مال وأعمال

ترامب يتوعد حلفاء روسيا برسوم 100% خلال 50 يومًا لإنهاء حرب أوكرانيا.. هل ينجح التهديد؟

 حرب أوكرانيا، عاد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات 2024، إلى الواجهة الدولية مجددًا من خلال تصريح ناري هزّ الأوساط السياسية والاقتصادية، حيث توعد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تدعم روسيا، إذا لم تنتهِ حرب أوكرانيا خلال 50 يومًا من فوزه المتوقع. هذا التصريح أحدث جدلاً واسعاً حول مدى فاعليته وتأثيره على مسار الحرب والعلاقات الدولية، خاصة أن الكلمة المفتاحية “ترامب ورسوم 100%” أصبحت محور بحث واهتمام عالمي.

ترامب يتوعد حلفاء روسيا برسوم 100% خلال 50 يومًا لإنهاء حرب أوكرانيا.. هل ينجح التهديد؟

خلفية النزاع حرب أوكرانيا تقترب من نقطة الانفجار

تُعتبر حرب أوكرانيا من أكثر الصراعات دموية واستنزافًا للموارد منذ الحرب العالمية الثانية. اندلعت الحرب في فبراير 2022 مع اجتياح روسيا لأوكرانيا، ولاتزال مستمرة دون بوادر حقيقية لحل سياسي شامل. ووفقًا لأحدث تقارير معهد دراسات الحرب (ISW)، فقد قُتل أكثر من 500 ألف شخص، بينهم مدنيون وعسكريون من الجانبين. كما أن الحرب تسببت في نزوح أكثر من 8 ملايين أوكراني، وفرضت ضغوطًا كبيرة على أوروبا من حيث الطاقة والأمن.

الدعم الغربي لأوكرانيا، سواء عبر المساعدات العسكرية أو الاقتصادية، لم ينجح حتى الآن في تغيير ميزان القوى بشكل حاسم. ومن هنا، يرى ترامب أن الوقت قد حان لتغيير أسلوب الضغط، عبر سلاح الاقتصاد.

ترامب ورسوم 100% وسيلة ضغط جديدة لإنهاء حرب أوكرانيا

خلال تجمع انتخابي في فلوريدا، أعلن ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على حلفاء روسيا مثل الصين، إيران، وكوريا الشمالية، في حال لم تتوقف الحرب خلال 50 يوماً من فوزه في الانتخابات الرئاسية. وأوضح أن هذه الخطوة تهدف إلى معاقبة من يدعم روسيا بشكل غير مباشر ويمنحها استمرارية في ساحة المعركة.

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب سلاح التعريفات الجمركية كأداة سياسية. فقد سبق أن فرض رسومًا على الصين خلال فترته الرئاسية الأولى، ما أدى إلى أزمة تجارية كبرى بين القوتين. لكن هذه المرة، يبدو أنه يذهب أبعد من ذلك، بربط السياسة الخارجية بالأدوات الاقتصادية في سياق نزاع مسلح عالمي.

ردود الفعل الدولية على تهديد ترامب

تباينت ردود الفعل العالمية على تصريح “ترامب ورسوم 100%”. فقد حذّرت وزارة الخارجية الروسية من أن مثل هذه التصريحات تُعد استفزازًا غير مسؤول، وتُصعّد من احتمالية اندلاع حرب تجارية عالمية. من جهتها، دعت الصين إلى التهدئة، معتبرة أن السياسات الجمركية العدوانية لن تؤدي إلى نتائج إيجابية.

أما في أوروبا، فعبّر عدد من القادة الأوروبيين عن قلقهم من أن يؤدي تهديد ترامب إلى تصدع في التحالف الغربي ضد روسيا. وذكرت تقارير أوروبية أن ألمانيا وفرنسا تدرسان وضع خطط بديلة للتعامل مع تبعات هذه الرسوم في حال تم تنفيذها.

أقرًا أيضًأ: الاتحاد الأوروبي يفرض رسوم على سلع أمريكية بـ21 مليار يورو في أكبر تصعيد تجاري منذ سنوات

تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي

في حال تنفيذ تهديد “ترامب ورسوم 100%”، فإن الاقتصاد العالمي قد يواجه موجة جديدة من التضخم والتباطؤ. فزيادة الرسوم على الواردات تعني ارتفاع أسعار السلع الأساسية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا، السيارات، والمواد الخام.

وفقًا لتحليل أعدته وكالة “بلومبيرغ”، فإن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى انكماش بنسبة 1.8% في الناتج المحلي العالمي خلال عام واحد فقط، مع تأثير مباشر على الأسواق الأوروبية والآسيوية. كما أن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، مما يعيد شبح الأزمة الاقتصادية التي شهدها العالم بعد أزمة كورونا.

علاقة الصين بالملف تحديات إضافية في حرب أوكرانيا

تُعد الصين من أبرز الدول التي يُعتقد أن ترامب يستهدفها من خلال تهديد “ترامب ورسوم 100%”، إذ تُتهم بأنها توفر لروسيا دعمًا اقتصاديًا غير مباشر من خلال زيادة التبادل التجاري معها منذ بداية حرب أوكرانيا. وتظهر البيانات الأخيرة أن حجم التبادل التجاري بين الصين وروسيا ارتفع بنسبة 34% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق.

ورغم أن الصين لم تقدم مساعدات عسكرية مباشرة لروسيا، إلا أن استمرار علاقتها الاقتصادية بها يجعلها عرضة لضغوط أمريكية متزايدة. وبالتالي، قد تجد بكين نفسها مضطرة لاتخاذ موقف أكثر وضوحًا من الحرب، في حال تم تنفيذ تهديدات ترامب.

فرص نجاح الخطة وتأثيرها على مستقبل حرب أوكرانيا

يبقى السؤال الأبرز: هل سينجح ترامب في إنهاء حرب أوكرانيا من خلال سلاح الرسوم الجمركية؟ حتى الآن، لا توجد ضمانات على أن هذه السياسة ستؤدي إلى نتائج ملموسة. إلا أن مراقبين يرون أن تهديد “ترامب ورسوم 100%” قد يدفع بعض الدول إلى إعادة تقييم علاقاتها بروسيا، مما يشكل ضغطًا غير مباشر قد يُسرّع من إنهاء النزاع.

ومع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، سيكون لموقف ترامب من حرب أوكرانيا تأثير كبير على حملته الانتخابية، خاصة بين القواعد الجمهورية التي تدعو إلى تقليل التدخلات الخارجية. وإذا نجح في إيصال رسالته بأن سياسة “أمريكا أولاً” يمكن أن تُنهي حربًا عالمية دون إطلاق رصاصة، فقد يعزز ذلك من فرصه في العودة إلى البيت الأبيض.

في النهاية 

تهديد ترامب بفرض “رسوم 100%” على حلفاء روسيا يمثّل تصعيدًا اقتصاديًا جديدًا في سياق حرب أوكرانيا. وبينما تتباين ردود الفعل الدولية، فإن التأثيرات المحتملة على الاقتصاد والسياسة العالمية قد تكون عميقة، مما يجعل هذا الملف محور متابعة مستمرة في الأسابيع المقبلة.

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!