الخليج اليوم

خيارات نتنياهو بشأن حرب غزة تفتح فصلاً جديدًا… تعرف على السيناريوهات الثلاثة الحاسمة

بينما يشهد قطاع غزة اليوم أحد أكثر فصوله دموية، باتت الأنظار تتجه صوب خيارات نتنياهو بشأن حرب غزة، بعد انهيار آخر جولة من مفاوضات التهدئة. الحكومة الإسرائيلية المصغرة “الكابينيت” أُحيطت مؤخرًا بثلاثة سيناريوهات عسكرية وسياسية مطروحة، ما يعكس إصرار تل أبيب على مواصلة الحرب بطرق متعددة لتحقيق أهدافها المعلنة. في ظل غياب الأفق التفاوضي، يُطل شبح التصعيد الكامل، بينما يحبس العالم أنفاسه ترقّبًا لما سيأتي.

تجميد مسار التفاوض وردة الفعل الأمريكية

انهارت مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس مع بداية الأسبوع الأخير من يوليو، في لحظة بدت وكأنها نهاية محاولات الوساطة الدولية التي تقودها قطر ومصر. وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن موقف إدارة بايدن تحوّل من الضغط لوقف النار إلى دعم خطة “الحد من الأضرار”، وفسح المجال أمام إسرائيل لتقرير مسارها.

الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب خرج في تصريحات نارية قال فيها: “حماس لا تبحث عن سلام، بل عن نهايتها”، داعيًا إلى إنهاء المهمة الإسرائيلية سريعًا. بينما يستعد بايدن لتصعيد دبلوماسي مكثف يوازي ميدانيًا استمرار الضربات الإسرائيلية الجوية، بدا أن الخيارات تتقلص.

الخيار الأول العودة إلى التفاوض وإنهاء الحرب بشروط أمنية

أحد أبرز خيارات نتنياهو بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة يتمثل في إمكانية العودة إلى التفاوض، عبر صفقة شاملة تشمل تبادل الرهائن ووقف العمليات القتالية نهائيًا. هذا السيناريو يلقى دعمًا من جناح الجيش وبعض الأطراف الدولية، خصوصًا بعد تزايد القلق من الكارثة الإنسانية في غزة، التي تعاني من مجاعة وأزمة طبية خانقة بحسب تقارير أممية حديثة.

إلا أن هذا المسار يواجه تحديات سياسية داخلية كبرى في إسرائيل، حيث يعتبره اليمين تراجعًا وخضوعًا لحركة حماس، التي لم يتم القضاء عليها ميدانيًا بعد. كما أن الغموض حول هوية السلطة التي ستُدير غزة بعد حماس يزيد من تعقيدات الخيار.

الخيار الثاني تطويق غزة وممارسة الضغط طويل الأمد

الخيار الثاني يُعرف عسكريًا بـ”نموذج الضغوط المركزة”، ويشمل تطويق مدينة غزة والمعسكرات المركزية دون اقتحام مباشر، مع استمرار القصف الجوي وضربات مركّزة تُبقي الضغط على حماس. ويُعتقد أن هذا النموذج هو الأقرب للتطبيق الفعلي حاليًا.

هذا الخيار من خيارات نتنياهو بشأن حرب غزة يمنح الجيش الإسرائيلي قدرة على مواصلة الحرب دون تكلفة بشرية كبيرة، ويحرم حماس من إعادة التمركز أو الإعلان عن نصر ميداني. وفي ذات الوقت، يوفر ورقة ضغط لاستئناف المفاوضات من موقع أقوى.

الخبراء الاستراتيجيون في معهد بيغن السادات أشاروا إلى أن هذه الخطة قد تمتد لشهور، وتتطلب تنسيقًا استخباراتيًا عالي المستوى، وإبقاء المنظومة السياسية موحدة داخليًا.

الخيار الثالث الاجتياح الشامل وإسقاط حكم حماس عسكريًا

الخيار الأخطر والأكثر تعقيدًا ضمن خيارات نتنياهو بشأن حرب غزة هو شن عملية اجتياح بري شاملة لاحتلال غزة وسقوط المعسكرات المركزية فيها. هذه الخطة تكرس مبدأ “الحسم العسكري” لكنها تفتح الباب على مشهد دموي طويل الأمد، لا تملك إسرائيل فيه تصوّرًا واضحًا لإدارة القطاع بعد إسقاط الحكم.

الجيش الإسرائيلي رفض لسنوات هذا الخيار، لكن التقدم البري الأخير في شمال القطاع، وتصاعد الدعم السياسي من الجناح اليميني، قد يجعل السيناريو قابلاً للنقاش بجدية. إلا أن الكلفة البشرية الهائلة، واحتمال تدخل أطراف أخرى في المواجهة، يجعلان هذا المسار مغامرة محفوفة بالمخاطر.

السيناريوهات في الميزان تحليل مقارن

المعطىالتفاوض الشاملالضغط طويل الأمدالاجتياح الشامل
الهدف الأساسياستعادة الرهائن وإنهاء الحربإنهاك حماس دون اجتياحإسقاط حماس عسكريًا
المدى الزمني المتوقعقصير الأجلمتوسط إلى طويل الأجلطويل الأمد جدًا
التكلفة البشريةمحدودة للطرفينمنخفضة لإسرائيل، عالية لغزةمرتفعة للطرفين
الدعم الدوليقوي من المجتمع الدوليجزئي ومحكوم بالنتائجمرفوض دوليًا
فرص نجاحهمرهونة بتنازلات متبادلةمرهونة بصبر استراتيجيمرهونة بحسم عسكري سريع

انعكاسات الخيارات على مستقبل غزة والمنطقة

خيارات نتنياهو بشأن حرب غزة لا تحدد فقط مستقبل العلاقة مع حماس، بل تؤثر على ملف المصالحة الفلسطينية والتمثيل الرسمي في أي مفاوضات سلام لاحقة. كما أن مصير سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة يبقى معلّقًا بين سيناريوهات جميعها تدور في فلك الحرب وليس التنمية.

الخيارات الثلاثة تُعيد صياغة الدور المصري والقطري، وتدفع بملف غزة إلى مقدمة أولويات المجتمع الدولي، خصوصًا في ظل تحذيرات منظمات إنسانية من خطر المجاعة الجماعية وانتشار الأوبئة في ظل الحصار وانهيار البنية التحتية.

سواء انتهجت إسرائيل طريق التفاوض أو التطويق أو الاجتياح، فإن أي خيار من خيارات نتنياهو بشأن حرب غزة يحمل معه تبعات إنسانية وسياسية وأمنية لا يمكن تجاهلها. وقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية من أن استمرار الحرب بهذا الشكل قد يشكل خرقًا للقانون الدولي الإنساني.

الرهان الآن على التحرك الدولي المنسق لإجبار الأطراف على خيار يُجنّب المدنيين الكارثة المقبلة، ويعيد الملف إلى طاولة المفاوضات بجدية ومسؤولية.

اقرأ أيضًا: توثيق الكرة السعودية يُشعل أغسطس.. أسرار تاريخية تكشف لأول مرة

كاتب

  • doaa-alhdad

    دعاء الحداد صحفية ومحررة في موقع الخليج لايف، متخصصة في تحرير الأخبار السعودية والخليجية بدقة واحترافية. تمتلك خبرة طويلة في الصحافة الإلكترونية، وعملت سابقًا في عدة منصات إعلامية مرموقة مثل أخبار العرب، عرب نيوز، ويلا جون. تهتم بتغطية التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الخليج، وتتميز بتحرير موضوعي ومهني يعكس فهمًا عميقًا للمشهد الإخباري الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!