الخليج اليوم

تدمير مباني الطرد المركزي قرب طهران.. ضربة إسرائيلية موجعة تهز العمق النووي الإيراني

في تطور مفاجئ وخطير ضمن سياق التصعيد الإقليمي، نفّذت إسرائيل واحدة من أكثر عملياتها تعقيدًا ودقة، مستهدفة المنشآت النووية الحساسة في إيران. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد شملت الضربات تدمير مباني الطرد المركزي قرب طهران، تحديدًا في منطقتي كرج والعاصمة. العملية تأتي ضمن موجة ضربات أعقبت اندلاع ما بات يعرف إعلاميًا بـالحرب بين إسرائيل وإيران، في ظل اتهامات متبادلة بشأن نوايا طهران لتطوير سلاح نووي.

وبينما نفت إيران حدوث أضرار واسعة وأكدت أن المنشآت بحالة جيدة، أشارت تقارير استخباراتية إلى خسائر كبيرة في بنى تحتية نووية، مما دفع محللين للحديث عن احتمال دخول المنطقة في مرحلة جديدة من الإعتدائات الإسرائيلية الإيرانية، خاصة بعد أن صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده ستستخدم كل الوسائل لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية”.

تدمير مباني الطرد المركزي قرب طهران.. ضربة إسرائيلية موجعة تهز العمق النووي الإيراني


طبيعة الأهداف ومدى تأثيرها على برنامج التخصيب

استهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية منشأتين أساسيتين في دورة إنتاج اليورانيوم:

  • ورشة تيسا في كرج: منشأة صناعية مسؤولة عن تصنيع مكونات دقيقة لأجهزة الطرد المركزي، والتي تُستخدم لتخصيب اليورانيوم بدرجات متفاوتة.
  • مركز أبحاث طهران: يحتوي على مختبرات لاختبار دوارات الطرد المركزي الحديثة المستخدمة في نماذج متطورة من أجهزة IR-6 وIR-8.

بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن هذه المنشآت كانت تُستخدم في تصنيع واختبار معدات تساعد في زيادة سرعة وكفاءة تخصيب اليورانيوم، ما يضعها ضمن البنية التحتية الحيوية التي تدفع باتجاه امتلاك سلاح نووي.

تشير صور الأقمار الصناعية إلى تدمير مباني الطرد المركزي قرب طهران إلى دمار جزئي في الهياكل المعدنية للمباني، مما قد يؤدي إلى تعطيل طويل الأمد لقدرات إيران الإنتاجية، خصوصًا بعد أن قُدّرت الطاقة الإنتاجية المفقودة بحوالي 30% من إجمالي مكوّنات أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في إيران.


تفاصيل العملية الإسرائيلية وتكتيكاتها الجوية

تدمير مباني الطرد المركزي التي بدأت في ساعة متأخرة من الليل، واستُخدم فيها أكثر من 50 طائرة مقاتلة من طراز F-35 وF-16، مزودة بصواريخ موجهة جو-أرض عالية الدقة.

تم تنسيق الهجوم عبر ثلاث مراحل:

  1. مرحلة التشويش الإلكتروني: لإعاقة منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، لا سيما في نطاق طهران الكبرى.
  2. مرحلة الاستهداف الرئيسي: ضربت الطائرات مواقع تيسا ومركز الأبحاث بدقة متناهية باستخدام صواريخ “Delilah” و”Rampage”.
  3. مرحلة الانسحاب والتأمين: تراجعت الطائرات الإسرائيلية ضمن غطاء استخباراتي إلكتروني دون خسائر معلنة.

أكدت مصادر عسكرية غربية أن العملية تمت بالتعاون مع أقمار صناعية أمريكية وفرنسية، وأن بنك الأهداف شمل منشآت صواريخ باليستية ومنشآت تصنيع مكونات دفاع جوي.


ردود إيران الرسمية وحالة المنشآت النووية

رغم تقارير الوكالة الذرية، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سلامي أن “المنشآت النووية بحالة جيدة”، مضيفًا أن “روح العاملين قوية”. لكن المراقبين شككوا في هذه التصريحات، معتبرينها جزءًا من الحرب النفسية.

البيانات التي تم الحصول عليها من شبكة “فايرآي” الاستخباراتية أظهرت ارتفاعًا في نشاط الطوارئ قرب كرج، مما يعزز فرضية تضرر المنشأة بشكل كبير. كما أن غياب التغطية الإعلامية المحلية حول الأضرار الفعلية يُثير تساؤلات حول مدى جدّية الضربة.


دلالات جيوسياسية للصراع النووي في قلب الشرق الأوسط

العملية تُعد تحوّلاً نوعيًا في ميزان الردع، حيث لم تكتفِ إسرائيل بالضربات الخارجية على ميليشيات مدعومة من إيران، بل انتقلت مباشرة لاستهداف مراكز تطوير تقني وعلمي داخل طهران.

  • رسالة لإيران: مفادها أن التخصيب داخل الحدود الإيرانية لن يكون آمنًا.
  • رسالة للغرب: تؤكد فشل المفاوضات النووية مع طهران، وتُحبط أي نوايا لرفع العقوبات.
  • رسالة للمنطقة: تفيد بأن التوازن الإقليمي هش، وأنه يمكن تغييره بعمليات نوعية مركزة.

البعض يرى أن هذه الضربة تندرج ضمن سياسة “الخطوط الحمراء” التي أعلنها نتنياهو منذ أكثر من عقد، والمتعلقة بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي بأي ثمن.


تحليل خبراء: هل يُقرب ذلك “حرب إسرائيلية إيرانية” شاملة؟

رغم عدم صدور تهديد مباشر من طهران، فإن التصعيد الأخير يرفع من احتمالات الرد الإيراني عبر وكلاء مثل حزب الله أو الحشد الشعبي. هذا السيناريو قد يؤدي إلى:

  • سلسلة ضربات متبادلة في سوريا والعراق.
  • هجمات إلكترونية متطورة تطال البنية التحتية المدنية.
  • توسيع نطاق الاشتباك إلى الخليج العربي، حيث تتواجد القوات الأمريكية والخليجية.

محللون في مركز “ستراتفور” يشيرون إلى أن إيران قد تلجأ لرد غير مباشر لتفادي التصعيد الشامل، بينما يرى آخرون أن العملية تحمل بذور الانفجار القادم.


مستقبل البرنامج النووي الإيراني وأثر ذلك على مفاوضات نزع السلاح

في ظل تدمير مباني الطرد المركزي قرب طهران، تواجه إيران تحديات كبيرة في مسيرة تطوير برنامجها النووي. فالهجوم أدى إلى:

  • تدمير بنى تحتية مهمة.
  • فقدان معدات دقيقة ومكلفة.
  • تعطّل جزئي في سلاسل التخصيب.

هذا الوضع يعقّد عودة إيران للمفاوضات، ويُفقدها أوراقًا تفاوضية مهمة، خصوصًا بعد تعليق التعاون الفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤقتًا.

في المقابل، يرى خبراء أن واشنطن قد تستغل الحدث للضغط على طهران نحو اتفاق أكثر صرامة، مع مراقبة لصيقة لأي نشاط في مفاعل نطنز أو منشآت أصفهان.


🗂️ جدول مقارنة: أهم المواقع المستهدفة وتأثيراتها النووية

الموقعالوظيفة النوويةدرجة التأثير بعد الضربة
ورشة تيسا – كرجتصنيع مكوّنات طرد مركزيمرتفع
مركز أبحاث طهراناختبار أجهزة IR-6متوسط
منشآت نطنز (13 يونيو)تخصيب عالي السعةمنخفض جزئي

في النهاية

عملية تدمير مباني الطرد المركزي قرب طهران هي تحوّل خطير في توازن القوى بالمنطقة، ورسالة صريحة بأن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما تراه تهديدًا وجوديًا. وبينما يتابع العالم تطورات هذا التصعيد، فإن شبح الحرب على إيران لا يزال يخيّم بقوة، وسط ترقّب لردود فعل قد تُغير معالم الصراع النووي في الشرق الأوسط برمّته.

اقرأ ايضاً: من هو نجم برشلونة الذي أغراه الأهلي السعودي بـ 60 مليون يورو؟ مفاجأة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!