على وقع تبادل الصواريخ والهجمات الجوية المتسارعة بين إيران وإسرائيل خلال الأيام الماضية، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صافرة تحذير قوية، مطالبًا العالم بألا يتحوّل الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب دولية أوسع. تأتي هذه الدعوة بعد أن أطلقت طهران صواريخ من طراز “سجيل” رداً على ضربات إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وسط تدخل أمريكي محتمل وردود فعل دولية متباينة. في هذا المقال، نسلط الضوء على أحدث تطورات الصراع، تحذيرات غوتيريش، وصف الصراع بين إيران وإسرائيل في سياق دولي قد يتخذ منفىً يهدد الاستقرار العالمي.
دعوة غوتيريش للتهدئة الفورية وثقته في الدبلوماسية
غوتيريش، عبر المتحدث باسمه، تطرّق إلى نقاط أساسية:
- أعرب عن “قلق عميق” حيال التدهور المتسارع، وأكد أن أي تدخل خارجي قد يؤدي إلى “عواقب كارثية” لا تقتصر على المنطقة بل تمتد للأمن الدولي .
- شدد على أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للفصل في القضايا النووية الإيرانية والأمن الإقليمي.
- أدان الخسائر في صفوف المدنيين والدمار الكبير الذي تعرّضت له البنية التحتية المدنية.
- كرر مناشدة تجنب تدويل الصراع بين إيران وإسرائيل باعتباره عنوانًا محوريًا لأزمة أكبر .
الطرفان: صواريخ “سجيل” واستهداف المروحيات والأهداف النووية
الصراع تضمن مواجهات مباشرة وواسعة النطاق بين الطرفين:
- أعلنت إيران إطلاق صواريخ “سجيل” الثقيلة، مستهدفة تل أبيب ومواقع إسرائيلية متعددة، في إشارة إلى قدرتها الصاروخية الكبيرة.
- ردت إسرائيل بقصف دقيق، مستهدفة أكثر من 100 موقع في إيران، من المنشآت النووية في نطنز وفوردو إلى مواقع الصواريخ ومراكز البحوث .
- دمرت إسرائيل ثلاث مروحيات من طراز “كوبرا” في قاعدة كرمنشاه الإيرانية، كما زعيمت مفعّل سري لطائرات بدون طيار مفترض بتشغيله الضربات داخل إيران.
التهديد الأمريكي والمخاوف من توسّع الصراع
وسط الاشتباكات العنيفة:
- دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “استسلام غير مشروط” من إيران، وترك الباب مفتوحًا لاحتمالات الضربات الأمريكية إلى جانب إسرائيل .
- ردت إيران بأن أي تدخل أمريكي مباشر سيتم الرد عليه “بشكل قاسٍ”، واعتبرته مساهمة سياسية ضمن الهجوم الإسرائيلي .
- واشارت وكالات العالم إلى تحرك الولايات المتحدة بنشر سفن حربية وبطاريات دفاعية في المنطقة تحسباً لأي مواجهة جديدة.
الأثر الإنساني والاقتصادي المحلّي والدولي
الضربات لم تستهدف الجانب العسكري فحسب:
- سُجِل سقوط أكثر من 585 قتيلًا في إيران، بينهم مدنيون، بينما سقط 39 إسرائيليًا في ردود الفعل الإيرانية.
- شملت الضربات مصانع نفط، محطات غاز، وبنود سكنية في طهران؛ تابعها تحذيرات من “جرائم حرب”.
- ارتفع سعر النفط الدولي بنحو 10٪، فيما واجهت الأسواق العالمية تقلبات خطيرة .
جهود المجتمع الدولي والمقاطعات المساعي الدبلوماسية
جاءت الردود الدولية متباينة وسريعة:
- دعت دول الاتحاد الأوروبي، روسيا، الصين ودول عربية مثل قطر وسلطنة عمان إلى فتح قنوات دبلوماسية عاجلة في جنيف .
- بينما استجابت الأمم المتحدة بدعوة غوتيريش إلى عقد جلسة عاجلة، أطلق إيران نداءً لتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لإحالة الملف لمجلس الأمن.
- بدأت عمليات إجلاء دولية لدبلوماسيين وأفراد من إيران، مع تحذير للمواطنين الإسرائيليين المغادرين .
سيناريوهات محتملة للتدويل أو التهدئة
تُرشّح الأوضاع للسير في أحد الاتجاهين:
- تمدد الأزمة عبر انخراط أمريكا أو قوات إقليمية، ما يوجّه الصراع نحو حرب مفتوحة.
- تجمّد مؤقت بعد تهدئة ستعترف فيه إسرائيل بوقف الضربات، وإيران بإيقاف الصواريخ، ضمن مبدأ “وقف النار مقابل الحوار”.
- تحوّلات استراتيجية: قد تضطر الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية تحت الضغوط الاقتصادية لخفض التصعيد، وتوجيه المسألة إلى مفاوضات نووية أوسع.
خاتمة
في خضم الصراع بين إيران وإسرائيل، دعوة غوتيريش لتجنب تدويل المواجهة تأتي كمنبه عالمي يحذر من احتمالات كارثية: فتح الشمال العربي تحت قصف صاروخي، قفل مضيق هرمز على النفط العالمي، واستدعاء قواعد عسكرية دولية على الأرض. يبقى الحلّ السياسي والدبلوماسي هو الملاذ الوحيد لتفادي الانزلاق نحو حرب أشمل، وإن عاد السلام إلى طاولة الحوار—فإنه سلام مشروط، لا يعيد فقط ما خسره الشرق الأوسط من استقرار، بل ينقذ العالم من دوامة خطرة.
اقرأ ايضاً: هل تؤثر خسارة ميتروفيتش على الهلال أمام ريال مدريد؟
