هل يستحق حذف منشور هند صبري عن قافلة التضامن هذا الهجوم؟
أثارت الفنانة التونسية-المصرية هند صبري جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حذفها منشورًا دعم فيه ما يُعرف باسم «قافلة الصمود»، وهو الأمر الذي استدعى ردود فعل متباينة بين الهجوم والتضامن من جانب الوسط الفني والجماهيري. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل الأزمة، ردود الفعل المختلفة، الخلفيات السياسية والاجتماعية التي ساهمت في تأجيج الجدل، ونحاول الإجابة على سؤال مهم: هل كان هذا الهجوم مبررًا؟ وهل يستحق منشور هند صبري كل هذا الجدل؟
تفاصيل منشور هند صبري والأزمة التي تلت
في 13 يونيو 2025، نشرت هند صبري عبر خاصية “الستوري” في حسابها على إنستغرام منشورًا دعم قافلة الصمود التي انطلقت من تونس بهدف تقديم مساعدات طبية وإغاثية إلى غزة. جاء المنشور عبارة عن عبارة “القافلة محملة بالأمل”، تعبيرًا عن تضامنها مع القضية.
سرعان ما تعرض المنشور لهجوم واسع، حيث انتقد كثيرون دعمها لقافلة لم تكن مُنسقة رسميًا مع السلطات المصرية، مما اعتُبر تجاوزًا للموقف الرسمي المصري في قضية حساسة. ثم تصاعدت حدة الهجوم مع تداول تصريح منسوب لها باللغة الإنجليزية يقول: «من يقف في وجه هذه القافلة يخسر»، مما دفعها لحذف المنشور وقطع التعليقات على حسابها.
اقرأ ايضاً: تحذير إسرائيل لحزب الله: “فوراً… الحرب إذا اقتربت
ردود الفعل الجماهيرية والسياسية
تطور الهجوم على هند صبري إلى مطالبة بسحب جنسيتها المصرية التي حصلت عليها عام 2015 نتيجة زواجها من رجل أعمال مصري، كما طالب البعض بترحيلها من البلاد. هذه الدعوات أثارت جدلاً واسعًا حول مفهوم الوطنية والتعبير عن الرأي في السياقات السياسية الحساسة.
من ناحية أخرى، دافع عدد من الفنانين المصريين عن هند صبري، مشيرين إلى وطنيتها وحبها لمصر، ورفضهم لمحاولات الإساءة إليها. حيث وصف المنتج محمد العدل حملات الهجوم بأنها ظلم غير مبرر، والناقد طارق الشناوي وصفها بـ«الاغتيال المعنوي» مطالبًا نقابة الممثلين بالتدخل.
موقف الوسط الفني من الأزمة
لم يقتصر التضامن على كلمات الدعم، بل عبرت أسماء لامعة مثل المخرج يسري نصر الله والفنانة هالة صدقي وإلهام شاهين عن وقوفهم بجانب هند صبري، مؤكدين على حقها في التعبير عن رأيها، وأن حملات الإساءة غير مقبولة.
كما أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا نفت فيه شطب عضويتها أو وجود نية لفصلها، ووصفت الأخبار المتداولة بأنها شائعات تستهدف إحداث بلبلة داخل الوسط الفني.
الأبعاد الاجتماعية والثقافية للأزمة
تعكس أزمة منشور هند صبري حساسيات مجتمعية وسياسية في مصر، تتعلق بملفات الهوية الوطنية والتعبير عن الرأي، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الفلسطينية والمواقف الرسمية للدولة.
كما أبرزت الأزمة النقاش حول دور الفنانين في التعبير عن مواقفهم الشخصية، والتحديات التي تواجههم عند التعامل مع قضايا سياسية واجتماعية معقدة.
تاريخ هند صبري الفني وارتباطها بمصر
ولدت هند صبري في تونس عام 1979، وبدأت مسيرتها الفنية في 1994، لكنها اكتسبت شهرة واسعة في مصر بعد مشاركتها في فيلم «مذكرات مراهقة» 2001. حصلت على الجنسية المصرية عام 2015، وأصبحت من أبرز نجمات السينما في مصر، بمشاركات في أفلام مثل «أحلى الأوقات» و«إبراهيم الأبيض».
في لقاءات سابقة، أكدت هند صبري على حبها لمصر، وأن جزءًا كبيرًا من حياتها أصبح مصريًا بفضل إقامتها وزواجها.
التداعيات المحتملة والفرص المستقبلية
يُتوقع أن تستمر الأزمة في إحداث انقسام في الرأي العام المصري، بين من يرى أنها مخطئة ويستوجب عليها الالتزام بالمواقف الرسمية، ومن يؤكد على حقها في التعبير ويعتبر الهجوم عليها ظلمًا.
كما أن الأزمة تفتح مجالًا لمناقشة أوسع حول حرية التعبير والقيود المفروضة على الفنانيين في ظل القضايا السياسية الحساسة، ما قد يدفع لتعديل السياسات أو إطلاق مبادرات للحوار والتفاهم.
جدول مقارنة بين ردود الفعل
الفئة | الموقف | أبرز الشخصيات |
---|---|---|
الهجوم | مطالبة بسحب الجنسية والترحيل | رواد التواصل الاجتماعي وبعض الإعلاميين |
التضامن | دعم وطني ورفض الهجوم | محمد العدل، يسري نصر الله، هالة صدقي، إلهام شاهين |
النقابة | نفي شطب العضوية | نقابة المهن التمثيلية |
الجمهور العام | انقسام بين مؤيد ومعارض | متنوع |
في النهاية
تبرز أزمة منشور هند صبري كدليل على التحديات التي تواجه الفنانين في التعبير عن آرائهم في مجتمعات تعيش حالة من الحساسية السياسية والاجتماعية. وبينما تتصاعد موجة الجدل، يظل الحوار المفتوح والاحترام المتبادل السبيل الأمثل لتجاوز هذه الأزمات وتحقيق التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الوطنية.
اقرأ ايضاً: اكتشاف مومياء نادرة في بيرو أثناء حفر أنابيب الغاز.. سرّ الشانكاي يكشف للمرة الأولى