هجوم الدعم السريع شمال كردفان يخلّف 11 قتيلاً ويشعل موجة رعب جديدة بين المدنيين
في 13 يوليو 2025، شهدت منطقة شق النوم بولاية شمال كردفان حادثة دامية جديدة، حيث نفّذت قوات تابعة للدعم السريع هجوماً عنيفاً أسفر عن مقتل 11 مدنياً، بينهم 3 أطفال، وإصابة 31 آخرين، بينهم 9 نساء (بعضهن حوامل) وصفت شبكة أطباء السودان الحادث بـ”أحد أخطر الاعتداءات الوحشية على المدنيين”، مطالبة بتحرك دولي عاجل .
تأتي هذه الحادثة ضمن موجة تصعيد مستمر للصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لسيطرة الجيش على أماكن حيوية مثل الفاشر والأبيض .
ويعكس هذا الهجوم النمط المتكرر من استهداف المدنيين في المناطق الآمنة، وتصاعد التوترات في كردفان بعد خسارة السيطرة على الخرطوم من جانب الدعم السريع في مارس 2025، وهو ما أدّى إلى نزوح جماعي نحو مناطق آمنة نسبيًا، لكنها غدت عرضة لهجمات جديدة.
الحادثة في سياق أوسع
شهدت مناطق كردفان والدرافور تصعيدًا واسعًا منذ نهاية مايو 2025، شمل غارات جوية وقصفاً مدفعياً بدأ بهجوم على مستشفى بالأبيض وخلف خمسة قتلى وعشرات الجرحى . وبعدها، شُنّ هجوم شامل على الفاشر من قِبل الجيش المدعوم بفصائل متحالفة، ما أدى إلى استعادة مواقع استراتيجية مثل سجن شالا ومقر الشرطة المركزية بندی خسائر فادحة لقوات الدعم السريع .
بينما رداً على ذلك، تركزّت قوات الدعم السريع مؤخراً على شق النوم، وتنفيذ هجمات متكررة لاستهداف المدنيين في مخيمات النازحين المحيطة بالفاشر. هذا التصعيد يندرج ضمن نزاع عسكري متجذر منذ أكثر من سنتين، أودى بحياة أكثر من 40,000 شخص ونزوح أكثر من 10 ملايين .
اقرأ أيضاً: رحيل نجم الهلال بعد معسكر النمسا يشعل الجدل.. هل انتهت القصة؟
الوضع الإنساني الأليم
الهجوم الأخير أصاب 31 شخصاً، منهم 9 نساء (بعضهن حوامل) مما رفع مستوى القلق على حياة الجرحى. وقد وصفت شبكة الأطباء الحادثة بــ”أسوأ اعتداء وحشي يخرق كل الأعراف الإنسانية” .
ويأتي ذلك بالتزامن مع أزمة غذائية وصحية مستفحلة في كردفان، حيث يشهد نقص حاد بالمستلزمات الطبية والدوائية، خاصة في مستشفيات وأعيان مدنية عرضت للهجوم من قبل – أبرزها قصف مستشفى في الأبيض و المجَلَّد حالياً . وتشير منظمات مثل Mercy Corps واليونيسف إلى تدهور خطير في وضع الأطفال والنساء وسط انعدام الأمن وغياب الخدمات الأساسية .
ردود الفعل المحلية والدولية
- شبكة أطباء السودان دعت إلى تدخل عاجل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمات حقوق الإنسان لوقف المذبحة ومحاسبة الفاعلين .
- الجيش السوداني أعلن صدّ هجوم من الدعم السريع على الفاشر، واستعاد عدداً من المواقع المهمة مما قد يُفاوض بين الطرفين لاحقاً .
- على الصعيد العالمي، أدانت المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف الاستهداف المتكرر للمدنيين والمرافق الصحية، محذرة من نزوح إضافي وإمكانية جرائم حرب .
خارطة النزوح والتهجير القسري
بين 4 – 9 يوليو فقط، نزحت نحو 700 أسرة من البيض وأطراف الفاشر جراء القصف المتكرر . هذا التدفق يشكل عبئاً إضافياً على المخيمات في أماكن أخرى مثل بادندا والمثلث الحدودي مع التشوه السكني وتدهور خدمات الإيواء والغذاء.
رغم أن المخيمات كانت تأوي نازحين منذ بداية النزاع، إلا أن هذه الموجة الأخيرة العمّت ضغوطاً إضافية على المنظمات الإنسانية وغاب عنها الدعم الكافي، مما يعرض أسوأ لهجوم جديد على المدنيين.
من الفاشر إلى الأبيض
في الفاشر، أعلن الجيش استعادته مواقع مثل سجن شالا ومقر الاحتياطي، لكن قوات الدعم السريع ردّت عبر تسجيل السيطرة على سوق المواشي ومواقع جنوب غربي المدينة منذ الجمعة، بحسب مصادرهم.
في الأبيض، استهدفت طائرات بدون طيار تابعة لـ”الدعم السريع” مستشفى الضمان الاجتماعي، مما أدى إلى تعطيل خدماته وقتل 5 مدنيين على الأقل.
وبين خطة الجيش لمواءمة هذه المواقع وخطة الدعم السريع للسيطرة الحدودية، يظل هجوم المدنيين يتكرر في كل مدينة ومخيّم.
الطريق إلى أين؟
تكرار هجوم الدعم السريع على المدنيين يعكس نظامًا من الجرائم المنظمة ضد السكان الآمنين.
الاستجابة الدولية لا تزال ضعيفة رغم دعوات متعددة لمنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة.
المدنيون يدفعون الثمن بأرواحهم وأرضهم وخدماتهم الأساسية.
مستقبل النزاع غير واضح، لكن استمرار مثل هذه الهجمات يعزز احتمال تصعيد عسكري واسع وتفكك الوضع الإنساني أكثر.
يجب أن يكون تحرك المجتمع المدني الدولي والعربي سريعاً، لضمان وصول مساعدات عاجلة، خضوع الطرفين لرقابة دولية، وملاحقة المسؤولين عن “هجوم للدعم السريع” وقت صدور الأوامر أو تنفيذ الهجوم.
إحصائي سريع حول آخر هجومين في شمال كردفان
العنصر | هجوم 13 يوليو (شق النوم) | هجوم مايو – يونيو (الأبيض/الفاشر) |
---|---|---|
القتلى | 11 (3 أطفال) | ~5–6 مدنيين + 5 مستشفى في الأبيض |
المصابون | 31 (9 نساء حوامل) | ~10–15 جرحى |
نوع الهجوم | مدفعي على تجمع مدني | غارات جوية/طائرات بدون طيار + مدفعية |
القطاع المستهدف | مخيم/أحياء مدنية في شق النوم | مستشفيات وأحياء مأهولة في الأبيض |
اقرأ أيضا: هل يضع الأسبوع الثقافي السعودي في أوساكا الثقافة السعودية على خارطة اليابان؟