ليلة رعب تضرب فيلادلفيا 3 قتلى و10 جرحى في إطلاق نار جماعي يهز Grays Ferry
ي لحظات من الهلع والرعب، استيقظ سكان مدينة فيلادلفيا على حادثة جديدة من العنف المسلح الذي بات يؤرق المجتمع الأمريكي بأسره. ففي حي “غرايز فيري” الشهير بجنوب المدينة، وقع إطلاق نار جماعي مروّع أسفر عن مقتل 3 أشخاص بالغين وإصابة 10 آخرين، من بينهم طفلان، في مشهد دموي يعكس تصاعد أزمة الأسلحة النارية في البلاد. الحادث الذي وقع في الساعات الأولى من صباح الإثنين، يعيد تسليط الضوء على أزمة الأمن في فيلادلفيا، ويثير تساؤلات عن مستقبل المدينة في ظل تكرار هذه المآسي.
تصاعد العنف المسلح في فيلادلفيا:أرقام لا تُكذِّب
شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا مقلقًا في وتيرة العنف المسلح، على الرغم من محاولات المدينة خفض معدلات الجريمة. ووفقًا لبيانات نشرها موقع “Gun Violence Archive” الأمريكي، فإن فيلادلفيا سجلت أكثر من 140 حادث إطلاق نار جماعي منذ بداية 2024 حتى يوليو، أي بزيادة بنسبة 12% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما أظهرت تقارير شرطة فيلادلفيا أن عدد الإصابات الناتجة عن الأسلحة النارية تجاوز 1100 إصابة منذ بداية العام.
وفي حين أشار تقرير مجلس المدينة إلى انخفاض طفيف في عدد جرائم القتل مقارنة بالعام الماضي، فإن الحوادث الكبرى مثل إطلاق النار في Grays Ferry تؤكد أن المدينة لا تزال تواجه تحديات أمنية جسيمة تتطلب حلولًا جذرية وسريعة.
تفاصيل الهجوم في Grays Ferry: الفوضى في قلب فيلادلفيا
اندلع إطلاق النار في منطقة سكنية مكتظة تقع عند تقاطع شارعي إيتينغ وديكينسون، حيث تجمع عدد كبير من السكان المحليين، بينهم أطفال ومراهقون. ووفقًا لتقرير الشرطة، فإن الحادث بدأ عندما نشب شجار بين مجموعتين مسلحتين، سرعان ما تحوّل إلى تبادل كثيف لإطلاق النار وسط الحشود.
وبحسب مفوض الشرطة كيفن بيثي، فإن أكثر من 70 طلقة نارية أُطلقت خلال دقائق معدودة، ما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي. وقد هرعت فرق الطوارئ إلى الموقع، حيث تم العثور على جثث الضحايا الثلاث، بينما نُقل المصابون إلى مستشفيات قريبة، وتم تصنيف حالة اثنين منهم بالحرجة.
التحقيقات الأولية لم تُسفر بعد عن تحديد الدافع الرئيسي وراء الحادث، إلا أن الشرطة أكدت إلقاء القبض على شخص كان يحمل سلاحًا ناريًا في الموقع.
التداعيات الاجتماعية والسياسية فيلادلفيا بين صدمة المجتمع وغضب المسؤولين
أثارت الحادثة الأخيرة موجة من الاستنكار على المستويين المحلي والفيدرالي، حيث أعربت عمدة فيلادلفيا شيريل باركر عن صدمتها من الحادث، ووصفت ما جرى بأنه “هجوم على إنسانيتنا المشتركة”. ودعت باركر إلى ضرورة سن تشريعات جديدة تقيد بيع الأسلحة النارية، وزيادة التمويل لبرامج الوقاية المجتمعية.
من جانبها، أكدت شرطة فيلادلفيا أن هذه الحوادث المتكررة تعكس تحديات أكبر تتعلق بالفقر، وغياب فرص العمل، والتفكك الأسري، مشيرة إلى أن الحل الأمني وحده لا يكفي، بل يجب اعتماد خطة شاملة لإعادة بناء النسيج الاجتماعي للمدينة.
كما دعا نشطاء حقوق الإنسان إلى ضرورة التحقيق في أسباب فشل السياسات الأمنية الحالية، والمطالبة بتدخل فيدرالي أوسع لتعزيز أمن المدن الأمريكية.
أقرًا أيضًا: هل يحاسب مسيء الوحدة الوطنية في الكويت بعد ضبطه عبر مواقع التواصل؟
الأطفال في قلب الجريمة الضحايا الصغار في فيلادلفيا
من بين المصابين في حادث Grays Ferry، كان هناك طفلان يبلغان من العمر 7 و11 عامًا، ما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها الأطفال في أحياء فيلادلفيا. وتشير بيانات منظمة “Everytown for Gun Safety” إلى أن فيلادلفيا تُعد من بين أعلى المدن الأمريكية من حيث عدد الأطفال المتأثرين بالعنف المسلح.
وقد أعلنت المستشفيات المحلية أن حالة الطفلين المصابين مستقرة، إلا أن الأثر النفسي لما شهدوه سيكون طويل الأمد. منظمات دعم الأسرة في بدأت بالفعل تقديم خدمات استشارية لعائلات الضحايا، وسط دعوات لتوسيع خدمات الصحة النفسية للأطفال في المناطق المتأثرة بالعنف.
المقارنة بين عنف فيلادلفيا والمدن الأمريكية الأخرى
وفقًا لتقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لعام 2025، فإن فيلادلفيا تحتل المرتبة الرابعة بين المدن الأمريكية الكبرى من حيث معدلات العنف المسلح، خلف شيكاغو وسانت لويس وبالتيمور. وفيما يلي جدول يوضح مقارنة بين معدلات جرائم إطلاق النار في خمس مدن كبرى:
المدينة | عدد حوادث إطلاق النار 2024 | عدد القتلى | عدد الجرحى |
---|---|---|---|
شيكاغو | 1570 | 420 | 1300 |
فيلادلفيا | 1140 | 310 | 900 |
بالتيمور | 950 | 280 | 700 |
سانت لويس | 890 | 260 | 680 |
لوس أنجلوس | 720 | 200 | 590 |
تشير هذه الأرقام إلى أن فيلادلفيا لا تزال ضمن قائمة المدن الأخطر من حيث العنف المسلح، رغم الجهود الرسمية المبذولة.
فيلادلفيا والبحث عن حلول إلى أين تتجه المدينة؟
أمام هذا الواقع، تتجه الأنظار إلى مستقبل في ظل استمرار العنف. هل تكون الخطوة التالية فرض حالة طوارئ أمنية؟ أم أن الحل يكمن في إعادة تأهيل المجتمع من الداخل؟
خبراء علم الجريمة يؤكدون أن مفتاح الحل يكمن في مزج المقاربات الأمنية والاجتماعية، وتوسيع برامج الدعم الأسري، وتعزيز فرص التعليم والعمل، لا سيما في الأحياء الفقيرة مثل Grays Ferry. كما يجري الحديث عن إدخال تكنولوجيا المراقبة الذكية وتحليل البيانات الأمنية لتعقب المجرمين بشكل أسرع وأكثر دقة.
وفي الوقت ذاته، دعا أعضاء في مجلس النواب إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة أزمة السلاح، مطالبين بتشريعات أكثر صرامة ضد حيازة الأسلحة النارية.
هل تتعافى فيلادلفيا من جراحها؟
حادث إطلاق النار في حي Grays Ferry ليس مجرد جريمة عابرة، بل هو علامة فارقة في مسارالأمني والاجتماعي. المدينة التي طالما ارتبط اسمها بالتاريخ الأمريكي، تجد نفسها اليوم غارقة في معركة داخلية ضد العنف والسلاح.
في النهاية
ما جرى في فيلادلفيا ليلة الإثنين هو تذكير صارخ بأن الأمن ليس فقط مسؤولية الشرطة، بل هو نتاج لعدالة اجتماعية واقتصادية وثقافية غائبة. فهل نشهد قريبًا تحولًا حقيقيًا يعيد الأمان إلى شوارع فيلادلفيا؟ هذا ما ستكشفه الأسابيع المقبلة.
أقرًا أيضًا: رسالة بخط اليد تفجّر المشهد.. ترمب يشعل حربًا مفتوحة ضد “الاحتياطي الفيدرالي”!