المنشطات في تشيلسي.. هل تهدد هذه الفضيحة مستقبل البلوز؟
في تطورات أحدث صدمة في الوسط الرياضي، أعلنت الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (FA) مساء الأربعاء أن جناح منتخب أوكرانيا ونادي تشيلسي، ميخايلو مودريك، يواجه اتهامًا بانتهاك لوائح مكافحة المنشطات إثر اختبار إيجابي لمادة meldonium، ما يعرضه لعقوبة محتملة قد تمتد حتى أربع سنوات . تُعد هذه التجربة الثانية له بعد اختبار سلبي سابق، لتتكرر تحت تأثير ضجة مشابهة، ما يضع مستقبل اللاعب والبلووز في مهب الريح.
خلفية الواقعة: نتيجة فحص إيجابية وتحقيقات رسمية
أُجري للفحص في ديسمبر الماضي خلال اختبار روتيني، وأظهرت العينة وجود مادة meldonium، المحظورة ضمن لوائح FA تحت البنود 3 و4؛ أي “وجود أو استخدام مادة محظورة” . وتم تعليق اللاعب مؤقتًا، بينما يجري الإجراء الرسمي الذي يتضمن استجواب ومراجعة العينات الثانية. وقد أوضح اللاعب حينها أن النتيجة جاءت كـ”صدمة تامة”، نافيا أن تكون نية متعمدة .
اقرأ ايضاً: مجلس التعاون يدين بقوة الاعتداءات الإسرائيلية على إيران: انتهاك صارخ للقانون الدولي يهدد أمن المنطقة
عن المادة المحظورة: “meldonium”
تشير المصادر إلى أن meldonium يُستخدم لعلاج مشاكل القلب والدورة الدموية، لكنه ثبت أنه يعزز القدرة على التحمل. تُصنع غالبًا في دول البلطيق وروسيا، وتداولها أغلب الرياضيين سابقًا في هذه المناطق . دخول المادة إلى جسم اللاعب يمكن أن يحدث عبر أطعمة أو مكملات ملوّثة – السيناريو الذي نفاه مودريك بشدة – ما جعل قضيته تتماثل مع قضايا لاعبين كبار سابقين مثل بوغبا.
تداعيات قانونية محتملة: الإيقاف والتعويض
وفق لوائح FA، يمكن فرض عقوبة إيقاف تصل إلى 4 سنوات إذا لم يثبت مودريك أن التعاطي كان دون قصد. وعادة ما تخفّف العقوبة إلى عام أو سنة ونصف في حالات مماثلة عند إظهار أدلة مٌقنعة . وقد استعان الحارس الأوكراني بشركة “Morgan Sports Law” – نفس هيئة المحامين التي بصمت في ملف بوغبا – لرفع سقف دفاعه أمام اللجنة المستقلة.
أثر الأزمة على تشيلسي: أزمة تكوين الفريق وتحديات الانتقالات
غياب مودريك يثقل كاهل تشيلسي أمام بحثه المستمر عن جناح هجومي فعّال. المدرب إنزو ماريشا اعتمد على البدائل حتى الآن واضطر لتوقيع مهاجمين جدد مثل ليام ديلاب . كما وضّحت تقارير أن النادي يضع ضمن خياراته أسماء مثل جيمي جيتينز من دورتموند . إن استمر إيقاف مودريك لفترة طويلة، قد ينخفض تقييمه في سوق الانتقالات، ما يُشكل ضغطًا ماليًا إضافيًا.
ردّ مودريك ونادي تشيلسي الرسمي
اللاعب أُبلغ رسميًا بالاتهام، وقال على إنستغرام: “لم أتعاطَ أي مادة محرّمة عمدًا، وسنبحث عن مصدر التلوث” . من جانبها، تجنبت إدارة تشيلسي التعليق لكن ألقت بثقلها نحو “فتح تحقيق داخلي وتعاون تام مع الجهات المختصة”.
مقارنة مع قضايا سابقة: بوغبا كنموذج
قضية مودريك تشبه ما شهده نجم مانشستر يونايتد الفرنسي بول بوغبا، الذي واجه عقوبة أولية لمدة 4 سنوات ثم خففت إلى 18 شهرًا بعد استئناف ناجح . هذا الأمر يشعل أمل مودريك في تخفيف العقوبة، خاصة أن دفاعه القانوني يتمتع بخبرة ونفوذ معتبر.
سيناريوهات محتملة وخيارات مستقبليّة
- أ) البراءة المؤكدة: تُقبل دفاعاته ويُخفف الحكم أو تُلغى العقوبة بالكامل.
- ب) تخفيف العقوبة: إذا ثبت التعاطي غير المتعمد، قد يُخفض الإيقاف إلى 12–18 شهراً، ما يتيح عودته قبل منتصف العقد.
- ج) عقوبة صارمة: في حالة ثبوت تعاطي عن قصد أو عدم تعاون، قد يُجرّد من أربع سنوات، مما يوجب إعادة تقييم تشكيلة تشيلسي والاعتماد على بدائل.
في النهاية
تفجرت أزمة المنشطات في تشيلسي من تحت جنح التألق، لتصبح اختباراً حقيقياً لنزاهة اللاعب والقانون، وترقّباً حادًا لمستقبل الجناح الطموح. في حين يواصل مودريك النفي والتعاون القانوني، فإن تشيلسي يسير على حبل مشدود في تطوير الخط الأمامي والإعداد للموسم الجديد. وفي ساحة التحكيم الرياضية، قد يكون مصطلح “تحقيق العدالة” هو الفاصلة بين إيقاف طويل ومصداقية مستعادلة.
هل ستكون القضية نموذجًا لتعاطي رياضي مسؤول؟ أم سنشهد عقوبة قد تُطيل الغياب وتعيد تشكيلة البلوز لمربع الترشيحات؟ المستقبل القريب يحمل الإجابة.