الخليج اليوم

هل تنجح بلدية الظهران في صيانة الحدائق وتحقيق المشهد الحضري المثالي؟

تُعد صيانة الحدائق عنصرًا جوهريًا في تطوير المدن وتحقيق أهداف الاستدامة الحضرية وجودة الحياة. وفي مدينة الظهران، تواصل البلدية جهودها المكثفة في تنفيذ خطط صيانة الحدائق العامة والمسطحات الخضراء ضمن إطار برنامج “أنسنة المدن” الذي تشرف عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان. تهدف هذه المبادرات إلى تحسين المشهد البصري، ودعم البنية التحتية البيئية، وتوفير مساحات ترفيهية نظيفة وآمنة للمجتمع. في هذا المقال، نستعرض أحدث الإجراءات المتبعة في صيانة الحدائق بالظهران، ونتناول أبرز التحديات، والنتائج المحققة، ونقارن الجهود الحالية بالمعايير العالمية.

أهمية صيانة الحدائق في تعزيز جودة الحياة

تشير دراسات حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأمم المتحدة للإسكان (UN-Habitat) إلى أن صيانة الحدائق والمساحات الخضراء تساهم في تقليل التوتر، وخفض معدلات التلوث، وزيادة فرص التواصل الاجتماعي بين السكان. في مدينة مثل الظهران التي تتسم بمناخها الصحراوي، تبرز أهمية صيانة الحدائق كعامل رئيسي لتحسين نوعية الهواء وتلطيف درجات الحرارة في الأحياء السكنية.

من الجدير بالذكر أن السعودية أدرجت مفهوم الاستدامة البيئية ضمن مستهدفات رؤية 2030، مما يعزز من أهمية صيانة الحدائق كوسيلة لتحقيق التنمية المتوازنة في المدن. وتُعد الظهران نموذجًا متقدمًا في هذا المجال بفضل اعتمادها تقنيات ذكية لإدارة أنظمة الري وتوزيع المياه بشكل يقلل من الفاقد ويراعي الشح المائي.

هل تنجح بلدية الظهران في صيانة الحدائق وتحقيق المشهد الحضري المثالي؟

آليات حديثة تستخدمها بلدية الظهران في صيانة الحدائق

تعتمد بلدية الظهران على باقة من الأدوات والتقنيات الحديثة في صيانة الحدائق، منها أنظمة الري الذكية التي تراقب الرطوبة ودرجة الحرارة بشكل آني، مما يسمح بضبط كمية المياه المخصصة لكل منطقة. كما تستخدم معدات تهذيب الأشجار ذات التكنولوجيا المتقدمة التي تضمن دقة التقليم وتقلل من الإضرار بالنمو الطبيعي للنباتات.

تشير تقارير محلية إلى أن البلدية أجرت تحديثات على نظام الاستجابة السريعة لمعالجة شكاوى السكان المتعلقة بصيانة الحدائق، حيث يمكن للمواطنين استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتقديم الملاحظات مباشرة، مما يعزز من كفاءة الصيانة ويضمن رضا المجتمع.

دور المجتمع في دعم جهود صيانة الحدائق

أظهرت عدة مبادرات تطوعية شارك فيها طلاب المدارس وسكان الأحياء في الظهران دورًا بارزًا في المحافظة على الحدائق، مثل حملات النظافة، وزراعة الأشجار، وتوعية الأطفال بعدم العبث بالمرافق. وتشير نتائج استطلاع أجراه مركز “رؤية للبحوث الاجتماعية” في عام 2024 إلى أن 78% من سكان المدينة يرون أن وجود المسطحات الخضراء المصانة بشكل جيد يعزز ارتباطهم بالحي الذي يعيشون فيه.

من بين أبرز المبادرات التفاعلية التي أطلقتها البلدية مؤخرًا: برنامج “الحديقة مسؤوليتي” الذي يهدف إلى إشراك السكان في صيانة  بشكل مباشر، حيث يتم تخصيص أجزاء من الحدائق للعائلات أو المدارس لرعايتها تحت إشراف البلدية.

أقرًا أيضًا: نجاحstc في قيادة المستقبل عبر شبكة اتصالات متقدمة تدعم الاقتصاد السعودي

المقارنة مع جهود صيانة الحدائق في مدن عالمية مماثلة

عند مقارنة جهود صيانة الحدائق في الظهران مع مدن مثل دبي وسنغافورة، نجد أن هناك تقاطعات مهمة في الرؤية والتقنيات المستخدمة. على سبيل المثال، تستخدم دبي أنظمة استشعار ذكية تحدد احتياجات النباتات من المياه والعناصر المغذية، وهو ما بدأت الظهران بتطبيقه خلال العام الماضي.

سنغافورة، التي تعتبر من أفضل مدن العالم في إدارة المساحات الخضراء، تخصص ما يزيد عن 30% من ميزانية البنية التحتية لصيانة الحدائق. في المقابل، خصصت بلدية الظهران حوالي 18% من ميزانية البنية الخضراء للصيانة خلال عام 2024، وهي نسبة قابلة للنمو مع توسع المشاريع.

المدينةنسبة تغطية المساحات الخضراءنسبة موازنة الصيانةالتقنية المستخدمة
الظهران13%18%أنظمة ري ذكية – فرق ميدانية مدربة
دبي22%28%استشعار بيئي – طائرات مسيّرة
سنغافورة47%30%ذكاء اصطناعي وتحليل بيانات

التحديات البيئية والإدارية في صيانة الحدائق بالظهران

رغم التقدم الملحوظ، لا تزال هناك تحديات تواجه جهود  في الظهران، أبرزها ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز أحيانًا 48 درجة مئوية، ما يؤثر على بقاء النباتات، خاصة خلال فصول الصيف الطويلة. كما تعاني بعض الحدائق من قلة العمالة المؤهلة أو تأخر في توافر قطع الغيار لأجهزة الصيانة.

من التحديات الإدارية أيضًا، تعدد جهات الإشراف على بعض المرافق الترفيهية بين الأمانة وإدارات الأحياء، ما يؤدي إلى بطء في اتخاذ قرارات الصيانة. وتسعى البلدية حاليًا إلى توحيد قاعدة بيانات الحدائق لتسهيل التنسيق وتحديد المسؤوليات.

مستقبل صيانة الحدائق في ظل التحول الرقمي والمناخ المتغير

من المتوقع أن تشهد  في الظهران تحولًا رقميًا أكبر خلال السنوات القادمة. حيث تخطط البلدية، بحسب بيانها في يونيو 2025، لإطلاق منصة إلكترونية موحدة تضم خريطة تفاعلية للحدائق، ومؤشرات الصيانة الدورية، وفرص التطوع المجتمعي.

كما يتم العمل على تصميم حدائق مقاومة للجفاف باستخدام نباتات محلية تتحمل المناخ القاسي، مما يقلل من الاعتماد على الري الصناعي. وتعتبر هذه الاستراتيجية ضرورية في ظل التغيرات المناخية التي قد تؤثر على مصادر المياه الجوفية في المنطقة.

يُنتظر أيضًا أن تشهد  تعاونًا أكبر مع الجامعات المحلية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لتطوير نماذج رياضية تتنبأ بأفضل ممارسات الصيانة بناءً على تحليل بيانات الطقس والنمو النباتي.

في النهاية

ليست مجرد عملية تجميلية، بل هي استثمار مباشر في صحة الإنسان ورفاهيته واستدامة البيئة. وما تقوم به بلدية الظهران من جهود متقدمة في هذا السياق يعد مثالًا يُحتذى في باقي مدن المملكة. لكن الاستمرارية في النجاح تتطلب دعم المجتمع، وزيادة التنسيق المؤسسي، وتبني الابتكار التكنولوجي بشكل أوسع

أقرًا أيضًا: فرص واعدة في الاستثمار في الشارقة.. وفد الغرفة يفتح أبواب الهند أمام رؤوس الأموال

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!