ما حقيقة ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية..القصة والخدعة
في فجر 22 يونيو 2025، أعلنت الولايات المتحدة تنفيذ ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية على ثلاثة مواقع استراتيجية: نطنز، فوردو، وأصفهان. هذه العملية، التي جاءت بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية في منتصف الشهر، وضعت المنطقة بأكملها أمام منعطف مفصلي بين خيارين: الخيار العسكري التصعيدي أو الدبلوماسي الحذر.
وبحسب تصريحات للرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، فإن الهدف من الضربات كان تعطيل القدرات النووية الإيرانية ومنعها من الوصول إلى “سلاح حقيقي”. أما الردود الدولية والإقليمية، فقد تراوحت بين التحذير من امتداد المواجهة إلى “حرب إسرائيلية إيرانية”، وبين دعوات منتظمة من الأمم المتحدة والدول الكبرى لوقف التصعيد.
التقييم التقني لحجم الخسائر والتلف
تشير بيانات دقيقة إلى أن الضربات الأمريكية استهدفت بنية المنشآت السطحية:
- نطنز: المفاعل السطحي دُمّر كليًا، متضمّنًا محطة تخصيب تضم قرابة 1700 جهاز طرد مركزي .
- إسفهان: تضرّر منشأ تحويل اليورانيوم جزئيًا، بينما لم يُسجّل انفجار أو تسرب إشعاعي .
- فوردو: رغم توجيه ضربات دقيقة، إلا أن الأضرار بقيت محدودة؛ الموقع تحت الأرض بحماية طبيعية، مما خفّض تأثير الانتشار الإشعاعي .
أفادت وكالة الطاقة الذرية IAEA بعدم وجود أي تسرب إشعاعي خارج مواقع الضربة ، بينما أكدت حكومة طهران بنفسها عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو تسريبات في منشأة أصفهان .
التحضيرات الإيرانية قبل الضربة
قبل ساعات من ،ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية، تلقت إيران تحذيرات أميركية متكررة أفصحت عن حمل بعض مخازن اليورانيوم بعيدًا عن الأهداف . بفضل هذه التحضيرات، نقلت كميات كبيرة من المواد المخصّبة خارج المواقع المستهدفة، مما ربما حال دون استهداف المادة النووية الفعلية.
كما عمدت إلى ترك الأجهزة التخصيبية في أماكنها تحت الأرض، مؤمنة بقدراتها التحصينية، مما أدى إلى إصابة الهياكل السطحية فقط، دون تأثير على الأنظمة الجوفية الرئيسية.
البعد الإستراتيجي لخدعة الضربة
اتّسمت الضربة بخدعة استراتيجية محكمة:
- إشارات تحذيرية رسمية بثت للضغط على إيران وإدخالها في حالة استعداد.
- تسريب متعمد لخيار التأجيل لخلق تهدئة وطمأنة دفاعية.
- هبوط تدريجي لطائرات B‑2 قادرة على توجيه ضربات دقيقة بالغة القوة.
- تفادي الأضرار الإشعاعية الكبرى عبر تجنب التفجيرات في قلب المنشآت تحت الأرض.
تبدو النتيجة تكتيكًا اختفت خلفه المنشآت، لكن لم تتم إزاحتها تمامًا، تاركة إيران قادرة على النهوض مجددًا.
رد إيران وردود الفعل الإقليمية والدولية
الموقف الإيراني كان أسبق بـ:
- تنديد رسمي “بعمل إرهابي كاسح” يهدد بمنع طاقتها السلمية .
- إطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل أدّى إلى تضرّر مدنيين وتوسّع الكارثة الإنسانية .
- التأكيد على رفض أي تفاوض نووي في ظل التصعيد الحالي .
ردود العالم:
الجهة | الموقف |
---|---|
الأمم المتحدة والدول الأوروبية | دعوات لوقف التصعيد والعودة إلى الدبلوماسية |
روسيا | تحذير من “اقتراب العالم من الكارثة النووية” |
الصين | تأييد دعوات التهدئة والحيلولة دون انزلاق الحرب |
دول الخليج | ارتفع مستوى التأهب، خاصة بسبب مخاطر محتملة لتلوّث مياه الخليج |
الولايات المتحدة بدورها، رغم مشاركة لوجستية ودعائية، لم تبادر بشن عملية تتسبّب بتلوث نووي، واكتفت بالتشديد على منع الانتشار النووي دون “الليبيا الجديدة”.
السيناريوهات المتوقعة ومستقبل البرنامج النووي
بعد ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية يظهر المشهد محمّلاً بأربع احتمالات:
- مسار تفاوضي متصالح – بدعم أوربي وربما بدور روسي، بهدف تأجيل أو تجميد التخصيب.
- تكرار الضربات الاستباقية – استراتيجيا، لضمان عدم تجديد إيران تسلحها.
- تصعيد إقليمي ممطر بالصواريخ – قد يشمل قواعد أمريكية في الخليج العراقي والسوري.
- انسحاب الهجمات مع دبلوماسية بين زمنين – لحظه خفوت التوتر وربما التمهيد للتهدئة.
حتى الآن، تشير تقديرات الاستخبارات إلى قدرة إيران على العودة إلى نسبة تخصيب تصل إلى 60% خلال 9 إلى 12 شهرًا بعد الضربة.
الخلاصة
- كانت ضرب أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية عملية استراتيجية محسوبة لإرسال رسالة تحذيرية حازمة.
- رغم الدمار على السطح، فإن القدرة النووية الإيرانية تحت الأرض لا تزال قائمة وقابلة للاستئناف.
- العالم اليوم أمام منعطف بين تصعيد واسع أو تهدئة محتشدة بالضغوط الدبلوماسية.
اقرأ ايضاً: اعتقال ابن عم بشار الأسد يُشعل الحدود اللبنانية.. تفاصيل صادمة تهز المشهد السوري