أطلقت دراسة سريرية حديثة أملًا جديدًا لمرضى السكري من النوع الأول عبر علاج جديد لمرضى السكري يعتمد على الخلايا الجذعية، قادر على استعادة قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين بنفسه. التجربة التي أجريت على 12 مريضًا أظهرت أن 10 منهم أصبحوا قادرين على التحكم في نسبة السكر دون الحاجة للحقن الخارجي بعد عام من تلقي العلاج “زيميسليسل”، ما قد يمثل ثورة في أسلوب التعامل مع المرض.
آلية عمل العلاج stem-cell-based
يعتمد علاج جديد لمرضى السكري “زيميسليسل” على برمجة خلايا جذعية لتتحول إلى خلايا جزر البنكرياس القادرة على إفراز الإنسولين. تُحقن هذه الخلايا في الجسم، فتصل إلى الكبد وتبدأ بتنظيم مستوى السكر بشكل طبيعي.
التقنية تُمكّن الجسم من تجنب الاعتماد على الإنسولين الصناعي تمامًا، وتحويله إلى نظام داخلي متكامل للإنتاج الذاتي.
نتائج الدراسة السريرية ومدى نجاح العلاج
في تجربة المرحلة 1/2 المحدودة التي تضمنت 12 مريضًا:
- جميع المشاركين استعادوا إفراز C‑peptide داخليًا، مما يدل على وظيفة الجزر المنتجة للإنسولين.
- حتى بعد 90 يومًا من العلاج، لم تسجل أي حالة هبوط مفاجئ في السكر (hypoglycemia).
- بعد عام كامل، توقف 10 مرضى (أي 83%) عن استخدام الإنسولين الخارجي، بينما استمر الآخران بجرعات ضئيلة فقط.
- نسبة HbA1c انخفضت إلى أقل من 7%، وزادت نسبة الوقت الذي يبقى فيه السكر في نطاق طبيعي إلى أكثر من 70%.
اقرأ أيضًا: اكتشاف ثوري قد يُحدث تحولاً جذرياً في علاج مرض باركنسون
الأمان والسلامة وإدارة الآثار الجانبية
كان علاج جديد لمرضى السكري آمنًا بشكل عام، ولم يُسجّل أي آثار جانبية خطيرة مرتبطة بالعلاج نفسه.
الأحداث الجانبية الأكثر شيوعًا كانت neutropenia لدى ثلاث حالات، كما تم تسجيل حالتي وفاة في الطور الأول (غير مرتبطة مباشرة بالعلاج).
إدارة الدراسة أكدت أن الجهاز المناعي تم تقييده باستخدام مثبطات مناعة مؤقتة لضمان قبول الخلايا الجذعية، وستُدرس تقنيات مستقبلية لتقليل الاعتماد على مثبطات المناعة.
مقارنة بالعلاجات الأخرى والتفوق النوعي
نسخة العلاج الخلوي هذه تستهدف الناجين من التحدّي الأكبر في السكري من النوع الأول، وهو «hypoglycemic unawareness»—حيث لا يشعر المريض بانخفاض السكر في دمه.
تُعد هذه التجربة من أولى التي تُظهر إمكانية إنهاء الاعتماد على الإنسولين بالكامل مع ضبط مستويات السكر ضمن النطاق الآمن. مقارنة بالعلاج الوحيد المعتمد سابقًا (Lantidra) الذي يعتمد على جزر مأخوذة من متبرعين، يوفر علاج جديد لمرضى السكري إمكانية إنتاج خلايا جاهزة (off-the-shelf) بكفاءة أعلى واستمرارية أفضل.
المستقبل التنظيمي وخطط التجارب القادمة
شركة Vertex تخطط للانتقال إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية خلال عام 2025، والتي ستضم نحو 50 مريضًا، بما في ذلك مرضى خضعوا لزراعة كلى ويتلقون علاجًا مناعيًّا.
إذا أثبت العلاج أمانه وفعاليته في نطاق أوسع، فقد يُقدم للمراجعة التنظيمية والحصول على الموافقة في عام 2026، ليصبح أول علاج وظيفي يستعيد إنتاج الإنسولين ذاتيًا لمرضى النوع الأول.
المخاطر والتحديات التي ما زالت قائمة
رغم النتائج المبشرة، تواجه التقنية تحديات كبيرة:
- الحاجة المستمرة للمثبطات المناعية تحمل مخاطر صحية مثل العدوى أو مشاكل الكلى.
- تحديات الإنتاج والتكلفة ووجود العلاج على نطاق واسع (scalability).
- تحديد الفئات الأكثر استفادة من العلاج—مثل مرضى الوعي المنخفض بالهبوط السكري.
- ضرورة مراقبة طويلة الأجل لضمان استمرار فعالية الخلايا المزروعة بدون رفض مناعة.
مع علاج جديد لمرضى السكري مثل زيميسليسل، يُولد أمل حقيقي لتغيير جذري في طريقة علاج السكري من النوع الأول. هذا الاكتشاف يمكن أن يقود إلى قفزة نوعية نحو حياة خالية من الحقن اليومية، بشرط الالتزام بالمراقبة الدقيقة وتوسيع نطاق التجارب.
إن نجحت المراحل القادمة، سنكون على أعتاب عصر جديد من الطب التجديدي يُعيد للمرضى حرية حياة طبيعية تتحكم في سكر الدم من خلال قدراتهم الذاتية.
اقرأ أيضًا: صدمة علمية: اكتشاف امرأة تحمل فئة دم نادرة جدًا تُربك علماء الوراثة
