لماذا لم تعد الصين مورد الهواتف الذكية الأمريكية؟
في تطور مهم على صعيد التجارة الدولية، تراجع دور الصين كأكبر مصدر للهواتف الذكية للولايات المتحدة، لتحل محلها دول مثل الهند وفيتنامًا بحصص تجاوزت 26٪ و14٪ في أبريل 2025. هذا الانخفاض يأتي خلال حرب تجارية وصراعات اقتصادية بين واشنطن وبكين، مع إجراءات جمركية غير مسبوقة، أبرزها الرسوم على السلع التكنولوجية. فما قصة هذا التغير الجذري؟ وكيف سيؤثر على صناعة الهواتف الذكية أمريكيًا وعالميًا؟
الحصص السوقية: أرقام مذهلة
حتى نهاية 2024، كانت الصين توفر أكثر من 90٪ من واردات الولايات المتحدة من الهواتف الذكية. لكن بحلول أبريل 2025، انخفضت حصتها إلى 26.95٪، بينما قفزت الهند إلى 57.75٪ وفيتنام إلى 14.09٪.
هذا الانعطاف يعود جزئيًا إلى قيام أبل ونظيراتها بالإنتاج في الهند، إلى جانب توجه قوي لتشتيت سلسلة التوريد عن الصين، مدفوعًا بخطط وتقنيات صناعية جديدة.
الحرب التجارية والرسوم الجمركية
خلال السنوات الست الماضية، تصاعدت التوترات الأمريكية الصينية، خاصة في عهد ترامب الذي فرض رسومًا تصل إلى 145٪ على البضائع الصينية، تمّ تخفيضها لاحقًا إلى 30٪ لكن بقيت مرتفعة.
هذه السياسات دفعت الشركات إلى نقل إنتاجها من الصين إلى بلدان أكثر مرونة تجاه الرسوم مثل الهند وفيتنام.
اقرأ ايضاً: إيلون ماسك يفتح باب المستقبل: اهتمام بإطلاق الإنترنت والاتصالات في لبنان
المنافسة الصناعية تكشف التحول
لطالما كانت الصين مهيمنة على إنتاج معدات الاتصالات والهواتف الذكية الأمريكية، لكن بيانات أبريل 2025 تشير إلى انتقال الزعامة تدريجيًا إلى فيتنام والهند.
تقدمت فيتنام في سوق معدات الاتصالات، مستفيدة من قوتها في تصنيع أجهزة التوجيه والمكونات الإلكترونية. فارتفعت حصتها إلى 23.44٪، في حين تراجعت الصين إلى 14.14٪ فقط، بعدما كانت تتربع على هذا السوق منذ عام 2007.
جدول مقارنة واردات الهواتف الذكية (2024-2025)
الدولة | نوفمبر 2024 | أبريل 2025 |
---|---|---|
الصين | 91.30% | 26.95% |
الهند | 4.92% | 57.75% |
فيتنام | 3.14% | 14.09% |
التفوق الهندي في تصنيع آيفون
الهند لم تكتفِ بالاستيراد والتصنيع، بل أصبحت شريكًا رئيسيًا لشركة Apple التي بدأت منذ 2023 في تصدير أكثر من 90% من إنتاجها في الهند إلى الولايات المتحدة.
هذا الانتقال الاستراتيجي ليس فقط بدافع تقليل التكلفة، بل أيضًا كخطوة لتجنب تعقيدات الحرب التجارية، وضمان استقرار الإمدادات إلى السوق الأمريكية.
تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية
فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية عالية على الواردات من الصين في إطار ما أصبح يعرف بـ”الحرب التجارية”، بدأها ترامب وأيدها الحزب الديمقراطي كذلك.
إحدى أبرز نتائجها كانت انسحاب شركات التكنولوجيا من السوق الصينية تدريجياً، ما أفقد الصين ميزة تسويقية اعتادت الحفاظ عليها لعقدين من الزمن.
استراتيجيات مستقبلية لتصنيع الهواتف الذكية الأمريكية
في ظل هذا المشهد، كشفت عائلة ترامب عن نيتها إطلاق هاتف “T1” من إنتاج “ترامب موبايل”، بمواصفات مشابهة لهواتف صينية. لكن الخبراء يشككون في قدرات أمريكا الحالية على التصنيع المحلي لهواتف ذكية معقدة بسبب نقص البنية التحتية والعمالة المتخصصة.
توقعات التصنيع الأمريكي
المعامل المطلوبة | الحالة الحالية |
---|---|
مصانع متخصصة بالهاردوير | شبه معدومة |
عمالة فنية | غير مؤهلة بالقدر الكافي |
تكلفة الإنتاج | مرتفعة جدًا |
خلاصة التحول الجيوسياسي في قطاع الهواتف الذكية الأمريكية
يتضح أن الولايات المتحدة تسعى لفك ارتباطها الصناعي بالصين، خاصة في القطاعات الاستراتيجية مثل الهواتف الذكية.
وفي حين أن الهند وفيتنام تقدمان حلولاً بديلة وفعالة، فإن التصنيع المحلي لا يزال بعيد المنال، ما قد يدفع واشنطن لإعادة رسم خريطة التجارة العالمية في مجال التكنولوجيا خلال السنوات المقبلة.
اقرأ ايضاً: إيلون ماسك يفتح باب المستقبل: اهتمام بإطلاق الإنترنت والاتصالات في لبنان