التجارة تغلق مستودعين بالرياض وتضبط حلويات أطفال مغشوشة تهدد سلامة المستهلك
في خطوة رقابية استثنائية، أغلقت وزارة التجارة السعودية يوم 20 يوليو 2025 مستودعين مخالفين في أحياء العزيزية والخالدية جنوب الرياض، بعد ضبط 8 أطنان من «حلويات أطفال مغشوشة» وأغذية ذات تواريخ صلاحية مزورة. جاءت العملية ضمن جهود الوزارة المكثفة لمكافحة الغش التجاري، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة العامة للغذاء والدواء. هذا الحدث يعبر عن تصعيد في مكافحة المنتجات الفاسدة والمغشوشة، مما يستدعي تحليلًا دقيقًا لكل تفاصيله وتداعياته على المجتمع والأسواق.
كيف كشفت التجارة عن المستودعين؟
بدأت الواقعة استنادًا إلى بلاغات متعدِّدة من مواطنين حول روائح غريبة في بعض الحلويات الموجهة للأطفال، مما دفع وزارة التجارة إلى إجراء زيارات تفتيشية مفاجئة. انطلقت الفرق الرقابية، بعد التحري، إلى اثنين من المستودعات جنوب الرياض.
خلال عمليات التفتيش العاجل، عثر المفتشون على كميات ضخمة من منتجات غذائية منتهية الصلاحية، تم تنقيتها ميدانيًا وتعبئتها في عبوات جديدة مع لصق تواريخ جديدة عليها. وسجلت الشركة المخالفة استخدام “ملصقات تواريخ مزوّرة” وأختام غير موثوقة، ما يُعد خرقًا خطيرًا لقواعد سلامة الغذاء الأساسية.
تشير المصادر الرسمية إلى أن التفتيش جاء ضمن خطط الوزارة الربيعية للعام 2025، التي وضعت مكافحة الغش التجاري ومنع دخول منتجات مجهولة المصدر في مقدمة أولوياتها حفاظًا على صحة المستهلك.
تفاصيل الإغلاق: موقع المستودعين وكميات المنتجات المضبوطة
استهدفت الوزارة مستودعين اثنين في حي العزيزية وحي الخالدية بالرياض. في الموقعين تم ضبط:
8 أطنان من المكسرات والبقوليات، منتهية الصلاحية أو مخزنة في ظروف غير صحية.
حلويات أطفال مغشوشة: إضافات ملونة ومنكهات منتهية، علّقت عليها تواريخ جديدة.
بن قهوة معدل بشكل غذائي لمحاكاة حلاوة أو تغطية الطعم غير المرغوب.
ملصقات وأختام تواريخ غير أصلية تُستخدم في عمليات الغش.
وقد تم حجز هذه الكميات ونقلها إلى مواقع أمنية لإتلافها لاحقًا وفق أسس الصحة العامة، ويجري التحقيق مع الأشخاص المتورطين تمهيدًا لإحالتهم للمحاكمة.
تقنيات الغش المستخدمة – من تواريخ صلاحية مزورة إلى ختمات وهمية
أظهرت التحقيقات أن شركات ومستوردين جهة خاملة عملوا على:
تغيير تواريخ انتهاء الصلاحية عن طريق ملصقات جديدة غير موثوقة.
إعادة تعبئة المنتجات يدويًا في عبوات جديدة قد لا تحافظ على سلامة المواد.
استخدام أختام صناعية تشبه الاختام الحكومية لضمان مصداقية كاذبة.
خلط مواد قديمة بمواد جديدة لتقليل التكاليف وتضليل الرقابة.
كل هذه ممارسات تهدف للربح السريع على حساب صحة المستهلك، خاصة الأطفال، الذين هم أكثر عرضة للتسمم أو الحساسية من المواد الملوثة أو الفاسدة.
الجهات المنفذة للتفتيش والدعم الأمني
جاءت الحملة التفتيشية بعد تنسيق بين:
وزارة التجارة: قائدة الحملة.
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية: دعمت بالخبرات الإدارية في متابعة العمالة والإدارة.
الهيئة العامة للغذاء والدواء: قدمت خبراء كيميائيين لاختبار سلامة المواد.
كما شاركت قوات أمنية مختصة لضمان تنفيذ الحجز والإتلاف، والحفاظ على الأدلة ضمن سلسلة قانونية صارمة، منعًا لأي تسرب أو بيع غير رسمي.
عقوبات نظام مكافحة الغش التجاري
تنص الأنظمة السعودية على عقوبات صارمة تشمل:
السجن لمدة تصل إلى 3 سنوات أو أكثر حسب خطورة المخالفة.
غرامات تصل إلى مليون ريال سعودي أو مجتمعة مع السجن.
إمكانية التشهير عبر النشر الرسمي.
هجر العمالة المخالفة، مع عقوبات مشددة ضد أصحاب المنشآت.
هذه العقوبات تسعى لردع المخالفين وتؤكد حرص السلطات على حماية المجتمع، خاصة الأطفال، من مخاطر المنتجات الفاسدة.
جهود الوزارة خلال الربع الثاني 2025 – نطاق أكبر من الحماية
نُشرت مؤخرًا النشرة الربعية للربع الثاني من 2025، التي تضمنت:
تنفيذ 179,000 زيارة تفتيشية في مختلف مناطق المملكة.
فرض غرامات تجاوزت 2.18 مليون ريال بحق مخالفات التستر التجاري.
توثيق 6,406 متجر إلكتروني جديد عبر منصة “الأعمال”، وتعزيز الرقابة الإلكترونية من خلال أكثر من 7,000 زيارة افتراضية.
الوزارة استهدفت حماية ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، وتعمل حالياً على تقييم وكلاء وموزعي الأجهزة الإلكترونية، وعقد مشاورات لتقليل الشكاوى وتحسين تجربة المستهلك.
تأثير المصادرة على السوق – ماذا تعني للمستهلك؟
مصادرة 8 أطنان من المنتجات المغشوشة تساهم في:
زيادة السلامة الغذائية وتعزيز الثقة بين المستهلكين.
تقليل المخاطر الصحية خاصة بين الفئات العمرية الأكثر عرضة، كالرضع والأطفال.
رفع مستوى الالتزام لدى الموردين المحليين والدوليين بمواصفات الجودة.
دفع السوق نحو الشفافية، ما ينعكس إيجابًا على أسعار المنتجات الرسمية والمضمونة.
بات من المتوقع أن ترتفع جودة العبوات وتواريخ الصلاحية المعلنة لضمان ثقة المستهلكين، بالإضافة إلى تراجع ظاهرة “إعادة تعبئة الحلويات” المقلقة.
تحديات الرقابة – الرقابة الإلكترونية مقابل الأرضية
بينما أثبتت الزيارات الأرضية جدواها، تبقى تحديات:
المخاطر المرتبطة بإعادة تعبئة المنتجات داخل مستودعات غير صحية.
صعوبة متابعة قواعد أمان الغذاء بعد عمليات التعبئة والتوزيع.
الحاجة لرفع درجة الرقابة الإلكترونية على المتاجر والمنصات التي تبيع هذه المواد.
الوزارة تعمل الآن على تعزيز تفتيش المنصات الإلكترونية، وربطها بنظام “الرخصة السعودية الموحدة” لتتبع سلسلة الإنتاج والتوزيع، وتقليل الفرص لظهور منتجات فاسدة في المستقبل.
أقرأ أيضًا: كيف حققت أرباح رأس الخيمة للتأمين 24 مليون درهم في 6 أشهر فقط؟
نصائح وقائية للأهالي – كيف تكتشف المنتجات المغشوشة؟
إليك أهم النصائح التي تساعدك كأب أو أم على حماية طفلك:
تحقق دائمًا من تاريخ الإنتاج والصلاحية، ويفضل التواريخ الختمية الملصقة مباشرة.
ابحث عن ختم الهيئة العامة للغذاء والدواء.
تجنب المنتجات ذات روائح غير عادية أو شكل تغليف مختلف عن المعتاد.
قم بشراء المنتجات من محلات موثوقة ومسجلة.
في حال شكت، بلّغ عبر تطبيق وزارة التجارة واعرض إفادة أو رسالة تحتوي على طبق المنتج، الصفة، المكان، والتاريخ.
اتباعك لهذه الإجراءات سيقلل بشكل كبير من خطر “حلويات أطفال مغشوشة” على صحتهم.
مقارنة عربية وعالمية – حالات مماثلة وخبرات دولية
دول عديدة حول العالم واجهت تحديات مشابهة؛ على سبيل المثال:
في مصر عام 2024، ضبطت السلطات 6 أطنان من مكملات غذائية مغشوشة ومزورة التاريخ.
في تركيا، تم تنظيم حملات لمراقبة تواريخ الصلاحية في مستودعات الحلويات المرتبط بقطاع السياحة.
أميركا وكندا تنفذ برامج رقابية موسعة على المنتجات المستوردة، تشمل تعليم المستهلك وتطبيق غرامات ثقيلة.
تظهر هذه التجارب ضرورة التنسيق الدولي لتبادل الخبرات والتشريعات، لتقليل الحواجز أمام وصول منتج مغشوش عبر الحدود.
ماذا بعد؟ توصيات لتعزيز سلامة الأغذية؟
توسيع نطاق التفتيش ليشمل إنتاج الأطعمة الصحية للأطفال بخاصة، وربطها بنظام تتبع إلكتروني.
تعزيز الشفافية من خلال منصات مراقبة حكومية للأغذية عبر الإنترنت.
تكثيف حملات التوعية المجتمعية عبر المدارس ومواقع التواصل.
إبرام اتفاقيات تبادل مع دول ذات خبرة في الرقابة الغذائية.
فرض شروط شريط رقمي ذكي على المنتجات يسمح بتتبعها عبر قرآن إلكتروني؛ ما يسهّل كشف المزوّرين.
في النهاية
أغلقت وزارة التجارة مستودعين خطيرين يحتويان على كميات هائلة من “حلويات أطفال مغشوشة” بمشاركة وزارة الموارد والهيئة الغذائية. المئات من الزائرين التفتيشيين والآلاف من الزيارات الإلكترونية خلال الربع الثاني من 2025 تعكس جهودًا وطنية هائلة. الحملة قامت بدور محوري في حماية المجتمع، لكن رقابة الأغذية منظمة ذاتيًا وإلكترونيًا تبقى عنصرًا أساسيًا. على الأسر توخي الحذر والإبلاغ فورًا، وعلى الجهات الحكومية الاستمرار في التطوير.
أسئلة شائعة (FAQ)
1. ما هي العقوبات المقررة لمخالفة “نظام الغش التجاري”؟
السجن حتى 3 سنوات، وغرامات تصل إلى مليون ريال، إضافة إلى التشهير والهجر الفوري للعمالة المخالفة.
2.كم بلغت كميات المنتجات المصادرة؟
أكثر من 8 أطنان من المكسرات والبقوليات والحلويات وقهوة الأطفال المغشوشة.
3.كيف يمكن التعرف على “حلويات أطفال مغشوشة” قبل شرائها؟
بالتحقق من ختم الغذاء والدواء، ورؤية مغلق المصنع، وتواريخ الصلاحية غير الممزقة.
4.هل يمكن للجهات الحكومية تتبع المنتجات عبر الإنترنت؟
نعم، الوزارة نفذت أكثر من 7,000 زيارة تفتيش إلكترونية خلال الربع الثاني من 2025.
5.ما هو رأي المستهلك في مصادرة هذه المنتجات؟
تشير الدراسات الميدانية إلى أن 85% من المستهلكين يشعرون بطمأنينة أكبر تجاه المنتجات الرسمية بعد المصادرة.
6.هل قامت الوزارة بأي توعية بعد الحملة؟
تم تجهيز منشورات توعوية عبر القنوات الرسمية، ومبادرات تستهدف الأهالي في مدارس المجتمع.
أقرأ أيضًأ: هلتسوية الحرب الأوكرانية مستحيلة؟
