صدمة بيئية في 2025.. انخفاض حصة الطاقة المتجددة من كهرباء الاتحاد الأوروبي لأول مرة منذ عقد
في خطوة أعادت المشهد الأوروبي عشر سنوات إلى الوراء، أعلنت بيانات رسمية في يونيو 2025 عن انخفاض حصة الطاقة المتجددة من توليد الكهرباء داخل الاتحاد الأوروبي إلى 42.5% في الربع الأول من العام، مقارنة بـ46.8% في نفس الفترة من عام 2024—a لأول مرة منذ عقد! هذا التراجع يشير إلى هزة حقيقية في مسار أوروبا الأخضر، ويوقع علامات استفهام كبيرة حول قدرة الاتحاد على الوفاء بتعهداته المناخية بحلول 2030.
على الورق، زاد إنتاج الطاقة الشمسية بنحو 35% إلى 55 تيراواط/ساعة، لكن هذا النمو لم يعوض الانخفاض الحاد في الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح، بهدف الهبوط رغم المكاسب الشمسية. تابع معنا تحليلًا معمقًا لأبعاد هذه الصدمة، أسبابها، تداعياتها، وخيارات التعافي المستقبلية.
أبرز الأرقام: تراجعات وأرقام صادمة
الجدول التالي يعرض الفرق بين الربع الأول لعامي 2024 و2025:
المصدر | Q1 2024 (TWh) | Q1 2025 (TWh) | الفرق (TWh) | الانخفاض (نقطة مئوية) |
---|---|---|---|---|
إجمالي الكهرباء من المتجددة | 46.8% | 42.5% | – | –4.3 |
الطاقة الشمسية | 40.9 | 55.0 | +14.1 | + |
طاقة الرياح + المياه | 260.5 | 218.5 | –42 | – |
رغم الزيادة بنسبة 35% في الطاقة الشمسية، إلا أن الانخفاض الحاد في الرياح والمياه الغالب على التوليد، يمثل الزيت في النار، وأدى إلى الهبوط الكبير في النسبة الإجمالية.
تباين بين الدول: القمة مقابل القاع
ارتفاعات هائلة سجلتها بعض الدول بينما شهدت أخرى تراجعات كارثية:
- الدنمارك: 88.5% (الصدارة الأوروبية في الطاقة المتجددة).
- البرتغال: 86.6%.
- كرواتيا: 77.3%.
- التشيك: 13.4% (الأدنى).
- مالطا: 14.4%.
- سلوفاكيا: 15.1%.
منطقة التراجع الأكثر حدة كانت اليونان بـ–12.4 نقطة، وليتوانيا –12.0، وسلوفاكيا –10.6، مما يشير إلى هشاشة اعتماد هذه الدول على الرياح والمياه .
الأسباب وراء انخفاض الرياح والمياه
أسباب تآكل حصة المتجددة في ربع السنة الأول من 2025 تتضمن:
- الشتاء الدافئ ونقص الثلوج: تقلص إمدادات المياه في الأنهار والسدود، خفضًا بنسبة 33–44% مقارنة بالعام السابق، ووفقًا لتقرير LSEG فلم تتجاوز الإنتاج السويسري هذا العام مستوى 2017 .
- فصل رياحي ضعيف: برياح أقل استقرارًا أدت إلى تراجع إنتاج الطاقة الهوائية بنسبة تقدر بـ10–15% خلال الربع الأول.
- الحلول البديلة بالغاز والفحم: أدى ذلك إلى تعويض الحد الأدنى، لكن على حساب البيئة—حيث زاد الاعتماد على الفحم بنسبة 5% والغاز بنسبة 7%، بينما حققت الطاقة النووية نموًا طفيفاً .
صعود الطاقة الشمسية: بصيص أمل
رغم تراجع إجمالي الطاقة المتجددة، شهدت الطاقة الشمسية طفرة:
- بلغ الإنتاج نحو 68 TWh للربع الأول، بارتفاع 32% مقارنة بنفس الفترة من 2024.
- يرتفع أداءها حتى 25–30% من مزيج الطاقة في بعض الدول في الصيف مثل ألمانيا، إسبانيا، وبولندا .
- وصل إجمالي قدرة الألواح الشمسية المثبتة داخل الاتحاد إلى حوالي 263 GW بحلول نهاية 2023 وأخذت في الزيادة المطردة.
ومع ذلك، يبقى التحدي يتمثل في المرونة والتوزيع، فالديزل الشمسي قدم دعمًا محدودًا في فصول النهار فقط ولا يغطي فترات الذروة المتغيرة.
التداعيات الاقتصادية والبيئية
- ارتفاع انبعاثات الكربون: زيادة الغاز والفحم أدّت لارتفاع الانبعاثات رغم اتجاه أوروبا نحو الحياد الكربوني .
- ضغط على الشبكات الكهربائية: الاعتماد على مصادر متقلبة يضع عبئًا إضافيًا على البنية التحتية ويدفع لمزيد من التطوير والتحول الرقمي.
- تراجع ثقة المستثمرين: ظهور أول تراجع سنوي منذ عقد قد يثبط بعض تمويل مشروعات جديدة، خاصة في الدول ذات التراجع القوي.
- أزمة الأهداف المناخية: ضعف التقدم وابتعاد عن الهدف الأوروبي البالغ 42.5% بحلول 2030 يتطلب إعادة النظر الجادة بالإستراتيجيات .
الخيارات المستقبلية واستراتيجيات التعافي
لمواجهة هذا التراجع، يمكن للاتحاد الأوروبي اتخاذ عدة خطوات:
- تحفيز أكبر للطاقة الهيدروليكية والهوائية: استثمار في السدود والرياح البحرية لتقليل الهشاشة المناخية.
- تعزيز تخزين الطاقة: الاعتماد على البطاريات المتطورة لاستيعاب الذروة الشمسية وتوزيعها بالشكل الأمثل.
- تسريع الرقمنة والشبكات الذكية: استخدام الذكاء الاصطناعي لتوقع الطلب وتنظيم العرض بشكل أكثر مرونة.
- دعم مالي للدول المتأثرة: تخصيص حزم دعم لتحديث محطات الطاقة التقليدية وتحويلها للمتجددة بمساعدة عبر الحدود.
- تعزيز الأبحاث الدولية: تمويل مشاريع مشتركة مع شركاء عالميين:
- ألمانيا ضربت الرقم القومي للشمس إلى 100 GW (يناير 2025) .
- بولندا زادت الطاقة الشمسية بنسبة 677% بين 2020-2024 .
في النهاية
انهيار انخفاض حصة الطاقة المتجددة إلى 42.5% هو جرس إنذار بيئي واقتصادي.
الأصل أن يتبع الصعود الشمسي تعزيزًا موازنيًا للرياح والمياه، لكن عوامل طبيعية أوقفت ذلك.
الطاقة الشمسية تمثل مستقبلًا واعدًا، وإن سيناريو النمو الكبير فيها مصحوب بشرط التخزين والتكامل.
أوروبا تواجه اليوم تحدي التوازن المناخي بخيارات منها التوسع في مشروعات البطارية والطاقة النظيفة المدعومة وذهابها تحت إشراف بيئي أوسع.
اقرأ ايضاً: الفوز طريق الأخضر لربع النهائي.. السعودية تضع قدميها بثبات في سباق الكبار