زيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي تشعل الجدل.. هل يتغير شكل المنافسة؟
زيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي أصبحت من أكثر القضايا التي أثارت اهتمام الوسط الرياضي محليًا وعالميًا في الآونة الأخيرة، لا سيما مع اقتراب انطلاق موسم 2025-2026. فقد تباينت التحليلات وتضاربت التوقعات بشأن إمكانية رفع عدد اللاعبين الأجانب المسموح بمشاركتهم مع الأندية، لكن الاتحاد السعودي لكرة القدم أنهى الجدل بإعلان رسمي يضع حدًا لكل الشائعات، مما فتح بابًا جديدًا للنقاش حول مستقبل الاحتراف والتنافسية في دوري روشن السعودي.
موقف الاتحاد السعودي من زيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي
أكد الاتحاد السعودي لكرة القدم تمسكه باللوائح الحالية دون تعديل، حيث يسمح للأندية بقيد 25 لاعبًا، من ضمنهم 10 محترفين أجانب، مع إمكانية إشراك 8 منهم فقط في المباريات الرسمية. كما أُشير إلى أن اثنين من اللاعبين الأجانب يجب أن يكونوا من مواليد 2004 أو ما بعده، وهو ما يعكس التوجه نحو ضخ دماء شابة وتطوير مستوى المواهب الأجنبية ضمن بيئة تنافسية منظمة.
هذا القرار أتى عقب ضغوط إعلامية وشعبية كبيرة دعت إلى زيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي، خصوصًا بعد النجاحات اللافتة التي حققتها أندية كبرى مثل الهلال والنصر والاتحاد بالتعاقد مع نجوم عالميين، وهو ما ساهم في تعزيز مستوى الدوري ووضعه على الخريطة العالمية.
لماذا يطالب البعض بزيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي؟
تعالت الأصوات المطالبة بزيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي بعد أن شهدت المواسم الأخيرة طفرة في استقطاب لاعبين من الصف الأول عالميًا، مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، ونغولو كانتي. هذه الصفقات أدت إلى قفزة نوعية في أداء الفرق وزيادة في نسب المشاهدة العالمية.
الحجة الأبرز لهذه المطالبات تتمثل في الرغبة في جعل الدوري السعودي منافسًا مباشرًا لأقوى الدوريات الأوروبية من حيث المستوى الفني والاستثمار الإعلامي والتسويقي. فزيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي قد تتيح مزيدًا من الفرص لاستقطاب مواهب عالمية، ما يرفع من جودة المنافسة ويزيد من فرص الأندية السعودية في المحافل القارية والدولية.
تأثير قرار الاتحاد على استعدادات الأندية للموسم الجديد
أدى تثبيت عدد الأجانب في الدوري السعودي إلى إعادة ترتيب أولويات الأجهزة الفنية للأندية الكبرى، التي كانت تخطط لاستقدام عدد أكبر من اللاعبين الأجانب. فالقرار يعني أن على هذه الأندية المفاضلة بدقة بين النجوم الموجودين حاليًا أو الراغبة في التعاقد معهم.
على سبيل المثال، نادي النصر الذي يضم كوكبة من المحترفين المميزين، كان يفكر في تعزيز صفوفه بلاعب إضافي في مركز الجناح، لكن قرار الاتحاد السعودي فرض عليه التفكير في التخلي عن أحد المحترفين الحاليين إن أراد تسجيل اسم جديد.
كيف تتعامل الدوريات الأخرى مع ملف الأجانب؟
عند مقارنة لوائح الدوري السعودي بنظرائه من الدوريات العالمية، نجد تفاوتًا كبيرًا في عدد الأجانب المسموح بهم. فالدوري الإنجليزي الممتاز يسمح بعدد غير محدد من اللاعبين الأجانب بشرط حصولهم على تصاريح عمل وفق نظام النقاط. أما الدوري الياباني، فيسمح بـ5 لاعبين أجانب فقط، بينما لا يضع الدوري الأمريكي MLS قيودًا صارمة على عدد الأجانب طالما لم يتم تجاوز سقف الرواتب.
هذا التنوع في السياسات يجعل من قرار الاتحاد السعودي نقطة توازن بين الانفتاح الكامل والمحافظة على هوية الدوري المحلي، عبر منح اللاعبين السعوديين فرصة المشاركة جنبًا إلى جنب مع المحترفين الأجانب دون أن تطغى فئة على الأخرى.
اللاعبون الأجانب الشباب.. ركيزة استراتيجية الاتحاد الجديدة
وفقًا للوائح الجديدة، يُشترط أن يكون اثنان من اللاعبين الأجانب من مواليد عام 2004 أو ما بعده، وهو ما يشير إلى استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تطوير المواهب العالمية داخل البيئة السعودية. هذا التوجه يمكن أن يسهم في تحويل الدوري السعودي إلى منصة لإطلاق النجوم الشباب نحو العالمية، كما قد يفتح بابًا جديدًا للاستثمار في أكاديميات كرة القدم والتعاقدات المبكرة.
اللافت أن هذا التوجه يتقاطع مع ما تقوم به أندية أوروبية مثل لايبزيغ الألماني وأياكس الهولندي، اللتين تركزان على اكتشاف المواهب وتطويرها داخل بيئة احترافية.
أقرًا أيضًا: انسحاب الهلال من السوبر السعودي يشعل الجدل واتحاد الكرة يواجه مأزق العقوبة
استثناءات كأس الملك وكأس السوبر السعودي متى تلعب الأندية بكامل أجانبها؟
رغم القيود المفروضة على عدد اللاعبين الأجانب في الدوري، فإن الاتحاد السعودي منح استثناءً خاصًا في بطولتي كأس خادم الحرمين الشريفين وكأس السوبر السعودي، حيث يُسمح بمشاركة جميع المحترفين الأجانب المسجلين دون قيد أو شرط.
هذا الاستثناء يحمل أبعادًا فنية وتسويقية مهمة، إذ يسمح للأندية بإظهار أفضل نسخة من تشكيلاتها، ما يزيد من حدة المنافسة ويجذب جماهيرية أكبر. كما يتيح فرصة لتقييم مدى جدوى زيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي على نطاق أوسع.
الأندية الكبرى وتأثير القرار.. حالة نادي الهلال والنصر
الهلال:
نادي الهلال، بطل الدوري السعودي للموسم الماضي، يمتلك قائمة مكتملة من النجوم الأجانب، أبرزهم نيمار دا سيلفا وكاليدو كوليبالي وسافيتش. وبقرار الاتحاد، سيكون على الهلال إجراء تغييرات طفيفة فقط إن رغب في إدخال عناصر جديدة.
ورغم أن النادي لا يعاني من نقص فني، فإن جمهوره كان يتوقع رؤية إضافات جديدة في مركز الظهير الأيمن أو قلب الدفاع، وهو ما قد يؤجل لموسم آخر ما لم يتم الاستغناء عن أحد اللاعبين الحاليين.
النصر:
أما النصر، الذي يضم كريستيانو رونالدو وأوتافيو وساديو ماني، فقد يكون الأكثر تأثرًا بالقرار، خصوصًا أن النادي كان في مفاوضات متقدمة مع لاعبين من أمريكا الجنوبية. القرار قد يدفعه لتجميد بعض التعاقدات أو بيع بعض اللاعبين الحاليين لتوفير مقعد للاعب جديد.
خاتمة
مع حسم الاتحاد السعودي لكرة القدم الجدل الدائر بشأن زيادة عدد الأجانب في الدوري السعودي، تبدأ مرحلة جديدة من التقييم والتخطيط للأندية، التي بات عليها الآن التكيف مع الواقع الجديد وتوظيف محترفيها بشكل أكثر دقة وفعالية. وبينما يواصل الدوري السعودي جذب الأنظار عالميًا، تبقى مسألة التوازن بين الاحتراف الأجنبي وتطوير اللاعبين المحليين هي التحدي الأكبر في السنوات القادمة.
أٌقرا أيضًأ: ترامب يتوعد حلفاء روسيا برسوم 100% خلال 50 يومًا لإنهاء حرب أوكرانيا.. هل ينجح التهديد؟