الجزء السفلي من نطنز يتعرض لأضرار دفينة – الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من تصعيد جديد
في أول تقييم رسمي منذ ضرب إيران وبالتحديد الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على إيران، حرصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على فضح معطيات جديدة بشأن ما حلّ بمنشأة نطنز النووية. وكالة الأمم المتحدة لم تؤكد فقط استهداف المبنى العلوي، بل وثقت الآن أضرارًا مباشرة في قاعات تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، مما يشير إلى تصعيد معقد وخطير على مستوى الطاقة النووية. فهل باتت ايران على بعد خطوة من مواجهة كارثية؟ هذا المقال يغوص في أبعد الكواليس حول تقييمات الوكالة وتداعياتها على الساحة الدولية.
أضرار جوهرية ونطاق التأثير
منذ يوم الجمعة الماضي، شهدت أجواء نطنز سلسلة تفجيرات جوية أدّت إلى تدمير المبنى العلوي المستخدم لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%. أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقد أعلنت أن صور الأقمار الصناعية عالية الدقة كشفت عن ضربات مباشرة استهدفت قاعات الطرد المركزي تحت الأرض. وهذا يعزز النظريات عن تلاعب متعمد بقدرات إيران النووية .
ومن خلال تصريحات المدير العام رافاييل غروسي:
- احتمالية تدمير أو تعطيل حوالي 15,000 جهاز طرد مركزي في المرافق السفلية.
- الآثار الكهربائية الناجمة عن الهجوم سببت انقطاعاً في الطاقة ما قد أدى إلى تعطل أجهزة التخصيب .
هذه التطورات تُعد انطلاقة جديدة في تقييمات ضرر برامج إيران النووية.
الحالة في المواقع الأخرى – أصفهان وفوردو
أكدت الوكالة أن منشأتي أصفهان وفوردو لم تشهدا تغييرات تُذكر حتى الآن.
- Fordow: تعمّق تحت الأرض، وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تتعرض لأي أضرار ملحوظة حسب الصور المتاحة.
- الإصفهان: سوفيت عدة مبانٍ بما في ذلك مصنع تحويل اليورانيوم، لكن دون تسجيل آثار إشعاعية خارج الموقع حتى اليوم .
هذه الصورة المتوازنة تُظهر أن الضربات ركّزت على مصدر التخصيب المركزي، مع مراعاة عدم التسبب بأضرار إشعاعية واسعة النطاق.
تحذير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التسرب الإشعاعي
أثار غروسي مخاوف محتملة من حدوث تلوّث إشعاعي أو كيميائي داخل نطنز، رغم أن مستويات الإشعاع خارج المنشأة لا تزال ضمن الحد الطبيعي. لكنه أشار إلى أن خطر داخلي قائم في حال تسرب الغازات أو المواد النووية بسبب الأضرار .
لكنه طمأن:
“لا دلائل على تلوث في البيئة المحيطة بالموقع”.
ورغم ذلك، طلب الوكالة مراقبة مستمرة لأن الأضرار التي يبدو عدم ظهورها اليوم قد تؤدي إلى تحديات مستقبلية أسرع بكثير.
الرد الإيراني وردود الفعل الدولية
تمثل زيارة غروسي المفاجئة لطهران وفريق تفتيش فوري دلالة قوة لضبط الموقف. بينما نددت إيران بالضربة وصنفتها “اعتداءً إرهابيًّا”، مكررة رفضها المبكر لأي تعاون مع إسرائيل في ملفها النووي .
الدول الأوروبية (فرنسا، ألمانيا) حذّرت من خطورة التصعيد النووي وأكدت على ضرورة العودة للطاولة الدبلوماسية، مع تحذيرات من مكامن كارثة إذا تفاقمت الهجمات النووية .
سيناريوهات التصعيد المحتمل
- التصعيد العسكري: المزيد من الضربات الخطيرة ضد منشآت إيران النووية، ما قد يولّد ردود قوية تشمل إيران.
- التفاوض والدبلوماسية: الاعتماد على سلطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية كطرف تقني وسياسي له دور حاسم في التهدئة.
- التحول النووي المحتمل: في حال أي أضرار جسيمة، قد يلجأ النظام الإيراني لإنتاج أجهزة طرد مركزي أكثر تطورًا أو الانتقال إلى السرية في بيئات محفوفة.
علاوة تقنية: تقييمات الأقمار الصناعية
- Maxar التقطت صورًا تُظهر:
- تكسير لقاعات تحت الأرض بموقع Natanz.
- تشققات بالسطح وضوء سأط ناتج عن انفجارات متزامنة .
- تحليل الخبراء العسكريين يشير لاستخدام قنابل خرسانية قادرة على اختراق 30 متراً قبل الانفجار، ما يفسّر الضرر العميق .
خلاصة وتوصيات أمنية
مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أضرار تحت الأرض في نطنز، يبدو أننا أمام نقطة فارقة جديدة في الصراع الإيراني–الإسرائيلي. القرار التالي بيد المجتمع الدولي:
- مراقبة فنية مشتركة لحماية المنشآت.
- تحريك ملفات التفاوض لعزل الانتهاكات.
- تحديث خطط الأمان داخل إيران بما يشمل الجيوب النووية.
في هذه اللحظة، يسعى العالم لتجنب كارثة نووية قد تحدث بدون سابق إنذار، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمام اختبار جديد لقدراتها ومصداقيتها.
اقرأ ايضاً: 7 شركات عمرة توقف بسبب فشل خدمات النقل المفاجئ – “الحج والعمرة”: لا تساهل بعد اليوم