هذا النوع من الاستهداف يتطلب معرفة تفصيلية بالبنية التحتية العسكرية الإيرانية، ما يرجح حدوث اختراق استخباراتي واسع النطاق.
تقديرات استمرار التصعيد
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن المواجهة مع إيران قد تستمر لأسبوعين على الأقل. وتهدف الضربات إلى تدمير شبكات الردع الإيرانية قبل أن تتمكن طهران من الرد الفعلي، خصوصًا عبر منظومات الصواريخ الباليستية. كما وضعت إسرائيل في حساباتها احتمالية قيام إيران بردود عبر وكلاء في المنطقة.
التأثيرات الإقليمية والدولية
أثارت الضربة الإسرائيلية ردود فعل عالمية متباينة، خصوصًا في ظل تصاعد المخاوف من تعطل إمدادات النفط عبر مضيق هرمز، وعودة التوتر في أسواق الطاقة. كما ازدادت التقلبات في البورصات العالمية، وارتفعت أسعار الذهب والنفط على خلفية هذا التصعيد.
مقارنة بين أساليب الخداع السابقة والحالية
العملية | أسلوب الخداع | النتيجة |
---|---|---|
قصف مفاعل تموز العراقي (1981) | تمويه تدريبي على حدود الأردن | نجاح سريع بدون رد فوري |
اغتيال محسن فخري زاده (2020) | كمين إلكتروني داخل إيران | تأخر الرد العسكري الإيراني |
ضرب إيران (2025) | خداع إعلامي متعدد الجبهات + تسريبات وهمية | مفاجأة استراتيجية وتأخير في رد الفعل |
خلاصة وتحليل
العملية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران تكشف عن تطور غير مسبوق في أدوات الحرب النفسية والخداع الاستراتيجي، الذي بات جزءًا لا يتجزأ من العمليات العسكرية الكبرى. تبقى الأسئلة الأهم: إلى أين يتجه هذا التصعيد؟ وهل ستكون إيران قادرة على الرد دون الانجرار إلى مواجهة إقليمية شاملة؟ الإجابات مرهونة بالأيام القادمة، وبمدى قدرة الطرفين على إدارة التصعيد دون الوصول إلى نقطة اللاعودة.
اقرأ ايضاً: قرارات مفاجئة في طهران.. المرشد الإيراني يعين موسوي رئيسًا للأركان وباكبور قائدًا للحرس الثوري