الخليج اليوم

هل يفشل حزب ماسك قبل أن يبدأ؟ استطلاع رأي يكشف مفاجأة في دعم الجماهير

يثير الحديث عن “حزب ماسك” الجديد تفاعلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن أطلق الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مبادرته السياسية تحت اسم “حزب أمريكا”. وبينما يرى البعض أن ظهور حزب ثالث بقيادة شخصية مؤثرة مثل ماسك قد يغير خريطة السياسة الأمريكية، أظهر استطلاع حديث أن نسبة ضئيلة من الأمريكيين تبدي استعدادًا حقيقيًا لدعمه. في هذا المقال، نستعرض آخر التحديثات حول حزب ماسك، ونتائج الاستطلاعات الأخيرة، والانقسامات السياسية التي تغذي النقاش، بالإضافة إلى العلاقة بين إيلون ماسك ودونالد ترمب، ونحلل كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الانتخابات القادمة.

هل يفشل حزب ماسك قبل أن يبدأ؟ استطلاع رأي يكشف مفاجأة في دعم الجماهير

استطلاع رأي جديد يضعف طموحات حزب ماسك

أجرت شركة YouGov استطلاعًا موسعًا في يوليو 2025 شمل أكثر من 2000 ناخب أمريكي، وجاءت نتائجه صادمة لمؤيدي “حزب ماسك”. حيث أظهر الاستطلاع أن 11% فقط من المشاركين يفكرون في دعم الحزب الجديد، رغم أن حوالي 47% يعتقدون أن أمريكا بحاجة فعلية إلى حزب ثالث لكسر الاستقطاب السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين.

تشير الأرقام أيضًا إلى أن المستقلين أكثر انفتاحًا على فكرة دعم حزب ماسك من الناخبين المنتمين للحزبين التقليديين، ولكن بدرجة لا تكفي لإحداث تأثير انتخابي قوي. ووفقًا لمحللين سياسيين، فإن نسبة الدعم الحالية لا توفر قاعدة شعبية كافية لتأمين مقاعد انتخابية أو حتى تحفيز حراك سياسي فعلي.

إيلون ماسك في السياسة: من وادي السيليكون إلى صناديق الاقتراع

يعد إيلون ماسك من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في المشهدين التكنولوجي والسياسي. بعد مسيرة استثنائية في شركات مثل Tesla وSpaceX وX، دخل ماسك حديثًا المعترك السياسي، معلنًا عن تأسيس حزب جديد يُعنى بما أسماه “النهضة الأمريكية”.

لكن انتقال ماسك من رجل أعمال إلى زعيم سياسي لم يكن سهلًا. فبالرغم من تمتعه بشعبية بين الشباب ورواد التكنولوجيا، يواجه رفضًا واسعًا من أوساط اليسار الليبرالي، وحتى من بعض المحافظين الذين يَرَون فيه تهديدًا لتوازن القوى.

كما أثرت مواقفه السياسية المتقلبة، مثل دعمه السابق لترمب ثم انتقاده العلني له، على صورته لدى الناخبين، مما أضعف الثقة في مشروعه الحزبي الناشئ.

أقرًا أيضًأ: ترامب يتوعد حلفاء روسيا برسوم 100% خلال 50 يومًا لإنهاء حرب أوكرانيا.. هل ينجح التهديد؟

علاقة متوترة إيلون ماسك ودونالد ترمب

تُعد العلاقة بين ماسك وترمب إحدى أبرز النقاط التي أثارت الجدل حول حزب ماسك. فبعد تعاون سابق وتفاهمات سياسية بين الاثنين، شهدت الأشهر الماضية انفصالًا واضحًا بين الطرفين.

ترمب شنّ هجومًا حادًا على ماسك عبر منصته Truth Social، متهمًا إياه بـ”الازدواجية” و”استغلال الشعبية”، بينما وصف ماسك سياسات ترمب بـ”الرجعية”. ويعتقد مراقبون أن هذا الخلاف ساهم في تآكل قاعدة ماسك الجماهيرية، خاصة بين مؤيدي حملة “اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى”.

هذا التوتر انعكس أيضًا في نتائج الاستطلاعات، حيث تراجعت شعبية ماسك بين الجمهوريين التقليديين بنسبة 13% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بحسب تقرير صادر عن Pew Research Center.

الناخب الأمريكي بين الحاجة لحزب ثالث والواقعية السياسية

رغم الرغبة الشعبية في ظهور حزب ثالث، فإن الناخب الأمريكي غالبًا ما يتراجع في اللحظات الحاسمة نحو الأحزاب التقليدية، بسبب تأثير نظام التصويت الأمريكي المعتمد على الأغلبية.

وفي حالة حزب ماسك، تبرز تحديات كبيرة:

  • نقص في الكوادر السياسية المحترفة
  • عدم وضوح برنامج الحزب الاقتصادي والاجتماعي
  • اعتماد مفرط على شخصية واحدة

وحتى الآن، لم يقدّم الحزب أي مرشح رسمي لأي انتخابات محلية أو فيدرالية، ما يطرح تساؤلات حول جدية المشروع.

تأثير الإعلام ومنصات التواصل على مستقبل حزب ماسك

يمتلك ماسك قوة إعلامية كبيرة من خلال منصاته، خاصة X (تويتر سابقًا)، والتي يستخدمها كمنصة أساسية للإعلان عن توجهاته السياسية. ورغم أن هذا يمنحه قدرة مباشرة على الوصول إلى ملايين المتابعين، فإن تحليلات حديثة أظهرت أن الاعتماد على خطاب المواجهة عبر المنصات الرقمية قد يضر بسمعة الحزب بدلًا من خدمته.

وفقًا لتقرير صادر عن معهد Brookings الأمريكي، فإن الحملات الرقمية التي تعتمد على الإثارة والجدل تفقد فاعليتها عندما تتحول إلى برامج انتخابية، لأن الجمهور يبحث عن خطط ملموسة لا عن تغريدات نارية.

ما الخطوة التالية؟ فرص الحزب في انتخابات 2026

مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي 2026، يبقى السؤال الأهم: هل سيترجم حزب ماسك وجوده الإعلامي إلى وجود انتخابي؟

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يُعلَن عن ترشح أي عضو من الحزب في أي دائرة انتخابية. كما لم يتم تسجيل الحزب رسميًا في العديد من الولايات الرئيسية، مثل بنسلفانيا وميشيغان. وهذا يُعد مؤشراً واضحاً على أن المشروع ما زال في مراحله الأولى.

مع ذلك، يراهن البعض على أن ماسك قد يستخدم الانتخابات المقبلة كمنصة لقياس ردود الفعل، وربما الإعداد لترشح رئاسي مستقبلي في 2028.

في النهاية

رغم الضجة الإعلامية حول “حزب ماسك”، إلا أن الأرقام لا تزال تعكس واقعًا مختلفًا. الدعم الشعبي ضئيل، البنية التنظيمية غائبة، والانقسامات السياسية حول شخصية ماسك عميقة. ومع تصاعد التوتر مع ترمب وتراجع شعبيته بين الديمقراطيين، يبدو أن طريق حزب ماسك نحو التأثير الحقيقي لا يزال طويلاً وشائكًا.

أقرًا أيضًا: ترمب يقود انفجار البيتكوين 2025 نحو قمة 125 ألف دولار

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!