صراخ خلف الكواليس مسؤولون إسرائيليون سابقون يستغيثون بترامب لإنقاذ ما تبقى
في لفتة نادرة تفضح الانقسام الداخلي العميق داخل إسرائيل، دعا مسؤولون إسرائيليون سابقون، بينهم رؤساء أجهزة الاستخبارات، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على حكومة نتنياهو لوقف حرب غزة المتواصلة منذ أكتوبر 2023. هذه الدعوة تأتي عبر رسالة مفتوحة موقّعة من نحو 550 مسؤولًا أمنيًا، والمطالبة بوقف المعارك وإطلاق سراح الرهائن بواسطة صفقة سياسية.
القوى الأمنية السابقة التي وقّعت الرسالة
هذه الرسالة لم تكن وليدة فرد أو طرف وحيد، بل حملة منسّقة من أكثر من 550 مسؤولون إسرائيليون سابقون من كبار القادة الأمنيين. من الموقّعين ثلاث رؤساء سابقين لجهاز الموساد، إلى جانب خمسة رؤساء سابقين لجهاز الشاباك، فضلًا عن عدد من رؤساء أركان الجيش ودفاع سابقين. هذه التمثيلية الأمنية الواسعة تعكس أزمة ثقة داخل المؤسسة الأمنية تجاه استمرار الحرب. هؤلاء القادة يؤكدون، على أساس خبرتهم المشتركة، أن حماس لم تعد تشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، وأن مواصلة الحرب في ظل تحقيق الأهداف العسكرية يُهدّد الهوية الوطنية لدولة إسرائيل.
الرئيس أيالون وتقييمه للحرب
أمي أيالون، رئيس جهاز الشاباك السابق، أطلق تقييمًا صارمًا مفاده: “في البداية كانت هذه الحرب دفاعية وعادلة، لكن بتحقيق الأهداف توقفت عن كونها كذلك”. أيالون أشار إلى أن البلاد الآن تواجه خطر فقدان هويتها وأمنها. تصريحه يأتي من شخص يعتبر أحد أبرز المعنيين بمسار الأمان الداخلي، ويعكس استبطانًا عميقًا للتداعيات طويلة الأمد، سياسيًا وانعكاساته على رؤية إسرائيل لنفسها في المستقبل.
اقرأ أيضًا: دبي تنجح في انتزاع لقب أكثر مدينة مريحة للزيارة 2025 وتبهر العالم بتجربتها السياحية
ماذا تطلب الرسالة؟ مسارات وقف الحرب
الرسالة تطالب ترامب باستخدام مصداقيته لدى الجمهور الإسرائيلي للضغط على نتنياهو بشكل مباشر. أبرز النقاط:
- تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
- الضغط على الحكومة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين.
- إقامة تحالف إقليمي لدعم سلطة فلسطينية بديلة لحكم حماس وإدارة قطاع غزة.
الموقّعون يرون أن هذه الخطوات هي السبيل الوحيد لإنقاذ ما تبقّى من أمن واقتصاد وهوية إسرائيل.
الضغط الداخلي والحكومي بين مؤيد ومعارض الحرب
على الرغم من هذا الجهد المكثف من الكوادر الأمنية السابقة، فإن موقف الحكومة – وخصوصًا الوزراء اليمينيين – لا يزال متمسكًا بالتصعيد العسكري. بعضهم يدعو لاحتلال كامل أو جزئي لغزة، رغم التحذيرات الأمنية بأن الحرب وصلت إلى نقطة حرجة. هذا التوتر يعكس تحول الصراع من حرب خارجية إلى أزمة داخلية مفتوحة بين إدارة الحرب ونخبة الأمن السابق.
أبعاد الضغط الدولي والدور الأمريكي المحتمل
طالما دُعي ترامب عدة مرات خلال السنوات الماضية للوساطة، وأبلغ سابقًا نتنياهو أن عليه إنهاء الحرب بحلول يناير إذا فاز بأي انتخابات مستقبلية. دعوتهم هذه المرة تُعول على تأثيره السياسي لإعادة إطلاق مفاوضات سياسية، وربما تسوية تشتمل على إنهاء العمليات العسكرية مقابل صفقة سفراء أو إعادة بناء القطاع. كما يُتوقع أن تلعب السياسة الأمريكية دورًا حاسمًا في تشكيل تحالف إقليمي إدارة مستقبل غزة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
السيناريوهات المقبلة وتداعيات الدعوة
إذا استجاب ترامب لضغوط المسؤولون إسرائيليون سابقون، فقد نشهد تحولًا سياسيًا ملموسًا من الاحتلال والحرب إلى حوار دبلوماسي، يقود إلى صفقة تبادل أسرى وإنهاء التصعيد. أما إذا رفض أو تأخر الضغط، فربما سنشهد تصاعدًا أكبر، وقد يعرّض صورة إسرائيل دوليًا لخسائر إضافية. حتى الآن تبدو كفة الترشح للدعوة قائمة بوضوح، والمطلوب هو ما إذا كان النفوذ الأمريكي سيترجم إلى تغيير ملموس في سياسة نتنياهو.
اقرأ أيضًا: دبي تنجح في انتزاع لقب أكثر مدينة مريحة للزيارة 2025 وتبهر العالم بتجربتها السياحية