هل أنهت السياسة أسطورة إيلون ماسك؟ 15 مليار دولار تبخرت في 24 ساعة
من جديد، أثار تداخل السياسة بأعمال التكنولوجيا جدلًا واسعًا، بعد إعلان إيلون ماسك عن تأسيس “حزب أمريكا” السياسي، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في قيمة أسهم تيسلا، وخسارة صافية قدرها 15.3 مليار دولار من ثروته خلال يوم واحد، بحسب مؤشر بلومبيرغ. يتزامن هذا التطور مع استمرار الأزمة في مبيعات الشركة للربع الثاني، وتزايد الضغوط التنظيمية. في هذا المقال، نستعرض الأبعاد الاقتصادية والسياسية لهذا الانعطاف المفاجئ في مسيرة ماسك.
تداعيات مالية فورية وخسائر ضخمة
هبط سهم شركة تيسلا بنسبة 6.8–8% في جلسة يوم الإثنين، ما أدى إلى اقتطاع حوالي 15.3 مليار دولار من ثروة إيلون ماسك.
وبحسب مؤشر بلومبيرغ، فقد أصبح هذا الانخفاض أكبر خسارة فردية خلال يوم واحد لمالك شركة تيسلا، منذ النزاع السابق مع ترامب في يونيو.
إلى جانب الهبوط، تراجعت قيمة الشركة السوقية بنحو 79 مليار دولار، بعد أن فقدت ثلث قيمتها السوقية منذ بداية العام .
اقرأ ايضاً: دبي الإسلامي يقود تمويلًا سياديًا بقيمة 1 مليار دولار لباكستان
السياسة مقابل الأعمال
أثار إعلان إيلون ماسك عن تأسيس حزب أمريكي سياسي موجة تخوف بين المستثمرين. وفقًا لتقارير حديثة، لم يتم تسجيل الحزب رسميًا بعد أمام لجنة الانتخابات الفيدرالية، كما لم تُكشف بعد تفاصيل كاملة، مما يزيد الغموض .
التحليل يشير إلى أن انجراف ماسك نحو السياسة أوقف جاذبية تيسلا للمستثمرين على جانبي الطيف السياسي، خاصة مع تراجع ثقة الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء .
ردود فعل المستثمرين وتحذيرات المحللين
على الصعيد المالي، عبّر محللون من مؤسسات كـWedbush وWilliam Blair عن غضبهم من انزلاق ماسك السياسي، مؤكدين أن التركيز عن الأعمال البرمجية للمركبات الكهربائية يهدد مستقبل الشركة.
وقال “جيد دورشايمر” من William Blair إن المستثمرين “سئموا التشتت السياسي”، مطالبين بعودة ماسك للتركيز على خطط الروبوتاكسي وغيرها من المشاريع التكنولوجية .
هبوط المبيعات والائتمان التنظيمي
نتائج الربع الثاني 2025 أظهرت تراجع تسليمات تيسلا بنسبة 13–13.5% مقارنة بالعام السابق، مع ضعف قوي في الائتمان التنظيمي الذي بلغ نحو 595 مليون دولار في الربع الأول، وهو رقم باتت الشركة عاجزة عن تعويضه .
أما المحلل من Bloomberg، فأوضح أن مشروع الحزب الجديد يضع ماسك في مواجهة مع ترامب، ما قد يؤدي إلى مسح مستمر للمساعدات التنظيمية المستقبلية من جانب الحكومة .
تأثير سياسي وثقافي واسع النطاق
لا يقتصر الضرر على الجانب المالي، بل يمتد لصورة إيلون ماسك العامة، خاصة بعد تجدد الخلاف مع ترامب، وشعبية الحزب الثالث في معسكرات اليمين المتطرف .
كما شهد شهريون مثل “Tesla Takedown” احتجاجات عالمية تستهدف موقف ماسك السياسي، ما أدى إلى دعوات من أصحاب الحراك المقاطع لشراء سيارات تيسلا .
سيناريوهات مقبلة وخيارات لحل الأزمة
محللون يراهنون على أن كسر الحلقة السياسية مطلوب لعودة الثقة:
- إعادة توجيه تركيز ماسك نحو Robotaxi وAI.
- تدخل محتمل لمجلس إدارة تيسلا للحد من الخسائر.
- احتمال تضخم دعاوى إصلاح أو تغيير في الصفوف القيادية.
- خيار انسحاب ماسك من إدارة الأعمال والتركيز فقط على السياسة .
في النهاية
أمام تراجع الخسائر وانكشاف هشاشة تداخل السياسة بالأعمال، يبرز سؤال جوهري: هل ينجح إيلون ماسك في استعادة توازن بين طموحاته السياسية ومسؤولياته كرائد تقني؟ سيحدد المستقبل القريب مسار تيسلا، وقد يكون أمام ماسك خيارًا صارمًا بين السياسة أو التمسك بأسطورة الابتكار.
اقرأ ايضاً: بـ 700 فعالية.. ما سر الإقبال العالمي على الأسبوع الثقافي السعودي في اليابان؟