الخليج اليوم

تشابي ألونسو يُقلب موازين الملعب بطائرات درون في تدريبات ريال مدريد فما القصة

في بارقة تكنولوجية لم تُرَ من قبل بقوّة في أروقة ريال مدريد، دخل المدرب الشاب تشابي ألونسو إلى عالم التدريب بأسلوب غير تقليدي، مركّزًا على استخدام طائرات درون في تدريبات ريال. هذه التقنية ظهرت للمرة الأولى خلال معسكر الفريق في فلوريدا، تمهيدًا لمواجهة باتشوكا في كأس العالم للأندية 2025 . ما بدأ كتجربة سرعان ما تحول إلى ثورة تكتيكية يُبنى عليها مستقبل كرة القدم في برج البرفة. في الحلقة التالية، نسلط الضوء على أبعاد هذه الخطوة – من الحقائق التقنية وحتى التحديات البشرية – ومدى تأثيرها على منهجية التدريب في موسم ريال مدريد القادم.

تشابي ألونسو يُقلب موازين الملعب بطائرات درون في تدريبات ريال مدريد فما القصة

السياق الزمني والدوافع الاستراتيجية

في منتصف يونيو 2025، ووسط استعدادات كأس العالم للأندية، شهدت تدريبات ريال مدريد استخدام طائرات درون في تدريبات ريال لأول مرة . التغيير جاء بعد تعادل مغاير أمام الهلال ضمن الجولة الأولى، فتح الفرصة لتطبيق تقنيات أكثر عمقًا في التحليل والتمركز.

دوافع تشابي ألونسو:

  1. ضغط التدريب المتسارع: مع وجود 3 حصص فقط قبل اللقاء الأول، أراد ألونسو تعويض الوقت باستخدام تكنولوجيا تلتقط كل تفصيل .
  2. تطوير النهج التكتيكي: نقل الفريق من منهج أنشيلوتي إلى أسلوبه الذي يعتمد على التنظيم الديناميكي والضغط المبكر، مدعوماً بـالفيديو الجوي لتحليل المساحات بدقة.
  3. استعداد لمواجهة باتشوكا: لخوض المنافسة العالمية، كان التركيز على ضبط الانتقالات الدفاعية والهجومية بدقة الهواء، عبر جمع بيانات فورية خلال التدريب.

اقرأ ايضاً: ميسي يكشف الحقيقة الصادمة: أنا وكريستيانو لسنا أصدقاء

 كيف يعمل الدرون في تداريب الكرة؟

الفرق بين الطائرات دون طيار والكاميرات التقليدية يكمن في الزاوية، الدقة، والذكاء:

  • زاوية رؤية شاملة: الدرون يقدم رؤية علوية تغطي كامل الملعب في آن واحد .
  • دقة المكانيات والمسافات: بكاميرا بدقة عالية وGPS مدمج، يتم تسجيل المسافات بين اللاعبين وتكتلاتهم في الوقت الحقيقي.
  • تحليل فوري وتعديلات سهلة: الطاقم الفني يمكنه مراجعة اللقطات فورًا عبر لابتوبات في أرض الملعب وإجراء تصحيحات دقيقة على الفور .
  • بردود فعل فنية أذكى: الفيديو الجوي يساعد المدرب على توصيل الرؤى بطريقة أقرب للفهم لدى اللاعبين، بعيدًا عن اللغات التحليلية التقليدية.

التقنية متصلة بأنظمة الإحصاء والبيانات الحيوية (GPS – تتبع ارتفاع السرعة)، ما يجعل الفيديو الجوي يمهد لمرحلة تحليلات هجومية/دفاعية متكاملة نهاية الموسم.

 الدرون مقابل الأساليب السابقة

الأداةزاوية الرؤيةتحليل المسافاتتفاعل فوريقياس الأداء البدني
كاميرات أرضية ثابتةمنظور أفقي محدودمتوسطمحدودنادر
كاميرات علّاقةرؤية قطرية جزئيةجيدمتوسطنادر
طائرات درونرؤية علوية كاملة (360°)ممتازفوري جدًامتكامل
  • الكاميرات التقليدية استخدمت قبلًا، سواء لدى باير ليفركوزن تحت قيادة ألونسو أو مع أنشيلوتي في المرّات السابقة .
  • الدرون يضيف ملامح دقيقة للتحليل مثل “كم مرة يتراجع الظهير” أو “المسافة عند الضغط” بشكل دقيق لحظيًا.

 تغيّر دور الطاقم وفلسفة العمل

مع إدخال الدرون في مركز القرار، بدأ دور فريق التدريب يتغيّر:

أخذ منافذ جديدة في الفريق الفني

  • أنطونيو بينتوس، المدرب اللياقي التاريخي، تراجع دوره بشكل ملحوظ، وفق تقارير “Cadena SER” .
  • تُشير المصادر إلى أن ألونسو يفرض “نظامه” القائم على الضغط الشديد والتنظيم المبكر، ويرفض كل من يتخاذل.

تكامل وظيفي أكبر

  • المدرب الألماني أو المستشار الفني يستعرض الفيديو مباشرة بعد التدريب، وإصدار توجيهات تتعلق بالمواقع، السرعة، المساحات.
  • تقنية طائرات درون في تدريبات ريال عززت من نمط تحليل متداخل بين المرّاقب الفني، اللياقي، الجهاز التقني، ومدرب حراس المرمى (حسب تصريحات داخلية مطّلعة).

تطور التركيز داخل اللاعبين

  • زاد الضغط على نجوم مثل فينيسيوس، مبابي، تشواميني، ليحلوا لقاء باتشوكا بتشكيلة أكثر اهتمامًا بالمسافات وتتبع التكتيك المتراكم.
  • ألونسو حذّر صراحة: “من لا يركض ويمارس الضغط – لن يلعب”، حتى لو كنت ثنائي سجّل هذا الموسم .

تمكين تكتيكي عالمي

  • المتخصصون يرون في هذه الخطوة تقاربًا بين اللعب الكروي وعلوم تحليل البيانات، مشيرين إلى أنها قد تهيئ لمرحلة جديدة في تكتيكات الكرة الحديثة .
  • David Dóniga وصف عمل ألونسو بأنه “ينسجم تمامًا مع فلسفة ريال مدريد” واستحضار للفريق “ذاتية تقنية عالية”.

التحديات والآفاق المستقبلية

التحديات المتوقعة

  1. القبول من اللاعبين: لم يتعود لاعبو ريال مدريد على وجود كاميرا جوية؛ قد يشعر البعض بالمراقبة الزائدة.
  2. قانونية الاستخدام: اللعبة في الهواء قد تخترق قوانين La Liga أو FIFA، إن لم تُستخدم داخل مناطق آمنة.
  3. الإخلال بالنظام الداخلي: أي تسريب للفيديوهات من خلال الدرون قد يؤدي لتوترات.

الآفاق المستقبلية

  • دمج ذاكرة تدريبية جوية تُستخدم خلال الموسم في مواجهات التكتيك.
  • إمكانية شراء أو تطوير برمجيات ذكية لتحليل الصور درون وإنشاء ملفات تكتيكية لكل لاعب.
  • تحويلها إلى أداة لتأهيل اللاعبين الصغار المنبع داخل “الـ Fabrica”، ما يضمن وصولهم لنمط اللعب الجديد عاجلاً.

في النهاية

تبدو خطوة طائرات درون في تدريبات ريال ليست مجرد تجربة صيفية، بل إعلان عن صناعة ثقافة جديدة للتدريب في مدريد. ما يجري هو تغيير فلسفي يُدخل النادي الأزلي لعصر التحكم العلمي، تأطير النصائح من السماء، وجعل التفاصيل الدقيقة معيارًا للفوز.

إذا نجحت هذه الخطوة خلال كأس العالم للأندية، لن يتوقف تأثيرها عند هذا الحد؛ بل ستسري تدريجيًا إلى موسم 2025–26 في الليغا ودوري الأبطال. الجماهير، الإعلام، حتى المنافسون – جميعهم سيراقبون عن كثب ما سيحققه ألونسو من نتائج تحليله عبر الطائرات في أرض الواقع. هكذا يتحول الريال من أسطورة تخطف الأنفاس إلى تجربة تحليلية تُبنى بخطوة مدروسة، واحدة من السماء.

اقرأ ايضاً: هيئة الرقابة النووية تطمئن: لا إشعاعات خطرة والرصد مستمر على مدار الساعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!