كشف الستار عن “الأسد الصاعد”: اغتيال إسرائيل السري لـ14 عالمًا إيرانيًا
في تصعيد مدوٍ ومفاجئ، شنت إسرائيل حملة استخباراتية وعسكرية تعرف بـ”الأسد الصاعد”، تضمنت اغتيال إسرائيل السري لما يزيد عن 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا منذ 13 يونيو 2025.
هذه الاغتيالات لم تقتصر على تفجيرات بالسيارات وأهداف جوية، بل شكّلت شبكة أمنية معقدة بدأت بالتخطيط منذ أشهر داخل العمق الإيراني، قادها الموساد بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي. في هذا التحقيق، نسلّط الضوء على أسماء العلماء المستهدفين، أساليب الاغتيال، والمتحولات المحتملة لهذا الصراع الكهرومغناطيسي.
من هم العلماء الـ14؟
وفقًا لتقارير كالـجومب موزا والـJerusalem Post، تم اغتيال العلماء النوويين الآتيين في هذه الحملة:
اسم العالم | التخصص |
---|---|
فريدون عباسي دواني | هندسة نووية |
محمد مهدي طهرانجي | فيزياء نووية |
أكبر مطلبزاده | هندسة كيميائية |
سعيد برجي | هندسة المواد |
أمير حسن فكهي | فيزياء |
عبدالحميد منوشهر | فيزياء المفاعلات |
منصور عسكري | الهندسة النووية |
أحمد رضا ذو الفقاري دارياني | هندسة نووية |
علي باخويي كتريمي | الهندسة الميكانيكية |
كذلك تم الإعلان عن اغتيال علمي تركيب مرتبطين بقدرات نووية متقدمة:
- مختار جعفري وغيرهم من الخبراء علميين المذكورين في المصادر الإيرانية الرسمية أو الصحف الأجنبية.
إضافة إلى ذلك، شُوهد ضربات جوية ترافقت مع الاغتيالات، استهدفت منشآت نووية ومراكز قيادة عسكرية مثل نطنز وفوردو وأصفهان .
أدوات الاغتيالات: من سلاح الشوارع إلى الطائرات
اتبعت إسرائيل نهجًا مزدوجًا في اغتيال إسرائيل السري:
- سيارات مفخخة موجهة إلى علماء بينما كانوا في طرقات العاصمة طهران، كما أكدته وكالة “إرنا” وتقارير متعددة عن انفجار 5 عبوات في مناطق حيوية .
- غارات جوية دقيقة استهدفت المواقع النووية والمقرات العسكرية، باستخدام أسلحة موجهة ومشاركة فاعلة للموساد عبر شبكاته الاستخباراتية داخل إيران .
هذه الاستراتيجية المزدوجة أثبتت كفاءة مذهلة وغير مسبوقة.
السياق الاستخباراتي وراء الكواليس
كشفت تحليلات مثل Atlantic Council أن خطة “الأسد الصاعد” استُعدّت من خلال:
- بنية تحتية سرية في العمق الاستخباراتي داخل إيران
- قواعد لطائرات بدون طيار
- خلايا تنصّت وتخطيط استخباراتي معمق
وصف المحللون العملية بأنها “درس استراتيجي في الاغتيال والتخطيط الاستخباراتي” .
الهدف: تأخير البرنامج النووي الإيراني
المحللون يشيرون إلى أن اغتيال إسرائيل السري رمى إلى تعطيل المشروع الإيراني لمدة عام كامل على الأقل.
- Wall Street Journal أشار إلى توقف النشاط العلمي لحظة استهداف العلماء، وخاصة المواقع النووية الحساسة لـ نطنز وفوردو .
- خبراء حذروا من إحتمالية أن تدفع هذه الضربات طهران لتعزيز قدراتها النووية بعيدًا عن أعين المراقبة الدولية .
تداعيات إقليمية وردود فعل المجتمع الدولي
تسبّب اغتيال إسرائيل السري في موجة من التوترات داخل إيران وخارجها. فقد أعلنت طهران شنّ هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على أهداف إسرائيليّة، بينما جمعت دول المنطقة مبادرات للملء الفراغ الناجم عن التصعيد . واشتركت دول كبرى مثل روسيا والصين في دعوات ملحّة لخفض التوتّر، أمّا الولايات المتحدة فجاء موقفها مختلطًا: دعم لـ”حق إسرائيل الدفاعي” في حين حذّرت الصحافة الأمريكية من مخاطر إشعال فتيل تصاعد نووي .
الأتون القانوني: وجهات النظر بين الموافقة والانقسام
القانون الدولي يردّ: اغتيال علماء نوويين ليس مجرّد عمل عسكري، بل يُصنّف كـ«جريمة دولة» إذا خلا من موافقة أممية. بينما ترى بريطانيا وأوروبا أنّ التطبيقات الاستخبارية تندرج ضمن حق “الدفاع المشروع”، تؤكّد دول عالم الجنوب أنّ اغتيال إسرائيل السري تجاوز الحدود المقبولة، ودعت لمراجعة صيغة ميثاق الأمم المتحدة . وبحسب وول ستريت جورنال، العملية لم تتوقف عند مجرد الضربات، بل شملت شبكة تطوير مستقبلية “لتقنيات اغتيال عالية الدقة” .
ردة فعل داخل إيران: هل بات المشروع النووي أولوية مطلقة؟
بالرغم من تدخل الطيران وصمت أولي، شهدت إيران حالة من الوحدة الشعبية ضد تل أبيب. فقدّمت قوات الحرس الثوري قوائم طويلة بهجمات الرد عبر الطائرات المسيرة على مواقع إسرائيلية، لكن تقارير أمنية كشفت أنّ اغتيال إسرائيل السري قرب نجح في تعطيل برامج نووية أهم كـنطنز وفوردو . تقديرات استخباراتية أمريكية تُشير إلى أن طهران ستسرّع في تطوير قدرات النانو وتخزين اليورانيوم بنسبة 90%، رغم ندرة الأفراد المختصين، وهو ما يعزز فعالية التكتيك الإسرائيلي على المدى القصير .
الدرس الاستراتيجي: كيف جعل “الأسد الصاعد” إسرائيل نموذجًا؟
وفق تحليل أتلانتيك كونسيل محطة “Rising Lion” مثلت دمجًا مدهشًا بين اغتيال إسرائيل السري وتكنولوجيا الطائرات المسيرة، وبالتالي تجاهل كل التحديات الدفاعية الإيرانية في آنٍ واحد . تستهدف الدروس المستقبلية استخدام طائرات مسيّرة محلية الصنع ضد الأهداف العالية القيمة — نموذج جديد للحرب الرقمية/المادية والتنسيق بين أجهزة الاستخبارات والحرب الحديثة.
هل سينجح هذا التهدئة؟ سيناريوهات ما بعد القصف
على المدى القصير، ستؤدي الضربات إلى إثارة “ردّ فعل موجع” من إيران يمر عبر منطقتين: الأولى ضد إسرائيل مباشرة؛ والثانية من خلال وكلائها مثل حزب الله . على الموقت الأصغر، فإن اغتيال إسرائيل السري قد يؤدّي إلى تصاعد شامل، لا تقلّ خطورته عن هجمات تفجيرية أو قفز في عتبة الانتشار النووي. وفي المستقبل البعيد، فإن إيران قد تلتصق بنهج “الاكتفاء الذاتي النووي”، بعيدًا عن تعاملها مع الوكالة الدولية .
في النهاية
تُعتبر حملة “الأسد الصاعد” اختبارًا لإستراتيجية “الردع الذكية”: دمج اغتيال إسرائيل السري وتدمير المرافق النووية وتعطيل القيادة العليا، لكن ذلك لا يعني الانتصار الكامل. نعم نجحت إسرائيل في تقليص البرنامج النووي موقّتًا، لكنها في المقابل قد علّمت إيران درسًا دقيقًا بأنها يجب أن تذهب “بعيد السرية أكثر” وتطوير قدرات كرد فعل. والمنطقة، كعادتها، تنتظر خروج ردة فعل توازن بين “صدمة قصيرة” و”استراتيجية طويلة”.
اقرأ ايضا: هل تصل إشعاعات مفاعل ديمونة إلى مصر حال قصفه؟ رئيس الرقابة النووية السابق يجيب