أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الجمعة أن بلاده متمسّكة برفض أي مفاوضات مع الولايات المتحدة أو أي طرف آخر طالما تستمر العمليات العسكرية. أوضح أن الرسائل الأميركية المتكررة للتفاوض تُرفض بشكل قاطع، وذلك بسبب اعتبار طهران واشنطن شريكاً في الحملات العسكرية الأخيرة على البلاد .
وشدّد عراقجي على أن التفاوض قائم فقط مع الدول الأوروبية في جنيف، وحصر ملف المحادثات في المواضيع النووية والقضايا الإقليمية. أما برنامج الصواريخ الإيراني – بجانب الحديث عن قدراته الدفاعية – فهو خارج أي مفاوضات محتملة .
تأثير التصريحات على مسار الحرب بين إسرائيل وإيران
تظهر تصريحات طهران كيف أنها تضيف بعداً جديداً للصراع مع إسرائيل، ولكنها تفصل بوضوح بين التفاوض السياسي والرفض القطعي تحت شروط العدوان. هذا الموقف يعكس استراتيجية مضاعفة: رفض الحوار مع واشنطن حالياً، مقابل البقاء منفتحاً على حل أوروبي دبلوماسي، ما قد يؤثر على نتائج الحرب بين إسرائيل وإيران.
وتتزامن هذه الخطوة مع استمرار تبادل الصواريخ والضربات الجوية، حيث ركّز العراقجي على الإطار الأخلاقي لاستهداف إيران للمواقع العسكرية فقط .
الموقف الروسي تجاه تهديدات اغتيال القائد الإيراني
رفضت روسيا التصريحات الإسرائيلية التي تُطالب باغتيال المرشد علي خامنئي، مُحذّرة من “فتح صندوق باندورا” قد يؤدي إلى موجة عنف متطرف. وقال الكرملين إن أي استهداف لخامنئي سيكون له رد فعل سلبي قوي ويمكن أن يشعل المنطقة .
كما أشار الرئيس بوتين إلى رفضه مناقشة مثل هذه المقترحات، مؤكداً أن أي محاولة لن تغير النظام في إيران ستكون مرفوضة دولياً وستدفع الصراع إلى منحى أخطر .
مسار المفاوضات مع أوروبا
على الرغم من موقفها الصلب تجاه واشنطن، أعلنت طهران عن نيتها إجراء محادثات موسعة مع بريطانيا، فرنسا، ألمانيا والاتحاد الأوروبي في جنيف. وتهدف هذه المحادثات إلى تقييم مسار الملف النووي والمشاركة الأوروبية في تخفيف حدة التوتر الإقليمي .
ويُذكر أن مسار عراقي قد تواصل مع أجهزة استخبارات خليجية لتمهيد الأرضية، في وقت أنهى فيه غرب الصراعات الداخلية بشأن إمكانية استئناف الدبلوماسية .
قدرات إيران الصاروخية وأهميتها الاستراتيجية
شدد عراقجي على أن قدرات إيران الصاروخية ذات طابع دفاعي وتُستخدم فقط للرد على الهجمات، ولا تُعرض قيد النقاش. وبرّر أن دقتها العالية تسمح بتجنب استهداف المدنيين أو المنشآت الحيوية الأخرى بجانب العسكري .
وتأتي هذه التأكيدات عقب تصعيد إسرائيلي استهدف مواقع نووية وعسكرية إيرانية تسبب في مقتل عدة مسؤولين من الحرس الثوري، مما أثّر على توازن الرد الإيراني .
السيناريوهات المحتملة لمسار الحرب الإقليمية
- إبقاء الحرب بين إسرائيل وإيران ضمن إطار محدود، مع استمرار المفاوضات الأوروبية، حيث ترفض الدولة الإيرانية أي اقتراح للتفاوض مع أمريكا، ولكنها تبقى منفتحة على حل أوروبي دبلوماسي.
- تصعيد محدود في حال توغل إسرائيل ضد مواقع صاروخية إيرانية، ما سيدفع إيران إلى توسيع الرد وربما إشراك وكلاء إقليميين.
- تصعيد شامل، إذا نفذت إسرائيل أو أمريكا تهديدات اغتيال خامنئي، وقد يؤدي هذا إلى حرب إسرائلية إيرانية وبمشاركة دولة ثالثة وهو سيناريو يحذّر منه المحللون والخبراء الدوليون .
توصيات للمجتمع الدولي وتنظيم المسار الدبلوماسي
- يجب الضغط للتوصل إلى اتفاق أوروبي-إيراني لا يتضمن شروطاً أميركية جديدة، يخفف من وقع التصعيد العسكري.
- على الولايات المتحدة تجنّب سياسة الاشتراطات الإقصائية المتمثلة بمطالبة إيران بإيقاف دفاعها الصاروخي مقابل المفاوضات.
- على روسيا والدول المعنية ضمان وقف الاقتتال وزيادة دور المراقبة والرصد لمنع خطأ عسكري قد يتحوّل إلى مواجهة إقليمية شاملة.
في النهاية
طهران تصر على أن لن تتفاوض مع استمرار الحرب، بينما تبقي الأبواب مفتوحة أمام أوراق الحل الأوروبية.
التصعيد المستمر بين إسرائيل وطهران يزيد من احتمالات التوسع، لكن خيارات دبلوماسية أوروبية تبقى شريان الأمل الوحيد لتجنّب حرب إقليمية.
الموقف الروسي من التهديدات باغتيال خامنئي يؤكد أن الصراع المنطقة يمر الآن بمنعطف خطير لا ينبغي تجاوزه.
اقرأ ايضاً: تحذير إسرائيل لحزب الله: “فوراً… الحرب إذا اقتربت
