سياسات ترامب تثير القلق بالأسواق رغم بلوغ مؤشرات «وول ستريت» ذُرى قياسية

على الرغم من تحقيق مؤشرات وول ستريت ذُرى قياسية جديدة، يستمر القلق بين المستثمرين حول سياسات ترامب المتقلبة. فقد ساهمت الرسوم الجمركية والإعلانات التجارية المتتالية بين التهديد والتراجع في خلق حالة من الضبابية. وبينما سجل مؤشر S&P500 والمجمع ناسداك مستويات تاريخية، يتخوّف المحللون واستثمارات المؤسسات من أن أي تغيير مفاجئ في السياسة قد يتسبب بتذبذب حاد.

هشاشة الصعود رغم الأرقام القياسية

أوضح خبراء أن صعود المؤشرات – رغم جذابه للمستثمرين التجريبيين – يبقى هشًا أمام أي صدمة سياسية. إذ وصل S&P500 لأدنى مستوى سقوط بنسبة 19% خلال الهبوط الأخير، قبل أن يعود بقفزات مدفوعة بوقف التصعيد التجاري. في الوقت الحالي، أي تغريدة غير محسوبة أو قرار سياسي قد يحوّل التفاؤل إلى أزمة في أي لحظة.

التحذيرات من الضبابية السياسية

تخوف جيه بي مورجان وبنك أوف أمريكا من غياب استراتيجية اقتصادية منتظمة يؤكد أن سياسات ترامب تثير القلق ضمن المستثمرين. فبينما تستند السياسات الداخلية والضريبية على مشاريع طويلة الأمد، تظل القضية التجارية مرتبطة بالمزاج التنفيذي في البيت الأبيض، ما يفقد أصحاب رؤوس الأموال الثقة في استمرارية التحرك الإيجابي للأسواق.

الأسواق المترددة ولعبة الخيارات

تكشف بيانات سوق الخيارات عن تراجع ثقة الكبار، حيث لا يشهد حجم تعاملات خيارات الشراء ارتفاعًا يعكس التفاؤل. هذا التحفظ يعكس أن المؤسسات باتت ترتبك من سياسات ترامب المضيافة للأسهم رغم اتخاذها موقفًا يدعم الصعود المؤقت، خوفًا من اندلاع نوبة بيع جماعية غير متوقعة بعد أي إعلان مفاجئ.

الفروق في الأسعار وعمق السوق المنخفض

تواجه الأسواق فروقات موسعة بين العرض والطلب، وانخفاضًا في عمق السوق – ما يعني ضعف السيولة وكثرة الفرص الربحية للمضاربين. هذه الظواهر تعتبر مؤشرات غير مطمئنة، حيث يمكن أن تؤدي أي موجة بيع فنية إلى تعزيز هدوء السوق أو عودته إلى الهبوط الحاد، خاصة في ظل غياب توجهات واضحة من سياسات ترامب.

مقارنة بين مؤشرات الثقة في الأسواق

المؤشرات التقنية وتحذيرات المتخصصين

رغم صعود مؤشرات وول ستريت، حذّر خبراء مثل ستيفانو باسكال من باركليز من تجنب المضاربات المكثفة: “المؤسسات الكبرى اتقة تحذير وبتتجنب خيارات الشراء الطائشة”، وهو ما يعكس مفارقة صعود الأسهم مع انخفاض الثقة الفعلية. وأضاف أن السوق تتراجع وظيفيًا عقب ارتفاعات ملحوظة، ما ينذر بأن أي إعلان غير محسوب من البيت الأبيض قد يفجّر صدمة حقيقية.

تأثير السياسات المتذبذبة على المستثمر الصغير

أجرت “رويترز” مقابلات مع مستثمرين أفراد، فوجد أن الكثيرين استثمروا أموالاً حديثة استجابة للارتفاعات، لكنهم يشعرون بالقلق من أن سياسات ترامب المتغيرة قد تقلبها رأسًا على عقب. قال أحدهم: “خفت إني صحيت ألاقي السوق نزل ٥٪ في ثواني”. هذه المخاوف تُظهر أن صعود السوق الحالي قائم على هشاشة سياسية وفنية.

سيناريوهات التخفيف التصعيدي ومخاطر التصعيد

يبرز أن الأسواق ترد بشكل إيجابي عند تصريحات تهدئة، مثل وقف الرسوم الجمركية أو وقف التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. ولكن احتمال حدوث انعكاسات حسب جدول ترامب أو أحداث خارجية كالشرق الأوسط أو بريكست قد يؤدي إلى انعطاف مفاجئ للأسواق في الاتجاه المعاكس، وهو ما يُعيد الذاكر التاريخية للسوق الهاربة في أبريل.

فرص التحوّط وطرق التعامل الذكي

بعض المؤسسات بدأت تحوّط نفسها عبر:

• استخدام خيارات البيع الوقائي ProtectitiiVe (puts)
• زيادة السيولة أو الخروج المؤقت من صفقات الأسهم
• فتح مراكز على السلع الحماية مثل الذهب والفضة كسند للتقلبات
  كل هذا يعكس أن المستثمرين لا يثقوا في سياسات ترامب كنمط مستقر، ويفضلون استراتيجيات تحفظية منتجة بدلًا من مضاربة فوضوية.

رؤى مستقبلية وقراءة السوق للعام المقبل

مصادر من JPMorgan وBank of America تؤكد أن الاستقرار الجزئي الحالي قد يدفع البعض للعودة للمخاطرة، لكن السياسات غير المتسقة تترك السوق في حالة ترقب قصوى. خاصةً أن “رئاسة سناب شات” كما وصفها مارك سبيندل، تجعل سياسات ترامب عرضة لتغيير مفاجئ بناء على مزاجات يومية.

 في النهاية

صعود وول ستريت إلى آفاق قياسية مؤخرًا، رغم التصريحات التحذيرية حول سياسات ترامب، يعكس مفارقة واضحة: الأسواق تركز على الأرباح القصيرة الأجل، لكنها لا تزال قابعة في ظل انسحاب الثقة. في ظل هذا السياق، يبدو أن العام المقبل سيواجه اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرتها على مقاومة أي إنقلاب مفاجئ في المزاج السياسي، وعنيد شكل الإدارة الاقتصادية.

اقرأ ايضاً: النصر يترقب رد جيسوس بعد عرض مفاجئ بنصف راتبه مع الهلال