انكشاف خلية إرهابية في تعز- كيف نفّذتها اللجنة الأمنية؟
حقق اليوم الأحد 29 يونيو 2025، الأمن اليمني مكسباً أمنياً مهماً بإسقاط خلية إرهابية في تعز، بعد عملية استخبارية دقيقة استمرت لأكثر من شهرين. وأعلن مجلس القيادة الرئاسي، خلال اجتماع اللجنة الأمنية العليا برئاسة الدكتور رشاد العليمي، أن تلك الشبكة الإرهابیة كانت تحضر عمليات تفجيرية واختطافات وتصفية هدفها زعزعة الاستقرار في المحافظات المحررة، خاصة عدن ولحج والبيضاء. التقرير كشف عنها علاقات مشبوهة بين الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش، مع ضبط معامل لتفخيخ السيارات وعبوات ناسفة في مديرية الشمايتين.
خلفية استخباراتية وكشف متتابع
بُنيت العملية على رصد استخباراتي معمّق بدأ منذ أبريل 2025، بإشراف مشترك من أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمن القومي ومكافحة الإرهاب. رئيس اللجنة، رشاد العليمي، أثنى على هذه الجهود خلال الاجتماع الذي عقد في عدن، بحضور فريق الأركان والمديرين الأمنيين.
وفقاً لبيانات صادرة عن “يمن أونلاين”، فقد تم تحديد سلسلة من المنازل والأوكار المستعملة من قبل أفراد الخلية في الشمايتين، حيث ضبطت معامل لتصنيع القنابل وتجهيز السيارات المفخخة.
هوية القائد وخيوط التخابر
التحقيقات أشارت إلى أن القائد السابق للواء النقل، أمجد خالد، هو الرأس المدبر، مع روابط مباشرة مع قيادات عليا في الحوثيين؛ ومنهم محمد الغماري وعبد القادر الشامي .
كشفت وكالة شينخوا (Xinhua) أن الشبكة كانت تستهدف الشخصيات الإنسانية، بما في ذلك اغتيال موظف برنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي في يوليو 2023 . بالإضافة إلى هذا، تم اعتقال عناصر ارتبطوا بتفجير موكب محافظ عدن أحمد لملس في أكتوبر 2021.
اقرأ ايضاً: إيلون ماسك يفتح باب المستقبل: اهتمام بإطلاق الإنترنت والاتصالات في لبنان
الأدلة المادية وتكنولوجيا الإرهاب
خلال مداهمات قامت بها قوات الأمن في نهاية يونيو 2025، تم العثور على:
- أكثر من 10 عبوات ناسفة ومتفجرات متنوعة.
- ثلاث سيارات مفخخة تم تجهيزها للانفجار.
- أجهزة تصوير وتوثيق المستخدمه لتصوير عمليات الاغتيال والتخطيط لها.
هذه الأدلة تؤكد أن الخلية كانت تسعى لتنفيذ مخطط كبير عبر المحافظات المحرّرة .
حجم العمليات الإرهابية المرتكبة
وقد أظهرت اعترافات المتورطين تورطهم مباشرة في:
- اغتيال مؤيد حميدي في التربة (يوليو 2023).
- تفجير موكب محافظ عدن (أكتوبر 2021).
- تصفيات واختطافات استهدفت شخصيات أمنية، محققين، دينيين واجتماعيين في عدن ولحج وتعز والبيضاء.
بالإضافة إلى محاولات اغتيال قيادات أمنية وعسكرية رسمية، وهو ما يؤكد خطورة وامتداد نشاط هذه الخلية.
رد الدولة والتنسيق الدولي
أعلنت السلطات اليمنية أنها ستتواصل رسمياً مع الإنتربول والدول الصديقة لاسترجاع المتورطين الهاربين. وقد أكد بيان اللجنة الأمنية على ضرورة تعزيز جهود مكافحة الفكر المتطرف عبر الإعلام، المنابر الدينية والتوعوية .
وشددت الحكومة على جاهزيتها لردع أي تهديد إرهابي مستقبلي، وملاحقة كل من تسول له نفسه التستر أو التعاون مع خلايا إرهابية تحت أي غطاء .
مقاربة محلية – دور المواطنين والأجهزة
الإجراءات الأمنية لم تقتصر على الأجهزة، بل شملت تعاوناً شعبياً واسعاً؛ حيث أشار بيان اللجنة إلى “وعي مواطنين” كان له دور في كشف أماكن خلية إرهابية في تعز والإبلاغ عنها.
كما تمت الإشادة بمحافظ تعز نبيل شمسان وقائد محور طور الباحة واللواء جبلي لوحدته الرابعة، لدورهما الفاعل في دعم الخطة الأمنية، وضبط الأوضاع الميدانية، بتعاون كامل من الأجهزة المحلية.
جدول مقارنة لمجمل الهجمات والخلايا الإرهابية المكتشفة
العملية الإرهابية الشهيرة | تاريخ الحادث | الهدف | نتيجة العملية |
---|---|---|---|
اغتيال مؤيد حميدي | يوليو 2023 | موظف برنامج الأغذية العالمي | الضبط والاعتقال ومداهمة أوكار الخلية |
تفجير موكب أحمد لملس | أكتوبر 2021 | محافظ عدن ومرافقيه | عدة قتلى بين المرافقة، وتوقيف الجناة لاحقًا |
عمليّات اختطافات وقتل | 2021–2025 مستمرة | شخصيات أمنية ومدنية | فضح الخلية وتفكيكها بمساعدة المواطنين |
في النهاية
نجح اليمن، عبر اللجنة الأمنية العليا، في تفكيك خلية إرهابية في تعز تُشكل جزءاً من شبكة متشابكة بين الحوثيين والقاعدة وداعش. هذه العملية تؤكد أن الوعي المحلي، والتنسيق بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، يظل السبيل الأول لمحاربة الإرهاب. وتؤكد الدولة أيضا عبر هذه الخطوة المتقدمة أنها ستلاحق المتهمين دولياً ومحلياً بلا هوادة.
اقرأ ايضاً: لماذا لم تعد الصين مورد الهواتف الذكية الأمريكية؟