أرباح تيسلا تنهار في الربع الثاني بعد تراجع الإيرادات بنسبة 12 بالمئة
عانت تيسلا من ضغوط مالية وتأخيرات في طرح سيارات جديدة بعدما أعلنت عن تسجيل هبوط بنسبة 12 % في الإيرادات خلال الربع الثاني، وصولاً إلى 22.5 مليار دولار، وانخفاض 16 % في صافي الربح، الذي هبط إلى نحو 1.17 مليار دولار، جاء تراجع أرباح تيسلا تزامناً مع انتهاء بعض مزايا الإعفاء الضريبي، وتصاعد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، وتضخم التوترات السياسية المحيطة بالرئيس التنفيذي إيلون ماسك .
أن هذا الواقع الجديد أثار تحليلات متعددة حول الاقتصاد التشغيلي للشركة، وسط توقعات بنتائج مالية أكثر تحدياً خلال الفترة المقبلة. نغطي في هذا المقال تطورات أرباح تيسلا خلال الربع الثاني وتعقيدات تحوّلها الاستراتيجي نحو القيادة الذاتية والروبوتات، وما يخبئه المستقبل القريب.
أداء الربع الثاني ومؤشرات الأداء المالي
خلال الثلاثة أشهر المنتهية في يونيو 2025، سجلت تيسلا تراجعاً لافتاً في إجمالي الإيرادات من نحو 25.5 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي إلى 22.5 مليار دولار، وهو أكبر انخفاض منذ أكثر من عقد .
تجلى أثر ذلك أيضاً على صافي الربح الذي هبط بنسبة 16 % إلى 1.17 مليار دولار (حوالي 33 سنتاً للسهم)، مقارنة بأرباح قدرها 1.4 مليار دولار العام الماضي، ليخسر أيضاً توقعات وول ستريت بتحقيق 0.42 سنت للسهم، مقابل 40 سنت المُعلن .
أما على مستوى الهوامش التشغيلية، فقد تضائل هامش الربح على سيارات تيسلا إلى 15 % بعد خصم اعتمادات البيئة، مقابل نحو 17 % في فترات سابقة. وكان هامش التشغيل الإجمالي قد انحدر إلى نحو 4 %، مقارنة بهوامش أعمق لدى شركات منافسة مثل جنرال موتورز .
اقرأ أيضًا: هل يفشل حزب ماسك قبل أن يبدأ؟ استطلاع رأي يكشف مفاجأة في دعم الجماهير
عوامل مؤثرة على النمو وهبوط الإيرادات
في الأساس، أدركت الشركة أن تراجع الطلب ناتج عن نهاية الإعفاء الضريبي الفيدرالي (7500 دولار) الذي انتهى بنهاية سبتمبر، الأمر الذي أثر سلباً على رغبة المشترين .
كما تأثرت بأوضاع اقتصادية عالمية غير مستقرة، وارتفاع التعريفات الجمركية، وتشديد المنافسة من علامات صاعدة في الصين وأوروبا، مثل BYD وفولكسفاغن، والتي بدأت تُراوغ حصص تيسلا في الأسواق .
ولا يمكن إغفال التراجع الحاد في أرباح مبيعات “اعتمادات البيئة” بفضل تعديل سياسات الانبعاثات، حيث انخفضت العائدات من نحو 890 مليون إلى 439 مليون دولار، ما انعكس سلباً على التدفقات النقدية.
إستراتيجية ماسك للتحول نحو الذكاء الاصطناعي والروبوتات
في سياق هذا التراجع، أوضح ماسك أن الشركة تمر بمرحلة انتقالية مهمة تتطلب صب تركيزها في مشاريع مستقبلية، مثل “روبوتاكسي” و”أوبتيموس”، على أن تصل لتحقيق مردود مالي جاد في النصف الثاني من 2026.
مثلاً، أطلقت تيسلا خدمة تجريبية للسيارات الآلية بالكامل في أوستن خلال الشهر الماضي، وتخطط للتوسع لجغرافيا متعددة في الولايات المتحدة ، كما تحدثت عن هدف إنتاج 100 ألف روبوت “أوبتيموس” شهريًا خلال السنوات الخمس المقبلة.
مقارنة بين مصادر الإيرادات القديمة والجديدة
مصدر الإيرادات | 2024 Q2 | 2025 Q2 | التغير |
---|---|---|---|
مبيعات السيارات | 19.9 مليار | 16.6 مليار | -16 % |
اعتمادات البيئة | 890 مليون | 439 مليون | -51 % |
الروبوتات & AI | بصمة بدائية | استراتيجية مركزة | – |
السيارة الأرخص وخطة تعويض السوق
أعلنت تيسلا أنها بدأت تصنيع نموذج جديد منخفض التكلفة يشبه “موديل Y” في يونيو، مع توقع بدئها في السوق بحجم أكبر خلال النصف الثاني من 2025، رغم تأخر طرحها، لكن المسؤولين برروا ذلك بالتركيز على إنتاج الجيل الحالي.
وتم وصف هذه الخطوة بأنها “الاختيار الأمثل” من حيث التوازن بين خفض السعر وتوسيع الحصة السوقية، خصوصًا بعد تراجع الطلب العالمي وانتشار المنافسة.
رد فعل السوق ورؤية المحللين للمستقبل
تراجع سعر سهم تيسلا بعد الإعلان بنحو 4–5 % في تداول ما بعد الإغلاق، ليكمل مسار هبوط تقريبي بنسبة 18 % منذ بداية العام .
وتباينت أصوات المحللين، فبعضهم مثل جي بي مورغان أشار إلى أن السعر الحالي بعيد عن الأساسيات المتدهورة، بينما رأى آخرون مثل مورغان ستانلي أنها خيار أول للاقتصادات المتقدمة للذكاء الاصطناعي والروبوتات على الرغم من الأزمات قصيرة الأجل .
التحديات السياسية وتأثيرها على العلامة التجارية
تشكلت ضغوط إضافية نتيجة نشاط ماسك السياسي، بعد دعمه لحملة ترامب وتأسيسه حزباً جديداً مطلع يوليو. وقد أثار ذلك غضباً لدى بعض الفئات من المشترين، خاصة في أوروبا، حيث أثبتت بيانات أن التوجّه السياسي أثّر سلباً على صورة تيسلا.
كان لها أثر واضح في الانسحاب المؤقت لتسويق بعض العروض وتم تخفيف بعض التعاقدات الحكومية، ما انعكس على سلوك المستهلكين وثقتهم في العلامة التجارية.
توقعات مستقبلية
على الرغم من انخفاض أرباح تيسلا، لا تزال تيسلا تحتفظ بسمعة قوية في القطاعات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذاتية. إلا أن أرباح تيسلا في الأفق القريب تنتظر دقة في التنفيذ ومرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية.
إذا نجحت في تحويل مشاريع روبوتاكسي و”أوبتيموس” إلى مصادر دخل ملموسة، فإن استقرارها قد يتعزز، إلا أن الأرباع المقبلة تبدو محفوفة بالمخاطر ما لم تمتلك بقيادةٍ واضحة وتوقعات انعاش مبكر.
اقرأ أيضًا: هل أنهت السياسة أسطورة إيلون ماسك؟ 15 مليار دولار تبخرت في 24 ساعة