ماذا يحدث الآن بين إيران وإسرائيل…تفاصيل للأحداث الجارية بعد الهدنة
تصاعدت حدة التوترات بين إيران وإسرائيل في يونيو 2025 إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، لتصل إلى ما يشبه حالة الحرب المفتوحة بعد سلسلة من الضربات الجوية والصاروخية المتبادلة. وقد أطلقت إسرائيل عمليات عسكرية مركزة داخل الأراضي الإيرانية، واستهدفت منشآت إيرانية نووية وبنى تحتية عسكرية حساسة. بالمقابل، ردّت إيران بهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ، استهدفت مناطق متفرقة داخل إسرائيل، بما فيها مواقع استراتيجية قرب تل أبيب.
هذه المواجهة لم تكن وليدة اللحظة، بل امتداد لصراع طويل الأمد قائم على التنافس الجيوسياسي والعداء العقائدي. في هذا التقرير، نستعرض التفاصيل الميدانية الجارية والماضي العسكري بين إيران وإسرائيل، ونرصد التحولات الجديدة، التدخلات الدولية، والأثر الإقليمي لهذا الصراع المتجدد.
العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل إيران
أعلنت مصادر إسرائيلية تنفيذ ضربات عسكرية داخل العمق الإيراني استهدفت منشآت يُعتقد أنها تستخدم لتطوير الأسلحة النووية. وبحسب تقرير لصحيفة The Guardian، فإن الضربة الأخيرة في 21 يونيو شملت قصف قاعدة عسكرية غرب طهران، وأدت إلى تدمير عدة مواقع ومخازن أسلحة.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن العملية “أوقفت البرنامج النووي الإيراني لمدة عامين على الأقل”، مستندين إلى تقارير استخباراتية تشير إلى تدمير أجهزة طرد مركزي ومحطات تخصيب اليورانيوم.
الجيش الإسرائيلي استخدم في تلك الهجمات طائرات F-35 الشبحية، إلى جانب طائرات بدون طيار من نوع “هاروب”، ما يعكس تصعيدًا خطيرًا في قواعد الاشتباك بين إيران وإسرائيل.
الرد الإيراني واستهداف العمق الإسرائيلي
إيران ترد على إسرائيل خلال أقل من 24 ساعة حيث أعلنت طهران إطلاق عشرات الطائرات المسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، شملت قواعد عسكرية ومطارات، أبرزها مطار رامون في صحراء النقب. وتحدثت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن “ضربة انتقامية رادعة”، معتبرة أن استمرار العدوان الإسرائيلي “سيفتح أبواب الحرب الشاملة في المنطقة”.
وزارة الدفاع الإسرائيلية أعلنت اعتراض نحو 85% من الهجمات عبر منظومة القبة الحديدية ومنظومة “مقلاع داوود”، لكن صواريخ أصابت محيط ميناء أسدود وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية المدنية.
وتُعد هذه المرة الأولى منذ عام 2006 التي تتعرض فيها إسرائيل لهجوم من هذا النطاق من جهة إيران مباشرة، دون وسطاء أو وكلاء إقليميين.
الدور الأمريكي والتدخلات الدولية في النزاع
واشنطن لم تبقَ على الحياد، فقد كشفت صحيفة واشنطن بوست عن أن الولايات المتحدة أرسلت قاذفات B-2 الاستراتيجية إلى قاعدة جوية في غوام تمهيدًا لأي تصعيد محتمل. وأكد البنتاغون أن “دعم إسرائيل في حق الدفاع عن النفس لا يزال قائمًا”، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة تجنب الانزلاق نحو مواجهة شاملة.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن وساطته المباشرة، مؤكداً التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في 23 يونيو، بعد 12 يومًا من التصعيد. غير أن التقارير المتلاحقة تُشير إلى أن الهدنة لا تزال هشة، وسط استمرار إطلاق صواريخ متفرقة من الطرفين.
من جهة أخرى، دعمت روسيا والصين الموقف الإيراني علنًا، بينما دعت دول الاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة.
السياق التاريخي للصراع بين إيران وإسرائيل
لم تكن المواجهة الأخيرة مفاجئة، بل هي نتيجة تراكمات تاريخية طويلة بين إيران وإسرائيل. فبعد الثورة الإسلامية في 1979، تبنت إيران موقفًا عدائيًا تجاه إسرائيل، ووصفتها بـ“الكيان الغاصب”.
ومنذ أوائل الألفينات، بدأت إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف علماء نوويين إيرانيين، إلى جانب قصف متكرر لمواقع عسكرية في سوريا يُشتبه بوجود عناصر من الحرس الثوري فيها. بالمقابل، تدعم إيران فصائل مسلحة كـ”حزب الله” في لبنان و”الجهاد الإسلامي” في غزة، ما جعل ساحة المواجهة تتوسع خارج حدود البلدين.
وكان عام 2010 نقطة مفصلية في هذا الصراع، بعد اكتشاف منشأة “فوردو” النووية السرية في إيران، ما دفع إسرائيل للتهديد المستمر بالخيار العسكري لمنع طهران من حيازة سلاح نووي.
التأثير الإقليمي للمواجهة بين إيران وإسرائيل
اندلاع النزاع بين إيران وإسرائيل لا يؤثر فقط على الطرفين، بل ينعكس على كامل منطقة الشرق الأوسط. فمن جهة، تخشى دول الخليج من اتساع نطاق الحرب ليشمل منشآت نفطية حيوية. وقد رفعت السعودية والإمارات من جاهزية الدفاع الجوي تحسبًا لأي طارئ.
من جهة أخرى، أعادت تركيا تقييم موقفها من التوتر، وفتحت قنوات اتصال مع طهران وتل أبيب في آنٍ واحد. بينما عبّرت مصر عن قلقها من تهديد أمن قناة السويس، في حال اتجهت الأمور نحو صدام بحري في مضيق هرمز.
اقتصاديًا، ارتفعت أسعار النفط عالميًا بنسبة 12% خلال أسبوع واحد فقط من اندلاع الأزمة، بينما شهدت أسواق الأسهم في تل أبيب وطهران تراجعًا بنسبة تجاوزت 7%.
التطورات بعد الهدنة التي دعا لها ترامب
في 23 يونيو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هدنة “كاملة وشاملة” بين إيران وإسرائيل لإنهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا .
نص الاتفاق على تراجع إيران فورًا عن هجماتها، على أن تستجيب إسرائيل بتأخير 12 ساعة عن وقف إطلاق النار. جاءت المبادرة بعد محادثات مكثفة أجراها ترامب مع نتنياهو، بينما تواصل فريقه من كبار المسؤولين مع الطرف الإيراني، وكان للوساطة القطرية دور بارز في التوصل للاتفاق .
وأدى إعلان هدنة إلى تراجع فوري في أسعار النفط العالمية – حيث هبط خام برنت إلى 69.40 دولار، وخام غرب تكساس إلى 66.48 دولار للبرميل . وأكد محللون أن خفض المخاطر الجيوسياسية في مضيق هرمز أثر بشكل مباشر في الأسواق.
انتهاك الهدنة وردود الفعل الإيرانية والإسرائيلية
على الرغم من توقيع الهدنة، إلا أن الأحداث سارت بوتيرة متقلبة:
- إسرائيل أعلنت عن إطلاق إيران لصواريخ بعد تفعيل الهدنة، مستهدفة مناطق في الشمال ومطار “رامون”، ما دفع وزير الدفاع إلى إصدار أوامر باستئناف غارات استراتيجية على طهران .
- إيران نفت إطلاق هذه الصواريخ بحسب وكالة ISNA الرسمية، واصفة التقارير بأنها “خاطئة”. لكنها أكدت استعدادها للرد إذا ما انتهكت إسرائيل الاتفاق.
نتيجة هذه الاتهامات المتبادلة، انطلقت مجدداً غارات إسرائيلية على مواقع في طهران، وكذلك تصدّت القبة الحديدية لصواريخ إيرانية، ما يشير إلى أنه على أرض الواقع، الهدنة لم تصمد حتى ساعات قليلة بعد إعلانها .
دور الوساطة الأمريكية والقطرية في الموقف الراهن
ظل الوسيط الأمريكي – الرئيس ترامب وفريقه – يتولى مسعى التهدئة عبر الضغط على الطرفين لضبط النفس .
- قطر لعبت دور التوازن، وساهمت على أرض الواقع بإقناع إيران بتجميد جزء من التصعيد php.
- رغم ذلك، يشير تحليل وكالة Reuters إلى أن تفاصيل الهدنة غير واضحة، وهو ما يعني أن خروقات مثل إطلاق صواريخ كانت متوقعة .
الانتهاكات وتأثيرها على المدنيين والمجتمع الدولي
أسفر الاشتباك بعد الهدنة عن سقوط ضحايا:
- في إسرائيل: قُتل خمسة مدنيين في هجوم صاروخي استهدف بئير السبع، وأصيب العشرات عقب توالي الغارات والتصدي الصاروخي .
- في إيران: وردت تقارير عن سقوط تسعة قتلى على الأقل في طهران ضمن مواقع سقطت تحت الغارات الإسرائيلية .
- في غزة: استمرت الاشتباكات هناك، ما أدى إلى مقتل 25 شخصًا بينهم أطفال أثناء انتظارهم المساعدة الإنسانية .
بذلك، لم تكن الهدنة إلا غطاءً مؤقتًا قبل تدهور الموقف من جديد، وهو ما دفع الأمم المتحدة وبعض الدول الأوروبية للحديث عن احتمال ارتكاب جرائم حرب وتكرار الانتهاكات ضد المدنيين .
جدول ملخّص لحقائق ما بعد الهدنة
البند | الحدث | المصدر |
---|---|---|
إعلان الهدنة | 23 يونيو 2025 بعد وساطة ترامب وقطر | Reuters، El País، Reuters سابقًا |
خرق الهدنة الأولى | إطلاق صواريخ إيرانية – نفتها طهران | Reuters، AP، DW |
الرد الإسرائيلي | غارات على طهران وتل أبيب وارتفاع الاستنفار | Reuters، The Guardian، Time |
الأثر السكاني | قتلى في إسرائيل وإيران وأزمة إنسانية في غزة | Reuters، The Guardian |
تأثير على الأسواق | انخفاض أسعار النفط لأدنى مستوى أسبوعي | Reuters |
انتقادات دولية | مخاوف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من التصعيد | Reuters، DW |
التداعيات المباشرة وحالة الصراع الراهنة
مع اختصار ساعات الهدنة وتكرار الخروقات:
- اليوم (24 يونيو 2025) على الرغم من إعلان ترامب أن “الهدنة سارٍ مفعولها”، فإن الواقع العسكري على الأرض يكشف استمرار الهجمات وردودها .
- المعتقدات: إسرائيل ترى أن هدفها – تعطيل البرنامج النووي الإيراني وإنهاء تهديد الصواريخ – تحقق جزئياً، لكنها ملتزمة بالرد بقوة لأي خرق.
- إيران تؤكد عدم خرقها الحقيقي للهدنة، وتعد بأن “أي هجوم إسرائيلي سيقابل بالرد المناسب”.
الاستنتاج المؤقت
- الهدنة التي توسط فيها ترامب رغم أهميتها، ظهرت هشة من اليوم الأول، بسبب عدم وضوح شروطها وتبادل التهم.
- كلا الطرفين يعتبر أن الهدنة في صالحه مع استمرار الغارات وتحصين المواقف، مما يطيل أمد النزاع بدل إنزاله.
- المجتمع الدولي دخل بشكل مباشر هذا النزاع، من خلال ضغط اقتصادي واسواق الطاقة، والغارات على المدنيين أثارت القلق العالمي.
اقرأ ايضاً: صدمة علمية: اكتشاف امرأة تحمل فئة دم نادرة جدًا تُربك علماء الوراثة