ثقافة وفن

انطلاقة جديدة لـ المسرح الشعبي الكويتي بقيادة البغدادي والنبهان بعد حل المجلس

يشهد المسرح الشعبي الكويتي مرحلة تحول محورية في تاريخه بعد قرار رسمي بحل مجلس إدارته السابق وتشكيل مجلس مؤقت جديد، وسط آمال متجددة في أن يعيد هذا التغيير البوصلة إلى وجهة ثقافية أكثر التزامًا واستدامة. وجاء القرار في وقت حرج تمر فيه الفنون المسرحية بالكويت بمرحلة من التراجع التنظيمي وضعف المخرجات الفنية، وهو ما دفع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى التدخل لضمان استمرارية هذا الكيان العريق وفق الأطر القانونية.

رسالة بخط اليد تفجّر المشهد.. ترمب يشعل حربًا مفتوحة ضد "الاحتياطي الفيدرالي"!

خلفيات قانونية لقرار الحل الإداري

صدر القرار الإداري رقم 694/2025 عن الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، بناءً على مخالفات واضحة لأحكام القانون رقم 24 لسنة 1962 المتعلق بجمعيات النفع العام. لم يكن حل المجلس الحالي لفرقة المسرح الشعبي الكويتي مجرد إجراء روتيني، بل استجابة لحالة من الخلل الإداري والتنظيمي الذي تراكم لسنوات. وتضمنت المخالفات تجاوزات في النظم المالية والهيكل التنظيمي للجمعية، مما هدد بفقدان المسرح لشرعيته القانونية كمؤسسة نفع عام.

وفي إطار المعالجة، تم تشكيل مجلس مؤقت لمدة 6 أشهر ضم شخصيات من خلفيات مهنية وفنية متنوعة، بينهم الإعلامية منال البغدادي كرئيسة للمجلس، والفنان القدير جاسم النبهان، ما يعكس نية واضحة لإحداث توازن بين البعد الإداري والخبرة الفنية في قيادة المسرح الشعبي الكويتي نحو مستقبل مستقر ومثمر.

التركيبة الجديدة للمجلس: دمج الخبرة الإدارية والفنية

التشكيلة الجديدة لمجلس إدارة المسرح الشعبي الكويتي لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط الثقافية، لاسيما أن الأسماء المختارة جاءت من خلفيات متنوعة. منال البغدادي، ممثلة وزارة الإعلام، تمثل الوجه الإداري، في حين يشكل الفنان جاسم النبهان، أحد مؤسسي الفرقة، العمود الفقري للرؤية الفنية.

وقد انضم إلى المجلس أيضًا عبد الرزاق العنزي من جمعية المحامين، وحنان الربيعان من وزارة المالية، وطلال العصيمي كخبير إداري مستقل، ما يعكس رغبة المجلس الوطني في تحقيق تكامل حقيقي بين الجوانب الفنية والتنظيمية. هذه الخطوة تفتح آفاقًا واسعة أمام المسرح الشعبي الكويتي لتجاوز أزمة القيادة السابقة والتوجه نحو إنتاجية أفضل.

المسرح الشعبي الكويتي في عين المجتمع: أهمية ثقافية متجددة

لطالما كان المسرح الشعبي الكويتي أحد أبرز أعمدة الفنون في الكويت ومنطقة الخليج، حيث أسهم في تخريج أجيال من الفنانين والمخرجين والكتاب المسرحيين. ومع ذلك، فإن العقد الأخير شهد تراجعًا في الحضور الجماهيري والإنتاجات النوعية، ما أثار تساؤلات حول مدى ارتباط المسرح بالواقع الاجتماعي والثقافي المعاصر.

قرار إعادة تشكيل المجلس يضع على عاتق الفريق الجديد مهمة إعادة ربط المسرح الشعبي الكويتي بجمهوره. من أبرز التحديات التي تواجههم اليوم هي تحديث النصوص المسرحية، وتبني تقنيات عرض معاصرة، وزيادة التعاون مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية لإنتاج أعمال تعبّر عن نبض المجتمع الكويتي.

أقرًا أيضًا: رسالة بخط اليد تفجّر المشهد.. ترمب يشعل حربًا مفتوحة ضد “الاحتياطي الفيدرالي”!

أدوار جاسم النبهان ومنال البغدادي: قيادة برؤية واضحة

من بين الأسماء التي تشكلت في المجلس الجديد، يبرز الفنان الكبير جاسم النبهان، الذي يمتلك تاريخًا مسرحيًا مشرفًا يمتد لأكثر من أربعة عقود. ويُعد النبهان صوتًا فنيًا مؤثرًا داخل وخارج الكويت، ما يجعله عنصرًا محوريًا في إعادة صياغة هوية المسرح الشعبي الكويتي.

أما منال البغدادي، فإن خلفيتها الإعلامية والتنظيمية تمنحها ميزة في التعاطي مع متطلبات الإدارة الحديثة لمؤسسات النفع العام. ويُتوقع منها أن تسهم في تحسين صورة المسرح إعلاميًا، وتفعيل منصات التواصل الرقمي، مما يسهم في جذب جمهور جديد من الشباب.

تحديات المرحلة المقبلة: بين الطموح والواقع

رغم التغييرات الإيجابية، فإن مجلس الإدارة الجديد لـ المسرح الشعبي الكويتي يواجه تحديات جمة، أبرزها:

  • ضعف التمويل المالي مقارنةً بتكاليف الإنتاج المسرحي.
  • الحاجة إلى تحديث البنية التحتية الفنية والتقنية.
  • عزوف الشباب عن متابعة المسرح مقابل منصات الفيديو والبث الرقمي.
  • غياب خطة استراتيجية طويلة المدى.

لمواجهة هذه التحديات، يجب على المجلس الجديد وضع خطة خماسية واضحة المعالم، تتضمن تطوير النصوص، دعم الكتاب المسرحيين، إطلاق مهرجانات سنوية، والتعاون مع وزارات التربية والإعلام والثقافة.

 مقارنة بين المجلس السابق والمجلس الجديد لفرقة المسرح الشعبي الكويتي

الجانبالمجلس السابقالمجلس المؤقت الحالي
الرئاسةغير معلن / متعثر إداريًامنال البغدادي (إعلام)
التمثيل القانونيغير واضحعبد الرزاق العنزي (محامٍ)
الخبرة الفنيةمحدودةجاسم النبهان (فنان مؤسس)
الإدارة الماليةغير خاضعة للمراجعةحنان الربيعان (مالية)
مدة التفويضغير محددة6 أشهر قابلة للتجديد
أهداف العملغير معلنةإعادة التأسيس والانتخابات

المسرح الشعبي الكويتي في ظل التحولات الثقافية الإقليمية

يشهد المشهد الثقافي الخليجي تحولًا نوعيًا في دعم الفنون والمسرح، كما هو الحال في السعودية والإمارات. وبينما يتم إطلاق مهرجانات ضخمة مثل موسم الرياض أو أيام الشارقة المسرحية، تبقى الكويت بحاجة ماسة إلى إعادة تموضع المسرح الشعبي الكويتي ضمن هذا السياق الإقليمي.

ومن هنا، يمكن النظر إلى الخطوة التي اتخذها المجلس الوطني في الكويت كجزء من رؤية أوسع تستهدف النهوض بالقطاع الثقافي ككل. ويتوجب على الفرقة الجديدة أن تستفيد من فرص التعاون الخليجي، سواء من خلال الإنتاج المشترك أو التبادل الثقافي، لإعادة تعزيز مكانة الكويت كمركز للفن المسرحي في الخليج.

في النهاية

إن إعادة هيكلة مجلس إدارة المسرح الشعبي الكويتي ليست مجرد خطوة إدارية، بل هي إعلان نوايا لإعادة الروح إلى مؤسسة شكلت جزءًا أصيلاً من تاريخ الكويت الثقافي. وبينما يحمل المجلس الجديد على عاتقه مسؤولية ثقيلة، فإن الأسماء المختارة والتوقيت المناسب يمنحان المشروع فرصًا حقيقية للنجاح.

يتعين على الجمهور والمتخصصين والجهات الرسمية أن يدعموا هذا التحول، لأنه يمثل أكثر من مجرد تغيير وجوه، بل بداية لحقبة جديدة عنوانها: “عودة المسرح إلى الناس، وعودة الناس إلى المسرح”.

أقرًا أيضًا: هل تم القبض على مهربي القات في عسير؟ ضبط 6 مخالفين وتهريب 100 كيلوغرام قات!

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!