مصير مستشار خامنئي يُربك المنطقة.. إسرائيل تدفع الشرق الأوسط إلى حافة الانفجار
تصاعدت حالة الغموض والقلق في طهران وبقية العواصم العربية والعالمية اليوم إثر أنباء متضاربة حول مصير مستشار خامنئي، الذي أُعلن أولًا عن وفاته إثر إصابته، قبل أن ينفي طبيبه الأنباء. في ظل ذلك، يؤكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن البلاد ستمضي في الرد الدفاعي على الاعتداءات الإسرائيلية، محذرًا من ازدياد العنف بفعل هذه التصعيدات. تكشف هذه التطورات عن أزمة جديدة من شأنها أن تمس التوازن في كامل المنطقة، وتمنح أهمية خاصة لتحديد مصير المستشار الذي ارتبط اسمه بالقرارات الدفاعية لدى النظام الإيراني.
التقارير المتضاربة وتفاصيل مصير مستشار خامنئي
على صعيد الأنباء المتضاربة، تفيد وسائل إعلام غربية كـThe New York Times وWorld Source News أن مستشار خامنئي قد تُوفي بالفعل، بينما تكشف مصادر إيرانية رسمية عن تعرضه لإصابة شديدة، دون تأكيد الوفاة . في المقابل، ذكرت Ynet News نقلاً عن وكالة Iran International أن المستشار علي شمخاني “قُتل” في الضربة الجوية الإسرائيلية ضمن سلسلة من العمليات لاستهداف القيادة الأمنية العليا في إيران .
هذه الفجوة في الروايات تشير إلى توجّه طهران نحو إدارة الحدث بحدّة، وتكشف عن مخاوف الداخلية من أن ما حدث ربما يفتح فصلاً جديدًا من التوتر. ويبرز هنا دور المستشار في المجلس الأعلى للأمن القومي، مما يجعل مصيره موضوع اهتمام الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية.
رد إيران الرسمي وتأكيد العراقجي على حق الرد
قال عباس عراقجي بعدما قامت إيران بالرد على إسرائيل، وزير الخارجية الإيراني، إن بلاده “تمارس حق الدفاع عن النفس” وقد ردّت على الهجمات الإسرائيلية، مؤكّدًا الاستمرار في هذا الاتجاه إذا تطلب الأمر . وأضاف أن الاعتداءات الإسرائيلية تُظهر “عداءً للدبلوماسية” وأنها “تدفع المنطقة نحو دوامة عنف لا تنتهي”.
عراقجي اتهم تل أبيب بالسعي إلى تقويض مسار المفاوضات النووية القائمة مع واشنطن، وأكثر من ذلك، أكد أنّ الرد لم يقتصر على شعار بل شمل إلحاق أضرار فعلية بمواقع عسكرية وإنتاجية داخل إيران، منها محيط قاعدة أرومية ومصفاة نفطية . كما لفت إلى إسقاط طائرات مسيرة إسرائيلية فوق محافظة قم، إضافة إلى غارات استهدفت سيارة إسعاف ، مما يعكس تصعيدًا يتجاوز الحدود التقليدية.
خسائر إسرائيلية وإيرانية إضافية بعد تصيد مستشار خامنئي
في الوقت الذي يُثار فيه الجدل حول مصير مستشار خامنئي، تأخذ المواجهة أبعادًا جديدة:
- أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود أضرار في 4 منشآت نووية بمنطقة أصفهان، إلا أنها ترفض وجود تسرب إشعاعي خارج المجمع النووي .
- أعلن عن انفجار محيط قاعدة عسكرية بأرومية وسيطرة النفط الإيرانية على حريق بعد هجومين إسرائيليين استهدفا مصفاتين في حقلي بارس وفجر جم .
- أُبلغ عن إسقاط مسيرتين إسرائيليتين فوق محافظة قم، وفي حادث مؤلم، قُتِل شخصان إثر استهداف سيارة إسعاف بإقليم أذربيجان الغربية .
- من جهتها، نشرت وسائل إسرائيلية خبر اجتماع المجلس الأمني المصغر، وتأكيد أركان الجيش الإسرائيلي على “تمهيد الطريق لعمليات أكبر نحو طهران” بفضل التفوق الاستخباراتي .
النتيجة وبعد الهجوم الإسرائلي على إيران والرد الإيراني المؤلم، تبادل متواصل للهجمات والخسائر الدبلوماسية والاستراتيجية، تظهر مدى التصعيد في طرفين لا يلوّنان بعد في الانسحاب.
مقارنة بين الأهداف والمنافع المتوقعة من كل جهة
الجهة | الهدف الاستراتيجي | الأثر الفوري |
---|---|---|
إيران | تعزيز الردع النووي والدفاعي، تثبيت التفوق الإقليمي | تأجيل المفاوضات النووية، رفع سقف التهديد |
إسرائيل | تعطيل القدرات النووية الإيرانية، استهداف قيادات أمنية | تصعيد محدود ومؤقت ضد المواقع المختارة |
الغرب (UN) | تفادي الحرب الشاملة، استعادة المسار الدبلوماسي | الدعوة للتهدئة، جهود وساطة عاجلة |
هذه المعادلة الإقليمية توضح أن مستشار خامنئي موقف حاسم في مكونات الرد الإيراني، ومصيره يمكن أن يقوّض التوازن، فقد يؤدي الغموض إلى نفقات إضافية من الدماء والجهود.
سيناريوهات محتملة لمستقبل المنطقة بعد فضح مصير مستشار خامنئي
- تأكيد وفاة المستشار:
- قد تُعزز الصورة الدفاعية لطهران، وتدفعها لرسالة صاروخية رمزية باتجاه إسرائيل.
- تتراجع المفاوضات النووية مؤقتًا حتى إعادة تشكيل القيادة.
- نجاة المستشار أو شفاؤه:
- يعزز ذلك فرص الدبلوماسية، وقد يضغط على إيران لتواصل الحوار النووي.
- يعمل على تلطيف الأجواء الإقليمية، مع ضمان محدد لمستقبل التسوية.
- الغموض في الروايات الرسمية:
- يُخشى أن يؤدي ذلك إلى حالة من الشك تنتشر داخل الصف الإيراني.
- قد تزيد من حدة الصراع الداخلي حول تسيير الردود المضادة.
الأفق المنظور يتضمن تحركات دبلوماسية مكثفة من أمريكا و الأمم المتحدة لاحتواء التصعيد، في خطوة تهدف لتجاوز الأزمة بعد مفاوضات “غير مباشرة” كان من المقرر استئنافها هذا الأسبوع في سلطنة عمان .
خاتمة وتوصيات استراتيجية بعد الأنباء المتضاربة
إن مصير مستشار خامنئي يمثل المفتاح لمحور الردع الإيراني واستمرار مسار إسرائيل التصعيدي. في ظل هذا التعقيد، يجب اتّباع خطين:
- دبلوماسيًا: إعادة المبادرة للمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، واستعادة ثقة الأطراف، عبر مؤتمرات طارئة أو قنوات ناعمة.
- عسكريًا: يجب ألا ينزلق البلدان نحو مواجهة شاملة؛ لأن مصلحة أحدهما تعتمد على ضبط النيران. المنطقة بأسرها بحاجة إلى قرار الحذر، وليس الفتك المتبادل.
يبقى السؤال: هل ستواصل إيران بهذه الظلال الرمادية أم ستحسم أمرها بطريق دبلوماسي أكثر وضوحًا؟ ومتى يُكشف حقيقة مستشار خامنئي الذي ربما يحدّد وجه الشرق الأوسط المقبل؟
اقرأ ايضاً: اختراق إسرائيل لأجواء العراق يشعل الغضب.. بغداد تطالب واشنطن بالتدخل العاجل