الهجوم الإسرائيلي يخلّف 224 قتيلاً وأكثر من 1000 جريح في إيران خلال ثلاثة أيام من التصعيد
شهدت إيران خلال الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق عقب تنفيذ الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت حيوية داخل أراضيها. العملية، التي جاءت فجراً عبر موجات من المقاتلات الحربية والطائرات المسيّرة، أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، وخلّفت أضرارًا جسيمة في البنية التحتية.
هذا الهجوم هو الأعنف منذ سنوات، وجاء في إطار التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، ليعيد إلى الواجهة الحديث عن حرب إسرائيلية إيرانية محتملة، ويدفع الأطراف الدولية إلى تحذير من تبعات أي تصعيد إضافي قد يزعزع الاستقرار الإقليمي.
حصيلة الضحايا وتفاصيل الإصابات في إيران
أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 224 قتيلًا وأكثر من 1,000 مصاب، بينهم 1277 حالة تم نقلها للمستشفيات، و522 حالة خرجت بعد تلقي العلاج. النسبة الأكبر من الضحايا كانت بين المدنيين، وهو ما زاد من حجم الصدمة والغضب الشعبي داخل إيران.
ووفق مسؤولين صحيين، فإن الإصابات تنوعت بين حروق، وجروح ناتجة عن شظايا، وكسور بسبب انهيار المباني. كما تم تسجيل أضرار في عدد من المستشفيات بسبب القصف، ما عقّد عمليات الإنقاذ.
تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية وأهدافها
أطلقت إسرائيل على عمليتها العسكرية اسم “الأسد الصاعد”، وشاركت فيها أكثر من 60 طائرة حربية ومسيّرة، مستهدفة منشآت نووية في ناتانز وأصفهان، بالإضافة إلى مواقع لتخزين الصواريخ الباليستية ومقار قيادة الحرس الثوري.
رئيس الوزراء الإسرائيلي صرّح بأن الهجوم جاء “استباقيًا”، لشل قدرات إيران النووية والعسكرية ومنع “خطر وجودي”. هذه الضربات، التي طالت علماء نوويين وقادة عسكريين كبار، وُصفت بأنها الأوسع من نوعها منذ عام 2006، ما يعكس نية واضحة في تغيير قواعد الاشتباك.
الرد الإيراني العسكري على الهجوم الإسرائيلي
في المقابل، لم تتأخر إيران في الرد، حيث شنت عشر موجات متتالية من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، استهدفت قواعد عسكرية ومناطق سكنية داخل إسرائيل. وأسفرت تلك الضربات عن مقتل 14 شخصًا في إسرائيل، وأكثر من 345 مصابًا، إلى جانب أضرار كبيرة لحقت بعدة مناطق من تل أبيب وحيفا.
القيادة الإيرانية أكدت أن الرد لم ينتهِ بعد، مشيرة إلى أن “الرد الكامل سيكون بحجم الجريمة”، وسط تصاعد القلق من دخول أطراف ثالثة على خط المواجهة، كحزب الله أو بعض الميليشيات العراقية.
تحليل تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران إقليميًا ودوليًا
تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران لم تقتصر على الداخل، بل امتدت إلى التأثير على الموقف الدولي. فقد أبدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قلقهما من التصعيد، ودعتا الطرفين لضبط النفس. كما شهدت أسعار النفط قفزة جديدة تجاوزت 95 دولارًا للبرميل، في ظل توقعات باضطراب إمدادات الطاقة من الخليج.
في الجانب الأمني، رفعت عدة دول في المنطقة جاهزيتها، وسط تحذيرات من امتداد القتال إلى دول أخرى. ووصفت جهات تحليلية هذا الهجوم بأنه جزء من مسار طويل لـ هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، والذي قد يفتح الباب أمام سباق تسلح نووي غير معلن في المنطقة.
رؤية مستقبلية: هل نحن أمام حرب مفتوحة أم هجوم محدود؟
رغم التصريحات النارية من الطرفين، يرى بعض المحللين أن ما حدث لا يزال ضمن “الضربات المحدودة ذات الأهداف الاستراتيجية”، ولا يرقى بعد إلى حرب شاملة. لكن استمرار الهجوم الإسرائيلي بهذا الشكل، ورد إيران المتصاعد، قد يدفع الوضع إلى مرحلة لا يمكن التراجع عنها بسهولة.
التقديرات الاستخباراتية الغربية تشير إلى أن إسرائيل لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، بينما تحاول إيران استثمار الهجمات في كسب الدعم الشعبي والسياسي داخليًا، وتثبيت موقعها الإقليمي.
في ضوء التطورات الأخيرة، فإن الهجوم الإسرائيلي على إيران يُعد نقطة تحول في الصراع المزمن بين البلدين. عدد الضحايا، طبيعة الأهداف، وردود الفعل الدولية كلها مؤشرات على أن الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد. ما إذا كانت هذه الأحداث ستقود إلى حرب إسرائيلية إيرانية شاملة أم أنها ستبقى في إطار الردود المحسوبة، يبقى سؤالًا مفتوحًا أمام المجتمع الدولي في الأيام المقبلة.
اقرأ ايضاً: نبوءة النهاية: متى تتوقف الحرب بين إسرائيل وإيران قبل أن تشتعل المنطقة كلها؟