انسحبت نجمة التنس التونسية أنس جابر، المصنفة عالميًا في المركز 59، من بطولة ويمبلدون 2025 بعد بداية واعدة في الدور الأول. دفعتها عوامل صحية إلى الانسحاب أثناء تأخرها 7-6 (5)، و0-2 أمام البلغارية فيكتوريا توموفا. فهل الإصابات فقط وراء انسحابها المبكر؟ في هذا المقال نغطي خلفية إصابات جابر، الأثر النفسي والبدني، رأي الخبراء، السيناريوهات المحتملة، وصفة التعافي، وتوقعات مستقبل مشوارها في ويمبلدون ورياضة التنس بشكل عام.
خلفية الإصابة وتطور الموسم
أنس جابر مرت بموسم شاق مليء بالإصابات، فقد أنهت موسم 2024 مبكرًا بسبب مشكلة في الكتف، كما عانت مؤخرًا من إجهاد في الساق إثر مشاركتها في بطولة ميامي المفتوحة 2025 . الموسم الحالي شهد أيضًا تأثر أداءها في أستراليا كرد فعل على نوبات الربو، حيث صرّحت بأن مشاكل في التنفّس ظهرت مجددًا خلال مشاركتها بـ أستراليا المفتوحة في يناير 2025 .
هذه الخلفية توضح أن انسحابها في ويمبلدون لم يكن موقفًا عابرًا، بل امتداد لتحديات صحية مزمنة تقلّص فرصها بالمنافسة القوية.
لحظة الانسحاب في ويمبلدون
خلال المباراة على الملعب رقم 14، تقدّمت جابر بالمجموعة الأولى لكنها طلبت وقتًا طبيًا، وبدا عليها الانهاك والتأثر العاطفي أثناء جلوسها باكية . في الدقيقة ما بعد الشوط الثاني من المجموعة الثانية، قررت الانسحاب رسميًا، مما أثار قلق جمهور التنس خصوصًا أنها وصلت إلى نهائي ويمبلدون مرتين في 2022 و2023.
هذه اللقطات لم تكن عرضية، بل تشير إلى أن حالتها البدنية لم تحتمل المنافسة في ظل حرارة لندن ومنحدرات الأداء الفني والجسدي.
اقرأ ايضاً: هل جوارديولا هو المرجع الحقيقي لكل المدربين؟ إنزاجي قبل مواجهة مانشستر سيتي يكشف سر نجاح الهلال
تأثير الموسم على ثقتها وثباتها النفسي
انسحاب جابر، الذي لم يشفع لها تاريخها القوي في البطولات الكبرى، أثار جدلًا حول جاهزيتها النفسية. صرّحت:
“لم أتوقع أن أشعر بهذا التعب… إنه أمر محزن، وهذا لا يدعم ثقتي” .
هذه الكلمات تكشف هشاشة معنوية بعد سلسلة ضغوط بدنية وغلبة الأداء الصلب من هنّ. يعاني العديد من المحللين من أن غياب التوازن البدني يمكن أن يؤثر سلبًا على القوة الذهنية؛ فعدم الثبات في التدريب أو الانسحاب المبكر قد يدفعها لإعادة تقييم مسارها.
آراء خبراء التنس والتحليل الفني
محللون في WTA يشيرون إلى أن انسحابها ليس فقط بسبب الإصابة، وإنما بسبب إجهاد تراكمي أصاب الكتف والساق والتنفس، ما زاد الضغط على جسدها وقوّة تحمّلها.
خبير مهم: وُصِف أداؤها بأنه “تأثر واضح نتيجة سلسلة الإصابات”، مع توصية بأن تزيد من التركيز على إعادة التأهيل والتنفس المكثف قبل عودتها إلى الملاعب الرمليّة .
جدول مقارنة لحالة أنس الصحية الموسم الحالي
فيما يلي جدول يوضح أبرز أعطالها في المواسم الماضية:
| الفترة | نوع الإصابة | البطولة | تأثير على الأداء |
|---|---|---|---|
| سبتمبر – نوفمبر 2024 | إصابة في الكتف | نهاية موسمه مبكرًا (انسحاب من أمريكا المفتوحة) | ضعف في الضربات القوية وتراجع جزئي في الترتيب العالمي |
| مارس 2025 | إجهاد في الساق | إم بي آي ميامي المفتوحة | توقفات مفاجئة وانهاك بدني ملحوظ |
| يونيو 2025 | مشاكل تنفس | أستراليا المفتوحة + ويمبلدون | انسحاب في ملبورن بسبب ربو، وانسحاب في لندن بسبب التنفس والإرهاق |
هذا الجدول يوضح أن سلسلة الإصابات لم تكن منعزلة، بل تشكل نمطًا يجعل مستقبلها في البطولات الكبرى موضع تساؤل.
سيناريوهات التعافي وخطة العودة
لحسن الحظ، هناك فرص كبيرة لتعافي أنس بمساعدة طاقم طبي متخصص:
- إعادة تأهيل متقدمة للكتف، تشمل تقوية مفاصل الكتف ومنع الالتهابات.
- علاج تنفسي متكامل، يتضمن تقنية التنفس العميق، سهولة القدرة على اللعب في أجواء حارة.
- تنظيم جدول تدريبي فردي، يتماشى مع الحالة واستجابة الجسد، مع منع الإجهاد خلال الأسبوعين قبل البطولات الكبرى.
وفق طبيب WTA: “جابر بحاجة إلى فترة تجهيز لا تقل عن 6 أسابيع قبل العودة، لتكون أكثر جاهزية على الملاعب”.
ما القادم في مسيرة أنس جابر؟
بناءً على تأخيرها المبكر في ويمبلدون، تتجه رحلتها لاستعادة الريادة في البطولات ذات الأرضيات المختلفة، ومن المتوقع أن تشارك في صيف 2025 بعد أن تحصل على راحة مطولة لا تقل عن 8 أسابيع، تليها مشاركات تدريجية في WTA 500 قبل العودة لكبرى البطولات.
إذا تمكنت من العلاج الجيد والاستعداد السليم، فبلا شك سنراها تعود أقوى في الصين أو أمريكا نهاية هذا العام.
خاتمة
انسحاب أنس جابر من ويمبلدون كان نتيجة لإصابات جسدية وطبية مزمنة، لكنها خطوة نحو ترتيب مشوارها المتعب. تعتمد عودتها على خطة إعادة تأهيل دقيقة ومتكاملة. في حال نجحت، قد تستعيد صدارة التنس النسائي وتواصل الحلم الكبير بحصد أول لقب “غراند سلام”.
اقرأ ايضاً: هل تُعزز زيارة وزير الموارد البشرية لــ”تبوك” مسيرة التنمية الاجتماعية؟
