حصيلة غرق القارب السياحي في فيتنام ترتفع إلى 38 ضحية بصدمة عالمية
في كارثة بحرية جديدة تهز الرأي العام العالمي، ارتفعت حصيلة غرق القارب السياحي في فيتنام إلى 38 ضحية، بعد العثور على جثث جديدة صباح السبت 19 يوليو 2025 في خليج “ها لونج”، أحد أهم المعالم السياحية في البلاد. الحادث وقع أثناء جولة سياحية على متن قارب انقلب بسبب الرياح العاتية. نُفّذت عمليات إنقاذ ضخمة شارك فيها أكثر من 300 فرد من حرس الحدود والبحرية والشرطة. الحادث يسلط الضوء على الثغرات في إجراءات السلامة البحرية، ويثير تساؤلات عن مستقبل السياحة البحرية في جنوب شرق آسيا.
الوضع الميداني في خليج ها لونج بعد الحادث
يقع خليج “ها لونج” شمال فيتنام، وهو موقع مُدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويجذب مئات الآلاف من السياح سنويًا. بعد الحادث، تم إعلان حالة طوارئ مؤقتة في محيط المنطقة، مع وقف جميع الرحلات البحرية حتى إشعار آخر.
وشهدت المنطقة استنفارًا واسعًا؛ حيث تم حشد 323 فردًا من قوات حرس الحدود والبحرية الفيتنامية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وتم تحديد موقع القارب المنكوب مساء الجمعة، فيما استمرت جهود الغواصين طيلة الليل للبحث عن المفقودين.
تفاصيل الحادث وأسباب انقلاب القارب
أفادت التحقيقات الأولية بأن القارب السياحي في فيتنام كان يقل 48 سائحًا، بالإضافة إلى طاقم مكون من 5 أفراد، عندما انقلب بشكل مفاجئ نتيجة لرياح قوية ضربت خليج “ها لونج”. ونُقل عن بعض الناجين أن الطاقم لم يتخذ التدابير الوقائية الكافية رغم التحذيرات الجوية المسبقة.
من جانبها، قالت إدارة البحث والإنقاذ التابعة لوزارة الدفاع الفيتنامية إن ثلاث جثث تم العثور عليها داخل مقصورة الطاقم، ما يشير إلى أنهم حوصروا ولم يتمكنوا من الخروج عند غرق القارب. وتشير البيانات إلى أن أغلب الضحايا هم من السياح المحليين والأجانب الذين كانوا على متن الرحلة.
الاستجابة الحكومية وردود الفعل الرسمية
الرئيس الفيتنامي أمر بفتح تحقيق فوري في الحادثة، ووجه وزارة النقل بإعادة تقييم معايير السلامة لجميع الشركات السياحية العاملة في الخليج. كما أعلنت وزارة السياحة تعليق تراخيص عدد من الشركات مؤقتًا لحين انتهاء التحقيقات.
دول عديدة أصدرت بيانات عزاء للضحايا، بينها كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، مؤكدة دعمها الكامل لأسر الضحايا، فيما وضعت سفارات تلك الدول فرقًا قنصلية لدعم المصابين والناجين.
اقرأ أيضًا: هل ستنجح إنفيديا أخيرًا في كسر أزمة الإنتاج لدخول السوق الصينية القوية
تاريخ الحوادث البحرية في فيتنام ومقارنات سابقة
فيتنام ليست غريبة عن حوادث الغرق في مناطقها السياحية، لكن حادثة هذا العام تُعد من أسوأها خلال العقد الأخير. في عام 2011، لقي 12 سائحًا حتفهم في حادث مشابه في نفس المنطقة، ما أدى حينها إلى تغييرات تنظيمية في القطاع السياحي البحري.
لكن رغم الإصلاحات، بقيت بعض شركات السياحة تعمل دون التزام صارم بمعايير الأمان، وهو ما ظهر جليًا في الحادث الأخير. ويُتوقع أن يشهد القطاع مراجعة شاملة للوائح العمل، وربما تطبيق نظام إلكتروني لمراقبة حالة الطقس والاتصال الإجباري بين القوارب والموانئ.
انعكاسات الحادث على السياحة في فيتنام
تُعتبر السياحة البحرية واحدة من ركائز الاقتصاد الفيتنامي، ويُشكل خليج “ها لونج” القلب النابض لتلك الصناعة. ومن المرجح أن يؤدي هذا الحادث إلى تراجع مؤقت في أعداد السياح، خاصة من الجنسيات التي فقدت رعاياها في الحادث.
كما ستتجه السلطات إلى إطلاق حملات تثقيفية وتحسين للبنية التحتية المرتبطة بالسياحة البحرية، وربما تقديم تعويضات سخية لأسر الضحايا في محاولة لاحتواء الغضب العام وحماية صورة البلاد عالميًا.
في النهاية
كارثة غرق القارب السياحي في فيتنام تحمل في طياتها مآسي إنسانية، وتسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في معايير السلامة السياحية البحرية. ومع اقتراب نهاية التحقيقات، ينتظر العالم تقريرًا شفافًا قد يُحدث تغييرًا جوهريًا في إدارة واحدة من أجمل بقاع العالم الطبيعية وأكثرها جذبًا للسياح.
اقرأ أيضًا: إلى أي مدى يقترب انسحاب إيران من معاهدة انتشار الأسلحة النووية؟