وول ستريت تحت الضغط بعد رسوم ترامب على الاتحاد الأوروبي والمكسيك
تشهد وول ستريت مجددًا اضطرابًا ملحوظًا بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن نية فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ابتداءً من الأول من أغسطس. هذا الإعلان، الذي جاء وسط عطلة نهاية الأسبوع، أثار مخاوف الأسواق العالمية، وأدى إلى انخفاض طفيف في مؤشرات الأسهم الأمريكية. لكن رغم هذا التراجع، لا تزال الأسواق تراهن على احتمالية التفاوض لتخفيف هذه القرارات. فما هي تداعيات هذه الخطوة على وول ستريت؟ وهل بإمكانها الصمود في وجه التصعيد التجاري الجديد؟
تداعيات فورية على مؤشرات وول ستريت
منذ إعلان ترامب عن نواياه بشأن الرسوم، شهدت وول ستريت موجة من التذبذب، حيث تراجعت المؤشرات الرئيسية بنسب محدودة، في حين سادت حالة من الحذر في أوساط المستثمرين:
- مؤشر داو جونز: انخفض بنسبة 0.02%.
- ستاندرد آند بورز 500: تراجع بنسبة 0.11%.
- ناسداك المركب: سجل تراجعًا طفيفًا بلغ 0.03
مع أن هذه الأرقام قد لا تعكس أزمة حقيقية بعد، فإن المخاوف الأكبر تتعلق بتأثير هذه الرسوم على أرباح الشركات الأمريكية، خاصةً تلك التي تعتمد بشكل كبير على التبادل التجاري مع أوروبا والمكسيك.
قراءة في موقف الاتحاد الأوروبي والمكسيك
ردود الفعل من الجانب الأوروبي والمكسيكي جاءت متزنة لكنها حازمة. فقد أكد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عزمهم على الدخول في مفاوضات جديدة مع الإدارة الأمريكية لتجنب التصعيد، بينما صرح وزير الخارجية المكسيكي بأن بلاده “لن تقبل فرض رسوم غير مبررة وسترد بالشكل المناسب حال فشل التفاوض”.
هذا الانفتاح على التفاوض يمنح الأسواق فرصة لالتقاط الأنفاس، ويمنع التدهور الفوري في وول ستريت، لكنه لا يلغي المخاطر على المدى المتوسط.
موسم أرباح الربع الثاني بارقة أمل مؤقتة؟
في الوقت ذاته، يعوّل المستثمرون في وول ستريت على موسم أرباح الربع الثاني، والذي يُنتظر أن يبدأ بقوة هذا الأسبوع. من أبرز ما يترقبه المحللون:
- بنك جي بي مورغان تشيس سيصدر تقريره الثلاثاء، وهو مؤشر حاسم على صحة القطاع المالي.
- شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وآبل ستعلن عن أرباحها خلال الأيام المقبلة.
إذا جاءت هذه النتائج أعلى من التوقعات، فقد تساعد على تعويض الخسائر الناتجة عن أزمة الرسوم. لكن أي إشارات ضعف ستُضاعف الضغط على المؤشرات.
تأثير الرسوم على التضخم والسياسات النقدية
رسوم ترامب الجديدة من المتوقع أن ترفع تكلفة الواردات الأوروبية والمكسيكية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة. هذا التطور له تبعات خطيرة:
- قد يضطر مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتأجيل أي خفض محتمل لأسعار الفائدة.
- في المقابل، قد تتسارع وتيرة رفع الفائدة إذا استمرت أسعار السلع في الارتفاع.
وقد اشتعل الجدل مؤخرًا بعد تصريحات من كيفن هاسيت تشير إلى احتمال أن ترامب كان يفكر في إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما يعكس توترًا غير مسبوق بين السلطة التنفيذية والبنك المركزي.
أقرًا أيضًا: هل تطيح صفقة غزة بحكومة نتنياهو بعد تهديد بن غفير؟
مقارنة بين الأسواق المتأثرة بالرسوم الأمريكية
السوق | نسبة التراجع بعد الإعلان | مدى الاعتماد على الصادرات الأوروبية/المكسيكية |
---|---|---|
وول ستريت | -0.11% (S&P 500) | متوسط |
سوق فرانكفورت | -0.35% | مرتفع |
سوق المكسيك (IPC) | -0.42% | مرتفع للغاية |
هذا الجدول يوضح أن الأسواق الأوروبية والمكسيكية تعرضت لهزة أكبر من وول ستريت، لكنها قد تعيد التوازن بسرعة حال تراجع ترامب عن تهديداته.
مستقبل العلاقات الاقتصادية بين أمريكا وشركائها التجاريين
من غير المرجح أن تمر قرارات ترامب الجمركية دون ردود فعل دبلوماسية واقتصادية قوية. ويبدو أن إدارة بايدن -رغم تحفّظها- لن تتجاهل هذه الملفات، خاصةً وأن الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل دراسة فرض رسوم مضادة، بينما تدرس المكسيك تقديم شكوى رسمية لدى منظمة التجارة العالمية.
وقد حذر محللون في بنك غولدمان ساكس من أن هذه الحرب التجارية الجديدة قد تكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الـ12 المقبلة، إذا ما تم تنفيذ الرسوم بالكامل.
في النهاية
هل تصمد وول ستريت؟في ظل كل هذه التقلبات، تبقى وول ستريت في موقع هش لكنه لم ينهر بعد. القدرة على الصمود ستعتمد على عوامل عدة:
- نتائج موسم الأرباح.
- مسار التضخم والفائدة.
- قرارات سياسية محتملة من إدارة بايدن.
- ردود فعل الاتحاد الأوروبي والمكسيك.
لكن الأكيد أن الأسواق لن تظل ساكنة، وأن كل تصريح جديد من ترامب أو رد من أوروبا أو المكسيك سيكون له صدى مباشر في مؤشرات التداول.
أقرًا أيضًا: أسرار الصفقة الجديدة بين ترامب وأوكرانيا.. صواريخ بعيدة المدى تدخل المعركة